Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مثلث تحديات إسرائيل في 2023

إيران وتعاظم التوتر الدولي والساحة الفلسطينية

تتوقع الاستخبارات الإسرائيلية أن تكثف إيران تدخلها بمختلف الجبهات (أ ف ب)

على عكس الأجواء التي فرضتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على مدار عام 2022، اعتبرت شعبة الاستخبارات العسكرية أن طهران ليست القلق المركزي لتل أبيب في السنة المقبلة، وإن كانت تحدياتها ما زالت قائمة، وأن العلاقات الروسية– الإيرانية، التي تتعاظم في الحرب الأوكرانية ستنعكس على وضعية الحدود الشمالية وتجاه لبنان و"حزب الله" بشكل خاص، وترى أن إيران جزء من لوحة فسيفساء ترتبط قطعها ببعض وتؤثر الواحدة على الأخرى.

تم تسريب التقرير الذي أعدته شعبة الاستخبارات العسكرية حول تقييماتها لعام 2023 لصحيفة "إسرائيل اليوم"، قبل نشره وإعلان موعد تقديمه المستوى السياسي في تل أبيب لإطلاعه عليه، ومن ثم بحثه واستخلاص العبر.

ويستعرض التقرير قائمة من التحديات التي ستواجه إسرائيل في 2023، إلى جانب الفرص المتاحة أمام المؤسسة السياسية لمواجهة التحديات المحدقة بالبلاد واستغلال الفرص التي قد تكون متاحة لها لتحقيق أهداف تضعها أمامها.

إيران و"حزب الله"

ستشكل تداعيات إيران على الحدود الشمالية تحدياً مرتقباً لإسرائيل، بحسب تقييم شعبة الاستخبارات، فيما يقدر معدو التقرير أن "حزب الله" سيواصل انشغاله في مختلف القضايا اللبنانية الداخلية.

وتعتبر شعبة الاستخبارات أن التطورات الأخيرة في المنطقة ستجعل "حزب الله" مرتدعاً من الحرب، ومع ذلك أضاف التقرير "قد تنشأ بين حزب الله وإسرائيل آلية تصعيد كنتيجة لخطوات مختلفة، وربما من أعمال تكتيكية في الميدان".

ويعتمد هذا التقييم على التقارير الاستخباراتية الأخيرة التي تقول إن نشطاء "حزب الله" لا يتركون مناطق الحدود الشمالية، بل إنهم يحضرون إلى المكان في كل مرة يقوم الجيش الإسرائيلية بدورية عسكرية أو أعمال عند الجدار الحدودي.

ولا تستبعد شعبة الاستخبارات أن تتكرر الوضعية التي شهدتها المنطقة قبل توقيع اتفاقية الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان السنة المقبلة من خلال أزمة تؤدي إلى استعداد "حزب الله" لحرب أو حتى تفجير الأوضاع الأمنية.

"جميع الملاعب"

أما بالنسبة لإيران، فترى شعبة الاستخبارات أن التحديات المرتقبة لإسرائيل من قبل طهران لا تنحصر في المجال النووي، الذي وعلى رغم الحملة التي تقودها تل أبيب ضده، فلا تعتبر فيه شعبة الاستخبارات التحدي الإيراني الأساسي، بل تجد ما وصفته بـ"لعب إيران في جميع الملاعب"، هو التحدي الأكبر والأخطر.

وجاء في التقييم "تشير التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية إلى تدخل متزايد لإيران في محاولة لتشجيع أعمال الإرهاب في الضفة ومناطق حدودية أخرى، بهدف تسخين منطقة الشرق الأوسط".

وفي هذا الجانب، توصي شعبة الاستخبارات العسكرية جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) باتخاذ خطوات جديدة وزيادة تدخله في المسألة الإيرانية، وتشكيل طواقم عمل مشتركة جديدة مع الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية لمواجهة هذا التحدي.

وتتوقع الاستخبارات الإسرائيلية أن تكثف إيران تدخلها بمختلف الجبهات، ففي غزة تعتبر طهران الممولة الحصرية لحركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، وبالجبهة الشمالية تقدر الشعبة أن إيران "ستدرك بأنها فشلت في مساعيها للتموضع بسوريا، لكنها ستواصل العمل على تسليح حزب الله، لا سيما بالسلاح الدقيق، لكن أيضاً في زيادة الميول لتعزيز التسلح بصواريخ جوالة وبمسيرات مسلحة ودقيقة مثل تلك التي بيعت لروسيا في صالح حربها في أوكرانيا".

