Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميسي بطل الشعب الذي أهدى للأرجنتين كل شيء

تبدلت حظوظ أسطورة كرة القدم المعاصرة من محاولة يائسة لمحاكاة مارادونا إلى الأفضل على الإطلاق

لم يكن أشد المتفائلين في شعب الأرجنتين حتى صيف 2021 ليتوقع الانفجار المتأخر لموهبة أسطورة البلاد ليونيل ميسي مع المنتخب الوطني، بعد سنوات من الفشل في الخطوة الأخيرة، أدت إلى وصول نجم برشلونة السابق إلى عمر الـ34 من دون تحقيق أي لقب كبير بقميص "الألبيسيليستي"، بينما كان قد رفع عشرات الكؤوس والجوائز الفردية مع ناديه الكتالوني ليصبح أسطورة في تاريخ كرة القدم للأندية، لكن كل شيء تبدل في ليلة 10 يوليو (تموز) 2021 في استاد "ماراكانا" التاريخي في البرازيل، حينما قاد ميسي قائمة الأرجنتين التي غالبها من الشباب الصاعدين إلى انتزاع كأس أمم أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" من قلب ريو دي جانيرو.

تتويج المنتخب الأرجنتيني بلقب "كوبا أميركا" أهدى البلاد أول بطولة كبيرة في 28 عاماً، وجعلها تعادل رقم أوروغواي القياسي لمرات التتويج باللقب القاري برصيد 15 لقباً، ومنح الأرجنتينيين أملاً في المستقبل، وأعاد إليهم حب ميسي الذي لطالما رأوه كصورة غير مكتملة لنجم أحلامهم، أو محاولة يائسة لمحاكاة أسطورتهم ومعشوقهم الأول دييغو أرماندو مارادونا الذي هو بالنسبة إليهم بطل الشعب.

ومنذ لحظة رفع ميسي كأس "كوبا أميركا" في قلب استاد "ماراكانا" تحولت وجهة نظر كثيرين من الأرجنتينيين عنه ليصبح نصف مارادونا، بعد أن كان في نظرهم ذلك الغريب القادم من برشلونة التي قضى فيها غالب فترات حياته وحقق فيها كل نجاحاته، وبدأ حلمهم في أن يعيد ميسي كأس العالم إلى بوينس أيرس خلال نسخة 2022 التي تستضيفها قطر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قبل كل ما سبق وتحديداً في صيف 2016 وبعد توالي الفشل في الوصول إلى لقب كبير أعلن ميسي اعتزال اللعب على المستوى الدولي، بعد أن خسر المباراة النهائية الرابعة على التوالي أمام تشيلي في نهائي "كوبا أميركا" 2016، الذي جاء بعد نهائي البطولة نفسها في 2015 ونهائي مونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا، ونهائي البطولة القارية عام 2007.

رد فعل ميسي الغاضب واجهته جماهير الأرجنتين بحرق صوره والقمصان التي تحمل اسمه، فيما بدا أنه فراق تام بينه وبين بلاده.

لاحقاً وبعد ست سنوات، كانت الجماهير الأرجنتينية ذاتها التي توافد الآلاف منها على العاصمة القطرية الدوحة لمؤازرة منتخب بلادها، تغطي الشوارع والميادين الرئيسة في البلد المستضيف لمونديال 2022، حاملة الرايات الزرقاء والبيضاء واللافتات الكبرى التي تحمل صورة ميسي إلى جانب مارادونا، وتغني أغنيتها الشهيرة "سوف تشاهدون ميسي يجلب لنا الكأس... مارادونا أفضل من بيليه".

وبالفعل في ليلة 18 ديسمبر (كانون الأول) 2022 نجح ميسي في قيادة بلاده لتحقيق لقب المونديال لمعادلة إنجاز مارادونا والوفاء بالوعد لجماهير بلاده، ليتفوق على الأسطورة الراحل مارادونا في كل شيء، بعد أن جمع بين "كوبا أميركا" التي فشل مارادونا في الفوز بها، ولقب المونديال الذي حققه دييغو في 1986، إلا أن ميسي هو الهداف التاريخي للأرجنتين برصيد 98 هدفاً دولياً والهداف التاريخي للبلاد في المونديال، واللاعب الأكثر مشاركة في المباريات خلال تاريخ كؤوس العالم.

 

ويبدو أن تتويج الأرجنتين باللقب المونديالي ألهم المدير الفني الوطني ليونيل سكالوني الذي بنى خططه على وجود ميسي في قلب مجموعة اللاعبين الشباب، كي يتمنى بقاء النجم الأسطورة حتى مونديال أميركا وكندا والمكسيك في 2026، بخاصة أن ميسي قال في مقابلة سابقة إنه يود مواصلة اللعب مع المنتخب ولا يخطط للاعتزال دولياً في المستقبل القريب.

وقال سكالوني الذي قاد الأرجنتين لثلاثة ألقاب دولية في أقل من عامين "أعتقد أننا يجب أن نحتفظ بالقميص رقم 10 ليكون جاهزاً في كأس العالم المقبلة إذا شعر ميسي بالرغبة في اللعب".

"استحق أن يفعل ما يحلو له مع هذه المسيرة، ما نقله إلى زملائه مذهل، لم أر أبداً شخصاً بهذا القدر من التأثير في غرف الملابس".

وأضاف "بعد البرازيل أجريت اتصالاً خاصاً مع ميسي وقبل ذهابه إلى باريس كانت أمامنا مهمة كبيرة، بدأ الناس في بلادنا يعتقدون ويأملون وكان الضغط يتزايد، وما قاله لي كان شيئاً مهماً حقاً، قال لي إنه يجب أن نواصل السعي والنجاح".

الآن بعد كل هذا النجاح المتواصل للأرجنتين بقيادة ميسي تحولت كلمات أغنية جماهير الأرجنتين الشهيرة بعد الفوز في نهائي المونديال لتصبح "ميسي جلب لنا الكأس... مارادونا أفضل من بيليه... وميسي أفضل من الجميع".

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة