Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رغم برد الشتاء الأجواء حامية على الجبهة الشرقية في أوكرانيا

بعد تحقيق قوات أوكرانيا تقدماً سريعاً في إقليم خاركيف أحوال الطقس البارد والممطر تعوق التقدم في منطقة لوهانسك

مع قدوم البرد، تبذل القوات الأوكرانية جهوداً مضاعفة على الجبهة الشرقية، وتواجه ببسالة القوات الروسية بكل تفريعاتها، من الشيشانيين إلى مقاتلي فاغنر. إيزابيل خورشوديان قضت بعض الوقت على الخطوط الأمامية برفقة فرقة عسكرية أوكرانية، وتناولت مشاهدتها في تقرير في "واشنطن بوست".

في أعماق الغابة وعلى بعد أقل من ميل واحد من مواقع القوات الروسية لم يتوقف صوت القذائف كل بضعة ثوان. وقد غطت المنطقة المقذوفات التي لم تنفجر وتمنع الجنود الأوكرانيين من التقدم بأي اتجاه لم يكشفوا عليه مسبقاً.

لم يجفل قائد إحدى المجموعات الأوكرانية المتمركزة في مقدمة الجبهة عند سماعه صوت انفجار قذيفة بالقرب منه، بل استمر في شرح تفاصيل خريطة وضعها فوق طاولة توضح كيف تقدمت القوات الأوكرانية حتى اقتربت بحوالى خمسة أميال من بلدة كريمينا – معقل القوات الروسية ومدخل محتمل للقوات الأوكرانية لعمق منطقة لوهانسك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول القائد الميداني في القوات الأوكرانية الذي وافق على أن نطلق عليه اسم تور لاعتبارات أمنية، "لقد دفعناهم إلى الخلف ونحتاج الآن فقط إلى السيطرة على خطوط إمداداتهم، وما أن يفقدوها سيتوجب عليهم التخلي عن مواقعهم لأنهم لن يتمكنوا من الحصول على تعزيزات عسكرية أو مزيد من الذخائر".

بعد أقل من شهر من سحب موسكو قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبر ومن مدينة خيرسون – التي تعد مركز الإقليم الذي احتلته القوات الروسية خلال غزوها لأوكرانيا – ها هو التركيز منصب مجدداً على شرق أوكرانيا حيث حشدت روسيا قواتها منذ عام 2014.

ويدرك الجنود الأوكرانيون أن المعارك في شرق دونيتسك ومناطق لوهانسك، التي تعرف بدونباس ستكون شرسة – بما يعكس ربما الأولويات الجديدة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادته العسكريين: تجنب مزيد من الهزائم بعد الانسحابات المهينة من الشمال والجنوب.

وكان بوتين قد كرر أن الهدف الرئيس لحربه هو "تحرير" كامل إقليم دونباس، مما يعني أن خسارته للإقليم ستعد مؤشراً على فشل واضح وصريح.

يقول أوليه وهو قائد ميداني لإحدى الفرق المقاتلة الأوكرانية بالقرب من مدينة كريمينا أنه بعدما هاجمت قواته المواقع الروسية في قرية شمال المدينة لاحظت كاميرات المراقبة في طائرات مسيرة وصول عربتين محملتين بالجنود خلال ساعات الصباح الأولى في اليوم التالي، موضحاً "لقد أحضر العدو مزيداً من التعزيزات البشرية التي تم الدفع بها إلى الجبهات الأمامية من دون أي تدريب.. هناك كثير منهم وهم يجلبونهم إلى هنا فقط للموت".

وفي مكان آخر يقاتل الأوكرانيين في مدينة باخموت الواقعة بإقليم دونيتسك، الذي شهد أخيراً أشد المعارك ضراوة في الحرب، من أجل التصدي لحشود القوات الروسية بما فيها المرتزقة. وهدفهم هو منع القوات الروسية من محاولة الاقتراب من مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك.

في الوقت ذاته بدأت أوكرانيا بتحقيق مكاسب عند أطراف إقليم لوهانسك المحتل الذي يقع عند الحدود مع روسيا. وتقوم قوات متعددة بالهجوم من خلال جبهتين شمالاً باتجاه مدينة سفاتوف المحتلة وشرقاً باتجاه كريمينا.

وإذا تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على المدينتين فإن ذلك قد يشكل تهديداً للسيطرة الروسية على مدينتي سيفيرودونستيك وليسيتشانسك اللتين أحتلتهما أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي وأوائل يوليو (تموز) الماضي بعد معارك شرسة.

وقال القائد الميداني إن أي فشل بالنسبة إليهم الآن سيعني كارثة عليهم، ولذلك تجدهم يقاتلون بشراسة منذ أشهر عدة للمحافظة على مدينة ليسيتشانسك التي يبدو أنهم على وشك خسارتها.

ويبدو أن العناصر التي تفتقر إلى الخبرة في القوات الروسية تقاتل إلى جانب القوات المحترفة. ويقول أوليه إن عناصر "قديروف"، أي القوات الشيشانية التي تحارب ضمن صفوف الجيش الروسي، قامت أخيراً بمهاجمة مواقعهم لكنهم تلقوا هزيمة قاسية، لافتاً "ولم يحاولوا حتى سحب جثث قتلاهم. واليوم على سبيل المثال تخلوا عن أحد جرحاهم. وقد حاولنا أن نساعد الرجل وإخلاءه لكنه لم ينج".

ويقول القائد الميداني، إن الجنود المتعاقدين من مجموعة مرتزقة "فاغنر" يقاتلون أيضاً في المنطقة. إذ نشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لروسيا صوراً لخط دفاع فاغنر الواسع - صفان من كتل هرمية خرسانية تهدف إلى وقف الدبابات - تمتد حول أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوهانسك المحتلة وحتى على طول الحدود الروسية.

وخلال أوائل هذا الشهر تمكنت قوات أوكرانية من إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية بالقرب من مدينة سفاتوف وتم القضاء على حواجز الدفاع الخاصة بالقوات الروسية، والاستيلاء على معدات روسية تركها الجنود الروس خلال انسحابهم.

ويشكو القائد الأوكراني من أن العائق الرئيس أمام تقدم القوات الأوكرانية بات حال الطقس الممطر. فالقوات ومعداتها وعرباتها المصفحة حاملة الجنود علقت في الطين والوحل. ولكن بعد أسبوع واحد فقط، أدى انخفاض درجة الحرارة إلى جعل ساحة المعركة أكثر صلابة وأكثر ملاءمة.

لكن الدراجات الحرارة الباردة أيضاً لها سلبياتها. فالجنود في وحدة تور المنتشرة في الغابة بالقرب من كريمينا قريبون جداً من القوات الروسية لدرجة أنهم لن يجرؤوا على تدفئة أماكن معيشتهم في الهواء الطلق، مما قد يكشف عن موقعهم للمسيرات الروسية التي تحلق في سماء المنطقة. ينامون في معاطفهم، وتحت أكياس نوم خفيفة في الهواء الطلق البارد.

المزيد من دوليات