النووي الإيراني

في السياق النووي، تقدر شعبة الاستخبارات بأن تواصل إيران المسار الحالي للتقدم البطيء، لكن من دون أن تتجاوز ما تعتبره إسرائيل الخط الأحمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب التقرير "هذا سيحصل أيضاً في مسار تخصيب اليورانيوم، في ظل مواصلة نقل الأعمال إلى المنشأة المحصنة في فوردو وبمسار مجموعة السلاح، الذي تنفذ فيه إيران كل الاستعدادات اللازمة للخطة التي ستنتهي بإنتاج سلاح نووي".

وتقدر شعبة الاستخبارات أن تغير طهران سياستها "وعندها قد تخصب اليورانيوم إلى مستوى عسكري 90 في المئة".

ما بعد أبو مازن

ضلع المثلث الثاني من تحديات إسرائيل هي الساحة الفلسطينية، وتحديداً ما بعد أبو مازن، وعلى عكس ما كانت تتعامل تل أبيب مع غزة والضفة كساحتين منفصلتين، ترى شعبة الاستخبارات أنهما ساحة واحدة.

وبحسب التقرير، فحركة "حماس" في غزة لاعب مركزي بهذا الحدث، لأنها منذ حملة "حارس الأسوار" وهي تحاول أن تعرض نفسها كعنوان سلطوي حقيقي وليس فقط كـ"منظمة إرهابية"، وفق تعبير التقرير، الذي أضاف أن "الأمور صحيحة أيضاً بالنسبة لزعيمها يحيى السنوار، الذي يحرص أخيراً على أن يبني لنفسه صورة رجل دولة وليس فقط صورة مقاتل".

وإزاء هذه الخلفية يقدرون في شعبة الاستخبارات استمرار عدم الاستقرار الأمني، وكتب معدو التقرير يقولون "إيران متشجعة لذلك، لكن أيضاً حماس ومنظمات إرهاب أخرى، وإلى جانب هذا يبدو واضحاً التصاعد المتجدد لعمليات الأفراد وللشبكات المحلية مثل عرين الأسود في نابلس، التي تنال زخماً كبيراً في الشبكات الاجتماعية وبذاتها تتحدى منظمات الإرهاب التقليدية والسلطة الفلسطينية نفسها".

الساحة الدولية

تتوقع شعبة الاستخبارات أن تكون للميول الدولية تأثيرات بعيدة المدى على المنطقة، "لأن التعاون بين روسيا وإيران في الحرب ضد أوكرانيا قد يؤثر أيضاً على الجبهة الشمالية وحتى على الاتفاق النووي"، وأضاف التقرير أن "معظم الاتفاقات بين موسكو وطهران هي مدنية– اقتصادية، حتى إن روسيا حرصت على الدفع النقدي مقابل ما حصلت عليه من مسيرات لكي تحافظ على التزام محدود فقط تجاه طهران".

وفي هذا الجانب، توصي شعبة الاستخبارات بمواصلة العمل مع موسكو كي تتأكد من أن يبقى هذا الوضع في المستقبل أيضاً، كما توصي بالاستعداد لطرق عمل سياسية وعسكرية.

وأشار التقرير إلى أن التغيرات داخل الولايات المتحدة هو شأن يستوجب الاهتمام والتفكير به من جانب إسرائيل، كي تحافظ على علاقاتها الخاصة معها.

وقالت الاستخبارات "صحيح أنه لا يوجد تأثير لهذه التغييرات على العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتأكيد ليس في المجال الأمني– الاستخباري– العملياتي، الذي يزدهر أكثر من أي وقت مضى، لكن هذه التغييرات تستوجب اهتماماً أكثر كي لا تتضرر إسرائيل بها استراتيجياً".

"لبنان دولة فاشلة"

استمراراً لاستعراض الوضعية الدولية وتأثيراتها، يقول معدو التقرير إن "الشرق الأوسط سيتأثر بشكل كبير من هذه الوضعية الدولية، إذ إن مصر والأردن تعانيان من أزمة اقتصادية وغذائية غير مسبوقة نتيجة الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الحبوب".

وتعتبر شعبة الاستخبارات أن لبنان سيتحول إلى "دولة فاشلة"، وهو أمر مرتبط بشكل مباشر بالأزمة الدولية، حيث تأثيرها على المنطقة، وستكون هناك معان بعيدة الأثر على الشرق الأوسط برمته.

وتوصي شعبة الاستخبارات بتقديم كل مساعدة ممكنة لمصر والأردن في مختلف المشاريع، مثل تحلية المياه وخدمات شمسية تساعدهما على حل أزمة المياه والطاقة الحادة، لاسيما في الأردن ما يقلص الخطر على استقرار النظام فيها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير