Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تدير الأحزاب والولايات عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟

لم يكد الرئيس جو بايدن يعرض على الحزب الديمقراطي تفضيله إعادة ترتيب الجدول الزمني لموعد الانتخابات الرئاسية التمهيدية في الولايات حتى بدأ البعض منها بالتذمر

تحقيق التقدم في ولاية ساوث كارولاينا قد يدفع بالمرشح إلى موقع متقدم خلال انتخابات عام 2024 (أ ب)

حتى قبل أن يطرح الرئيس جو بايدن على الحزب الديمقراطي أنه يفضل إعادة ترتيب الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية التمهيدية ها هي بعض الولايات تبدأ في التعبير عن استيائها.

ففي ولاية أيوا التي تعد أول ولاية تشهد التصويت في الانتخابات التمهيدية منذ 40 عاماً، تحدث مسؤولون فيها عن أن قانون الولاية يسمح بإجراء هذه الانتخابات قبل ما لا يقل عن ثمانية أيام من أية منافسة على الترشيح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ولاية نيوهامبشاير التي تعد أول ولاية تشهد الانتخابات الأولية منذ أكثر من قرن من الزمن تشترط قوانين الولاية أن تبدأ الانتخابات الرئاسية التمهيدية قبل أسبوع على الأقل.

ومع ذلك فقد أقرت لجنة وضع القواعد التابعة للحزب الديمقراطي يوم الثاني من ديسمبر (كانون الاول) المنصرم جدولاً معدلاً للانتخابات الأولية تمهيداً للانتخابات الرئاسية التي ستجري في عام 2024، والتي ستبدأ من ولاية كارولاينا الجنوبية (ساوث كارولاينا)، تعقبها ولايتا نيوهامبشاير ونيفادا في اليوم نفسه ثم جورجيا وأخيراً ميشيغان.

ويمكن للولايات أن تسن قوانين هدفها إبلاغ غيرها من الولايات بما يمكن وما لا يمكن أن تفعله، لكن مثل هذه القوانين لا تتمتع بأية قوة. ويمكن لأية ولاية أن تسن قانوناً يلزمها التصويت في الانتخابات أولاً – لكن دون أن يكون ملزماً لولاية أخرى.

وهكذا ما الذي سيحدث لو تعارض قانون الولاية مع ما يريده زعماء الأحزاب بخصوص تنظيم عملية التصويت؟ إذاً يتوجب على الولاية تعديل قانونها أو تحمل احتمال حرمان مندوبيها من عدم اختيارهم خلال عملية الترشيح على مستوى البلاد.

والسؤال: لماذا كل هذه التعديلات الآن؟

فالجدول الزمني الجديد الذي ينتظر موافقة كامل قوام الحزب الديمقراطي استغرق إعداده بضع سنوات. كما خضع للمناقشة داخل دوائر الحزب لوضع مزيد من الولايات متنوعة الأعراق في مقدمة الولايات التي يغلب على سكانها ذوو البشرة البيضاء، بحيث يتم الابتعاد عن عمليات التمهيد للانتخابات المربكة التي تستهلك الوقت.

 على أن ما دفع بالتعديلات كانت الفوضى التي شهدتها عملية التحضير المبكرة للانتخابات في ولاية أيوا عام 2020. حيث فشل تطبيق إلكتروني حديث صمم لحساب النتائج وتقديم تقرير عنها، ما أدى إلى تراكم المعلومات وإعاقة الولاية من عرض نتائجها الأخيرة لقرابة أسبوع بعد إجراء المنافسة. كما حدث كثير من التجاوزات والتناقضات في الإبلاغ عن النتائج إلى درجة أن وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء لم تتمكن من إعلان اسم الفائز، على رغم أن بيتي بوتيغيغ العمدة السابق لمدينة ساوث بيند في ولاية إنديانا، وهو اليوم وزير النقل في حكومة الرئيس بايدين ، والسيناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرس أنهيا السباق متعادلين تقريباً في مقدمة المرشحين.

وكان بايدن قد حصل على المرتبة الرابعة في انتخابات ولاية أيوا وعلى المرتبة الخامسة في ولاية نيوهامبشاير قبل استمراره في المنافسة حتى فوزه بترشيح الحزب بعد أداء جيد في ولاية ساوث كارولاينا التي تعد الولاية الأولى التي تهيمن عليها قاعدة من أنصار الحزب الديمقراطي ذوي البشرة السوداء. وبعد ذلك الانتصار المدهش توالى تصويت الناخبين لبايدن ورفعه إلى أعلى قائمة المرشحين المزدحمة.

وهكذا فإن تحقيق التقدم في ولاية ساوث كارولاينا قد يدفع بالمرشح إلى موقع متقدم خلال انتخابات عام 2024.

ما الذي تطرحه الولايات؟

تعاني ولاية أيوا من احتمال فقدانها لمركزها المتقدم منذ فوضى الانتخابات التمهيدية التي جرت استعداداً لانتخابات 2020.  واليوم ها هو الرئيس السابق للحزب الديمقراطي في أيوا سكوت برينان، وهو أيضاً عضو في لجنة الحزب الديمقراطي التي تبنت الجدول الزمني لعام 2024، يصوت ضد التعديلات المقترحة على نظام التصويت في الولايات.  وقال إن التعديلات "ستخدم بالتأكيد أوائل المتنافسين ومرشحي طبقة الأثرياء" من خلال عدم ضم الولايات التي ستجري فيها عملية التصويت في وقت مبكر إلى مركز الدولة.

أما ولاية نيوهامبشاير فقد اعتاد موفدوها التلويح بمخالفة قواعد الحزب الديمقراطي وإجراء انتخابات الولاية التمهيدية أولاً في كل الأحوال. وكان قانون الولاية الذي تم سنه خلال سبعينيات القرن الماضي قد اشترط أن تتم الانتخابات الرئاسية التمهيدية أولاً وحدد الغرض من ذلك بـ "حماية تقاليد الولاية التي اعتادت إجراء هذه الانتخابات الرئاسية التمهيدية قبل الولايات الأخرى". كما منح القانون سكرتير الولاية صلاحية شاملة لتحديد موعدها.

وحول ما تردد في شأن خطة الجدول الزمني المعدلة، يبدو أن الديمقراطيين في ولاية نيوهامبشاير على استعداد لمخالفة قيادة الحزب. وقالت السيناتور ماغي حسن "سنظل دائماً نجري أول انتخابات تمهيدية في البلاد وهذه المسألة لا علاقة لها باقتراح الرئيس أو بأية منظمة سياسية".

وكانت نيفادا هي أول ولاية في غرب الولايات المتحدة الأميركية تجري التصويت في الانتخابات التمهيدية منذ 2008. والعام الماضي أقر حاكمها الديمقراطي ستيف سيسولاك تعديلاً على قانون يتضمن السماح بخوض المنافسة بشكل فردي باسم الحزب وتحويلها إلى انتخابات تمهيدية تديرها الحكومة، بحيث تجرى في أول يوم ثلاثاء من شهر فبراير (شباط) خلال عام الانتخابات الرئاسية أو يوم السادس من فبراير بالنسبة لانتخابات 2024.

وفي الوقت الذي أعرب مسؤولون في ولاية نيفادا عن أملهم في تقدم الولاية في إجراء الانتخابات على مستوى البلاد، ستحافظ الولاية على مكانتها المتميزة، بخاصة مع إجرائها عملية التصويت بدءاً من 27 يناير (كانون الثاني).

ماذا سيحدث لو أن الولايات لم تلتزم ما ستطرحه قيادة الحزب على مستوى البلاد؟

إذا خالفت الولايات طرح قيادة الحزب فقد تعرض نفسها لعقوبات محتملة، من بينها الامتناع عن تخصيص أماكن لمندوبي الولاية التي أجرت عملية لتصويت فيها بعيداً من النظام المقترح في المؤتمر العام للحزب.

وهذا ما حدث في عام 2008 عندما أجرت ولايتا فلوريدا وميشيغان عملية التصويت المبكر قبل الوقت المحدد لهما في الجدول الزمني الذي أقرته قيادة الحزبين. حيث قررت قيادة الحزب الجمهوري شطب نصف مندوبي الولايتين من قوائم المشاركين في المؤتمر العام للحزب فيما قرر الحزب الديمقراطي حرمان مندوبي الولايتين من حضور المؤتمر العام، وفي ما بعد وافق المؤتمر على مشاركة جميع المندوبين ومنح نصفهم حق التصويت في المؤتمر.    

وبعد أربعة أعوام، قامت بعض الولايات ومن ضمنها فلوريدا مرة أخرى بوضع جدول زمني لعملية التصويت فيها قبل الوقت المبكر المحدد فقط لولايات أيوا ونيوهامبشاير ونيفادا وساوث كارولاينا، جميعها باستثناء نيفادا دفعت بموعد تصويتها إلى شهر يناير. وقررت قيادات الحزبين الرئيسين مرة أخرى معاقبة الولايات المارقة بحرمان نصف مندوبيها من حضور المؤتمر العام.  

هذا ويمكن للأحزاب أن تعاقب المرشحين مباشرة، ربما بحرمانهم من إلقاء كلمة خلال المؤتمر العام. لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيوهامبشاير، ديفيد مور، أعرب عن شكوكه من أن تداعيات مخالفة النظام ستكون مؤلمة إلى الحد الذي يجعل بعض الولايات كنيوهامبشاير تمتنع عن تحدي الجدول الزمني المقترح، حيث قال: "لا أعلم في الوقت الراهن مدى التزام الحزب الديمقراطي معاقبة ولايتي أيوا ونيوهامبشاير إذا ما قررتا التمرد".

ماذا عن الحزب الجمهوري؟

لقد قررت لجنة الحزب الجمهوري القومية بالفعل إبقاء أيوا كأول ولاية تشهد المنافسة بين المرشحين للرئاسة في جدولها الزمني. ولأشهر عدة واصل المرشحون الجمهوريون المحتملون القيام بجولات ميدانية مع بوادر البدء بالعملية الانتخابية.

كما صوت أعضاء لجنة الحزب الجمهوري القومية بالإجماع لصالح إبقاء نيوهامبشاير وساوث كارولاينا ونيفادا في مقدمة الولايات التي ستشهد التصويت في الانتخابات التمهيدية.

وحددت أحزاب ساوث كارولاينا، وليس مشرعوها، الجدول الزمني لانتخاباتها الأولية، بحيث لم يعد هناك ما يشغل بال الديمقراطيين بشأن موعد التصويت في انتخابات 2024 في  ولاية يسيطر الجمهوريون على مجلسها التشريعي.  

ولم يحدد بعد موعد لمرشحي الرئاسة الجمهوريين في الانتخابات الأولية لعام 2024 في ولاية جورجيا.

وقال غابرئيل سترلينغ وهو مسؤول رفيع في مكتب سكرتير الولاية الجمهوري براد رافينسبرغر، الذي يتحمل مسؤولية تحديد مواعيد الانتخابات الأولية إن المكتب أبلغ الديمقراطيين منذ أكثر من عام "أننا لن نفعل شيئاً سيتطلب أن يكون هناك يومان لإجراء الانتخابات التمهيدية الخاصة بمرشحي الحزبين". وأضاف أنه بسبب الجدول الزمني الخاص بالحزب الجمهوري الذي حدد إجراء انتخابات الحزب التمهيدية قبل الأول من شهر مارس (آذار) فقد يخفض عدد مندوبيهم المشاركين في المؤتمر العام إلى النصف.

 

شارك في إعداد التقرير مراسلتا أسوشيتد برس ميشيل إل برايس من نيويورك وكريستينا إيه كاسيدي من أتلانتا.

المزيد من تقارير