Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو وتل أبيب "على حافة الصدام" بسبب "الكنائس والمسيرات"

روسيا تطالب باستعادة ممتلكاتها في القدس وإسرائيل "قلقة" من السلاح الإيراني في حرب أوكرانيا

تبحث موسكو هذه الأيام ملف الكنائس الروسية في القدس بحسب مصادر مطلعة (أ ف ب)

أعاد مطلب استعادة ملكية ثلاث كنائس في القدس مختلف على ملكيتها بين إسرائيل وروسيا، بعد أيام من محادثة التهنئة التي تلقاها رئيس الحكومة الإسرائيلية المرتقب بنيامين نتنياهو من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نقاشاً روسياً - إسرائيلياً حول ممتلكات روسيا في القدس. كما أثارت جهات إسرائيلية في تقارير حول تداعيات العلاقة بين روسيا وإيران قلقاً إسرائيلياً، ليشكل الملفان شبح أزمة علاقات من المتوقع تفاقمها في حال نقلت موسكو ملف الكنائس إلى القضاء.

سجال جبل الزيتون

وفق وسائل إعلامية كانت موسكو بعثت أواسط هذا الشهر رسالة إلى إسرائيل تحذر فيها من عدم الاستجابة للمطلب الروسي بحل النزاع العقاري حول ملكية كنيسة "ألكسندر نيفسكي" و"ساحة ألكسندر" في القدس، واعتبرت أن عدم استجابة إسرائيل "يخلق نوعاً من التوتر في العلاقات بين الجانبين".

وعلمت "اندبندنت عربية" من مصدر مطلع على الملف أن موسكو تبحث هذه الأيام ملف الكنائس الروسية في القدس، مؤكداً أن "الكرملين" ليس الجهة التي تقدمت بالطلب الرسمي إلى إسرائيل لاستعادة ملكية الكنائس الثلاث كما قالت جهات إسرائيلية، بل ممثل الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية (ippo) الذي جاء مطلبه ذاك بعد أن أثيرت قضية أراضي جبل الزيتون في القدس وما تقوم به إسرائيل من تنظيم لها، ودعوة كل صاحب ملك أو أرض إلى إثبات تسجيلها في مكاتب "الطابو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد المصدر ذاته أن ممثل الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية كان قد تقدم بطلب عن طريق محامي الجمعية في البلاد، ما أثار نقاشاً روسياً داخلياً. واعتبرت جهات روسية رسمية أن توقيت إثارة القضية مع إسرائيل غير مناسب، خصوصاً في ظل الحرب الأوكرانية وما تثيره إسرائيل من قلق حول الطائرات المسيرة التي تزود بها إيران روسيا في حربها.

وتبحث جهات روسية رسمية الموضوع لتوضيح الصورة منعاً لنشوب أزمة، بالإشارة إلى أن الصراع على الملكية لا يقتصر على روسيا وإسرائيل بل وتنضم إليه الكنيسة البيضاء، حيث إن الطلب الذي وجهه ممثل الجمعية يطالب باستعادة الملكية إلى الكنيسة الحمراء وإخراج ممثلي الكنيسة البيضاء منها، مما يعني أن الصراع حول هذه الكنائس يشمل أيضاً الكنيستين الحمراء والبيضاء، مما يجعل القضية في غاية الحساسية.

من يملك المفاتيح؟

وكشف المصدر عن أن ما سبق ووقع عليه نتنياهو عام 2020 من إعادة مفاتيح كنيسة "ألكسندر نيفسكي" إلى روسيا لم يتم تنفيذه في أعقاب رفض الكنيسة البيضاء (مركزها الرسمي في ألمانيا وأميركا) إعادة المفاتيح إلى روسيا وليس الحكومة الإسرائيلية، تلا ذلك تشكيل حكومة لبيد – بينت ومن ثم الحرب الأوكرانية وتم تجميد الملف ولم ينفذ ما سبق أن وقع عليه نتنياهو.

في ظل هذه الخلافات سواء تجاه إسرائيل أو الكنيسة البيضاء، تبذل روسيا جهودها لمنع وصول الملف إلى القضاء، على رغم ما صرح به رئيس الحكومة الروسي السابق سيرجي ستيباشين المسؤول من جانب روسيا عن قضية استعادة الممتلكات الروسية في إسرائيل حول نيته تقديم دعوى إلى المحكمة لاستعادة الملكية على كنائس "مريم المجدلية" و"الصعود إلى السماء" و"فيري الجليل"، التي تستخدم كمقر صيفي للبطريرك اليوناني الأرثوذكسي. وهذه الكنائس تقع في جبل الزيتون وشملها مطلب ممثل الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية باستعادة ملكيتها.

حرب ومسيرات

يأتي موقف الجهات الروسية التي تعتبر أن توقيت مطالبة الجمعية الإمبراطورية بملكية الكنائس غير مناسب مع ما تثيره التقارير الإسرائيلية من قلق تجاه توثيق العلاقات الروسية - الإيرانية، خصوصاً ما يتعلق بتزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا، حيث اعتبر تقرير إسرائيلي أن توثيق هذه العلاقات هو تعزيز لحلف عسكري يوسع التهديدات ضد إسرائيل.

وبحسب التقرير فإن "هذه العلاقة التي ستعزز محور الشر هي تهديد كبير لأمن ووجود الدولة اليهودية والدول المحيطة بها، فروسيا قوة نووية عظمى، وإسهامها في البرنامج النووي الإيراني بدأ منذ عهد الاتحاد السوفياتي، واليوم بات الخطر مضاعفاً".

ونقل التقرير عن مصادر إسرائيلية أن روسيا وإيران توشكان على التوقيع خلال الأيام القريبة المقبلة على اتفاق لبيع مئات المسيرات الهجومية من إنتاج إيراني، كما ادعت هذه المصادر أن معلومات إسرائيلية تؤكد أن الصفقة ستتضمن نقل بضع مئات من المسيرات بقيمة مئات الملايين من اليوروهات ستدفع لإيران نقداً. وهذه الصفقة ستخرج إلى حيز التنفيذ قريباً، مما سيسمح لروسيا بتصعيد هجماتها في أوكرانيا ورفع مستوى دقتها".

وبحسب التقرير الإسرائيلي فإن إسرائيل تتعامل مع هذا الملف وفق أكثر من نهج، بينها النهج الراديكالي ويعمل بموجبه جهاز "الموساد" الذي يعتقد أن "التعاون العميق بين روسيا وإيران سيؤثر أيضاً في أمن إسرائيل. ومصادر القلق الأساس في هذا السياق هي النقل المحتمل في المستقبل لصواريخ فوق صوتية (تصل إلى سرعة أعلى بخمس مرات أو أكثر من سرعة الصوت) من روسيا إلى إيران، والمساعدة في جهود إيران للتموضع في سوريا في ظل تقييد محتمل لنشاط سلاح الجو الإسرائيلي على الساحة الشمالية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير