Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أفضل ما عرض على الشاشة الصغيرة البريطانية في 2022

مع اقترابنا من المشهد الأخير في هذه السنة، اخترنا لكم قائمة بأحسن 10 مسلسلات خلال الأشهر الـ12 الماضية

من الإنجليزي إلى اللوتس الأبيض (أي تي في / اندبندنت)

خلال هذه السنة، شاهدتُ أعمالاً تلفزيونية كثيرة. عقب استيقاظي في الصباح وتحضير قهوتي، أجلس أمام الشاشة إلى أن تفقد عيناي قدرتهما على التركيز. وأزور يومياً هذا العالم المملوء بالقنابل الموقوتة والأفعال الجنسية الشبقة، والضحكات المتناثرة على هواها.

تمثل العناوين الـ10 التالية الأعمال المفضلة لدي بين ما عرض على مدار الأشهر الـ12 الماضية. شاهدت بعضها لغرض مهني بحت وبعضها الآخر للترفيه، لكنها جميعاً ممتعة للغاية. في عام سيطر عليه عرضان خياليان رائعان هما، "بيت التنين" House of the Dragon، الجزء اللاحق السابق [بمعنى أنه يصور فترة سابقة على الأعمال التي سبقته فكان هو لاحقاً عليها] لمسلسل "لعبة العروش" Game of Thrones، والسلسلة الملحمية "خواتم القوة" The Rings of Power للكاتب جيه آر آر تولكين المتوفرة على منصة "أمازون"، العمل الذي استمتعت به أكثر من سواه على رغم استخفافي به بشكل خاطئ. تضم القائمة تشكيلة متنوعة فيها المضحك والساخر والمؤثر والمثير وغير ذلك.

لكن قبل البدء باستعراضها، أعتقد أنه من المهم توضيح أنني تحيزت في اختياراتي. وعلى رغم وجود عدد من العروض التي تمتلك مؤهلات لتكون من بين الأفضل، إلا أنني لن أقدم مغامرات على غرار "حرب النجوم" Star Wars أو أعمال شركة "مارفل" Marvel [إشارة إلى أفلام الأبطال الخارقين] ضمن قائمة تفضيلاتي الشخصية. في نهاية المطاف، الذائقة الفردية تعطي الحياة نكهتها. إن هذه العروض العشرة التي تراوح بين الخيال العلمي وتلفزيون الواقع، مروراً بالدراما الفخمة والأعمال الوثائقية، جاءت بمثابة إضافات شهية إلى ما قدم لنا في سنة 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

10. "أشياء أكثر غرابة" Stranger Things

إن الأعمال التلفزيونية الموجهة إلى جمهور المراهقين الذين سيخلدونها بفضل مقاطع الفيديو المجتزأة منها والمتداولة عبر "تيك توك"، لا تميل إلى أن تكون إنتاجات جيدة. ما عليكم سوى إلقاء نظرة سريعة على مسلسل "وينزداي" Wednesday، الذي يحقق أرقام مشاهدة مرعبة حالياً، المشتق من قصة "عائلة آدامز" Addams Family الأصلية التي سحرت جيل نهاية القرن الماضي وبداية الألفية الحالية. لكن "أشياء أكثر غرابة" ليس كذلك، إنه عمل جيد.

بفضل نصه المكتوب بإتقان، وتمثيله الحسن، وتنفيذه بشكل جميل في ريف ولاية إنديانا الأميركية الذي يجعله يبدو كفصل من رواية للكاتب ستيفن كينغ أو المؤلف جون إيفرينغ، شكل الموسم قبل الأخير من "أشياء أكثر غرابة" أفضل قصة عن قاتل متسلسل غامض منذ التراجع عن إنتاج جزء ثالث من "مايندهانتر" Mindhunter. إذاً، إن ما يثير الإعجاب تماماً، يتمثل في حقيقة أنه لم يكن مطلوباً منه أن يكون بهذه الجودة بالفعل.

 

9. "أنا شخصية مشهورة، أخرجوني من هنا!" I’m a Celebrity… Get Me Out of Here!

لم أشاهد موسماً من هذا البرنامج طوال سنوات عدة. آخر ما أتذكره هو مشاهدة أشخاص مثل توني بلاكبيرن وكيتي برايس في الأدغال. لكن على غرار شريحة واسعة من الجمهور البريطاني، بدأت في متابعته هذا العام لسبب واحد بسيط يتمثل بأنني أردت رؤية مات هانكوك يأكل الحشرات.

وخلال أسابيع مشاهدتي القليلة تلك، صرت مهووساً تماماً بالعرض. حصل شعور بالتنفيس، بعد كل الفظائع التي رافقت وباء كورونا، عند رؤية عذاب وزير الصحة السابق أثناء تعرضه للانتقام من عامة الناس على الأخطاء المرتكبة.  لكن بعد بضع حلقات، لم يعد الأمر متعلقاً بهانكوك، بل بالحلاوة المتأصلة في لاعبة كرة القدم جيل سكوت والممثل أوين وورنر، والمهنية التي لا تبلى للمقدمين آنت وديك. فعلياً، أصبح كل من العرض ومقدميه الآن مؤسسة بريطانية.

 

8. "أخوات سيئات" Bad Sisters

ثمة فرضية بسيطة ولذيذة في هذه الكوميديا السوداء التي تقوم ببطولتها شارون هورغان وتعرض على منصة شركة "آبل"، ومفادها بأن أربع أخوات (سيئات) قررن قتل زوج أختهن الخامسة. ثم ينكشف هذا التعهد بطرق تزداد غرابة وغموضاً، تذكرنا بأفضل الأعمال الكوميدية التهريجية التي أنتجتها استوديوهات "إيلينغ" اللندنية.

لقد جمعت الموهوبة هورغان، المشاركة في الكتابة والإنتاج، فريقاً مثيلياً رائعاً (أداء إيف هيوسون ملهم في شخصية الأخت الصغرى بيكا الطائشة، وتقشعر الأبدان لمشاهدة كلاوس بانغ في دور جون بول الذي سيصبح جثة قريباً). يتراوح العرض بين كونه نظرة مقربة مضحكة وعاطفية عن حياة الأخوات، وبين كونه تصوير عقلاني تماماً للعنف المنزلي والسيطرة القسرية. في اللحظة الأخيرة، يفسد العرض قصته وينتهي بحلقة أخيرة سيئة، لكن ما عدا ذلك، إنه عمل تلفزيوني حديث رائع.

7. "خيول بطيئة" Slow Horses

في عام 2022 وحده أصدرت منصة "آبل" جزئين من نسختها من قصص الجاسوسية للكاتب ميك هيرون وبطلها جاكسون لامب، وهي خطوة لا ترتبط عادة بالجودة في هذه الصناعة. لكن لا داعي للقلق، إذ يشكل هيرون الوريث الطبيعي لكاتب الجاسوسية الشهير جون لو كاريه ولامب هو الوريث الوحيد لجورج سمايلي، بطل أعمال لو كاريه. [اشتهر الراحل لو كاريه بنمط خاص من أفلام الجاسوسية، لعل الأقرب زمنياً من بينها فيلما "الجنائني الوفي" (2005) و"الرجل المطلوب للعدالة أكثر من سواه (2014)].

تناول الموسم الأول ظاهرتي التطرف وإرهاب أقصى اليمين. واقترب من تحقيق نجاح مزدوج لا بأس به مع مدونة "زيارة خاطفة" The Drop-in الصوتية الجيدة جداً التي كانت تبث عبر قناة "راديو 4"، وقد رسمت بروعة عالماً رديئاً. لا توجد صورة نمطية لذلك أكثر من الممثل غاري أولدمان في شخصية جاكسون لامب، نجم حائز على جائزة الأوسكار يخرج الريح ويتجشأ وفق ما يحلو له في قصة دراما جاسوسية. لكن أعظم خدعة تقوم بها سلسلة "خيول بطيئة" تأتي من أنها تبدو عبقرية لكنها غير متطرفة في تعقيدها.

 

6. "لوي ثيرو، أميركا المحرمة" Louis Theroux: Forbidden America

إذا لم تسأم بشدة من المقدم النحيل صاحب النظارة الطبية، فإن سلسلته الوثائقية التي أطلقها هذه السنة تمثل عودة قوية للوي ثيرو (وهي أفضل بكثير من سلسلة مقابلاته الشريرة التي يستضيف فيها شخصيات بارزة مثل ريتا أورا وبير غريلز).

رصدت الحلقات بذكاء وفضول معهودين نجاح اليمين المتطرف على الإنترنت، ومشهد الراب العنيف في فلوريدا، والوجه المتغير للإباحية. يعرف عن هيئة "بي بي سي" أنها صانعة وثائقيات قديرة، ولربما أمكن أن تشمل قائمتي الجزء الثاني من سلسلة "الكوكب المتجمد" Frozen Planet II الذي أصبح جزءاً أساسياً من روتيني الذي يساعدني في النوم. لكن في حقبة ما بعد المقدم التلفزيوني جيريمي باكسمان، تمتلك تلك المؤسسة عدداً قليلاً جداً من الشخصيات القادرة على تقديم عرض تلفزيوني من نوع "ثيرو". إذ سرعان ما أصبح ذلك المسلسل أبرز الصادرات الأجنبية للتلفزيون الواقعي البريطاني منذ [الناشط البيئي] ديفيد أتينبوره.

 

5. "الإنجليزية" The English

مع مونولوج افتتاحي متشائم إلى حد ما، توقعت بشدة أن يكون مسلسل الويسترن المؤلف من ست حلقات للكاتب هوغو بليك، جاداً أكثر من اللازم. إذاً، أية متعة تأتي حينما تكتشف أن هذه السلسلة التي يقدم بطلاها إميلي بلانت وتشاسك سبنسر أداء رائعاً، هي في الواقع نزهة عبر سهول أميركا الغارقة بالدماء في عصر رواد مستوطنيها.

يبدو العمل الجميل الساحر (إنه بالتأكيد أحد أفضل الإنتاجات التي بثتها "بي بي سي" على الإطلاق) كأنه معالجة سينمائية لإحدى روايات كورماك مكارثي على يد المخرجين الأخوين كوين، وهذا مدح رائع برأيي. للأسف، صيغت النهاية بتسرع نوعاً ما، لكنها يجب ألا تقوض الجهد الممتاز المقدم قبلها.

 

4. "انفصال" Severance

حمداً لله، لقد مرت سنوات عدة على زمن كنت فيه موظفاً يعمل بدوام كامل في أحد المكاتب. ومنذ ذلك الحين، انضم جزء كبير من القوى العاملة إلى حياتي على هيئة ترفيه أشاهده عن بعد. ويجب أن يقنع هذا المسلسل بقية الموظفين بضرورة التخلي عن حياتهم المحدودة بين جدران مكاتبهم.

تعرض منصة "آبل" هذه الدراما المتخيلة المتشائمة التي تدور حوادثها في عالم من "المنفصلين"، وهم أشخاص فصلوا ذواتهم المهنية عن شخصيتهم العادية، بمثابة اختبار أساسي للمنصة في عام 2022. لكنه يستحق الثناء بجدارة. يتنقل المسلسل بين كونه عملاً كوميدياً كئيباً وبين كونه محبطاً في تصويره للحزن والصدمة والمدى الذي نفشل فيه جميعاً في تقسيم حياتنا. بعد حلقته الأخيرة ذات النهاية المعلقة، سيكون موسمه المقبل من بين أكثر الحوادث التلفزيونية المنتظرة في السنوات الآتية.

 

3. "فتيات ديري" Derry Girls

استطاعت هذه السلسلة الكوميدية عن سن المراهقة للكاتبة ليزا ماكغي، التي تدور حوادثها داخل إيرلندا الشمالية في تسعينيات القرن الماضي، أن تحول ممثليها ومؤلفتها إلى نجوم بالفعل، حتى قبل بث حلقاتها الأخيرة الربيع الماضي. وقد عززت حلقته النهائية سمعتها كأفضل سلسلة كوميدية بريطانية في السنوات الأخيرة (حتى المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي يشاهدها).

إن هذا العرض التلفزيوني المرتكز على أداءات عبقرية من أمثال سيرشا مونيكا جاكسون في دور إيرين، ونيكولا كوغلان في دور كلير، وكاثي كييرا كلارك في دور العمة سارة، يعتبر واحداً من الأعمال القليلة التي لن تندم على ترشيح مشاهدتها للآخرين. سيضحك الجميع على مقالب العصابة، من أقربائي المسنين إلى الرجل الذي يجلس خلفي في ملعب كرة القدم. سيؤدي غياب أحد الأعمال الكوميدية القليلة المضحكة فعلاً في المملكة المتحدة إلى ترك فجوة كبيرة في المساحة التي تخصصها "تشانل 4" للكوميديا.

2. "البروفة" The Rehearsal

يعتمد استمتاعك بهذا المسلسل كلياً على رغبتك في ركوب موجته. ثمة فرضية بسيطة في العمل مفادها بأن الممثل الكوميدي الكندي نيثان فيلدر يعثر على أشخاص لديهم تحد صغير لكن أثره العاطفي كبير ويثقل كواهلهم. ثم يستخدم فيلدر فن البروفة بغية تهيئتهم للحظة النهائية التي يتعين عليهم فيها مواجهة هذه المشكلة. هذه خطته ببساطة.

في المقابل، تقلل مقدمة كهذه من قيمة المسلسل الذي يعد بالفعل أحد المشاريع التلفزيونية الأكثر طموحاً ويصعب تصنيفه ضمن نوع معين. ومثلاً، تتطلب الحلقة الأولى إنشاء نسخة طبق الأصل من حانة نيويوركية في حظيرة ريفية ضخمة. بالتالي، تعرض العظمة العبثية لتلك المهمة التي تشبه إلى حد ما حوادث رواية "المتبقي" Remainder لتوم مكارثي، بشكل جميل على خلفية خفيفة من التقلبات العاطفية الدقيقة. إنه عمل مثير للقلق، ومزعج، ومضحك للغاية، ما يجعله إنتاجاً تلفزيونياً غير عادي.

 

أعمال تستحق الذكر

شهدت الشاشات البريطانية عرض أعمال رائعة هذه السنة لكنني غالباً ما كنت أتجاهلها لمصلحة الأعمال الأميركية اللامعة. إذ داء مسلسل "صبي من مكان ما" Somewhere Boy الذي عرضته قناة "تشانل 4" رقيقاً بشكل غير عادي وأداء ممثليه جميلاً. كذلك أفعم "كل ما أعرفه عن الحب" Everything I Know About Love بالحيوية، لكنه خليع ومثير للسخط بدرجة مقبولة لا غير. في هذه الأثناء، شكل "شيروود" Sherwood واحداً من الإنتاجات الدرامية الأصلية القليلة التي حققت نجاحاً حقيقياً لا لبس فيه. وأسهمت عودة المصرفيين المهرة في مسلسل "صناعة" Industry في ملء الفجوة التي خلفها غياب مسلسل "توريث" Succession هذه السنة.

وعلى مستوى عالمي أكثر، أرى أن الفصل الثاني من "دمية روسية" Russian Doll مبتكر تماماً على غرار موسمه الأول. وعلى نحو مماثل، نجح الجزء الثاني من "جرائم قتل في المبنى لا أكثر" Only Murders in the Building بطريقة ما، في تجنب فقدان البريق الذي جعله عملاً رائعاً في المقام الأول.

في المسودة الأولى لهذه القائمة وضعت بطولة كأس العالم لكرة القدم في الصدارة، لأنه بصراحة، لا شيء على التلفزيون يضاهي هذه الدراما المطلقة. يمكنكم إلقاء اللوم في غياب المونديال عن القائمة على مهاجم المنتخب الفرنسي أوليفييه جيرو.

 

1. "اللوتس الأبيض" The White Lotus

أحببت الموسم الأول من هذا المسلسل الذي انبثق من العدم على ما يبدو وتمكن من أن يكون مضحكاً ومثيراً ومدمراً للأعصاب تماماً. وإلى حد كبير، جاء الجزء الثاني نسخة مشابهة لا أكثر (الحادثة الوحيدة فيه هي قيام تانيا التي تؤديها جينيفر كوليدج وزوجها غريغ برحلة من هاواي إلى صقلية)، ومع ذلك نجح في نقل روح المحيط الهادئ الرملية إلى شواطئ الجزيرة المتوسطية المملؤة بالنبيذ.

يساعد النص المبتكر والمضحك الذي كتبه مايك وايت، طاقم الممثلين الجدد الذي يشمل أوبري بلازا، إف موراي أبراهام وتوم هولاندر. وتبدو القدرة الخفية على التقاط روح العصر من دون أن تكون وعياً ذاتياً، بمثابة مهارة لم تنل التقدير الذي تستحقه لكنها مساحة اختصاص يتفوق فيها أيضاً مسلسل "اللوتس الأبيض". ثمة انتقاد موجه إلى قصر النظر النرجسي لدى ثلاثة أجيال هم مواليد العقد الأخير من القرن الماضي [الجيل زد] وجيل الألفية الجديدة وأطفال ما بعد الحرب العالمية الثانية [أطفال الازدهار]. وجاء الانتقاد ضمن ضربة واحدة في "اللوتس الأبيض، صقلية" The White Lotus: Sicily (وقد لاحظت أنه عمل مصمم من أجل ترشيحات "غولدن غلوب"). إنه أكثر مسلسل استمتعت بمشاهدته على شاشة التلفزيون هذا العام.

مع حلول وقت إصدار الموسم النهائي في وقت سابق من ديسمبر (كانون الأول)، بدا العالم برمته كأنه يشاهد المسلسل. إنها الحادثة التلفزيونية الحقيقية لعام 2022، أكثر بكثير من التنانين أو الخواتم السحرية.

© The Independent

المزيد من ثقافة