Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المفارقة الرهيبة في صلب وثائقي ميغان وهاري

إن كانا يرغبان بعيش حياة خاصة وهادئة، لم يكن ينبغي لهما توقيع عقود بقيمة ملايين الدولارات مع منصة نتفليكس على أساس شهرتهما ونجوميتهما

"...المريب في برنامجهما على نتفليكس هو التناقض الصراح في صميمه" (رويترز)

قد يكون ابن الملك، ولكن لا يملك الأمير هاري كثيراً ليقوله عن طفولته في مسلسل نتفليكس بشدة "هاري وميغان" (Harry & Meghan)، على الأقل حتى الساعة. في المسلسل، نرى تشارلز بصورة شاب في مشهد ضبابي في لقطات من الأرشيف ولكنه صدقاً، يبدو كأنه ميت بالنسبة إلى هاري.

ما من كلمة واحدة تتطرق إلى الملك تشارلز الثالث، وقد يتساءل المرء عن الحقائق المدمرة التي سيكشف عنها النقاب عندما يحين الوقت. عوضاً عن ذلك، يعلن على الملأ: "أنا ابن أمي" ومن المنطقي القول إنه وعائلته مسكونان بالأميرة ديانا وذكراها. في الواقع، يذهب به الأمر إلى القول إنه يحب ميغان لأنها تتمتع ببعض مزايا ديانا وهي الاهتمام والتعاطف. ولا يذكر مطلقاً تناقض ذلك الأمر وحتى الفكرة المبتذلة مع عائلة وندسور "الباردة".

تشكل صور أميرة ويلز الراحلة الجزء الأول من هذا الوثائقي. تبدو مشرقة وهي تظهر من خلال جدران منزلهما الخاص في كاليفورنيا للصغيرين آرتشي وليليبت، كما يبدو فيديو عن تعرضهما للمضايقة من قبل وسائل الإعلام فضلاً عن مقاطع من مقابلة "بانوراما" الشهيرة مع مارتن بشير التي تعود إلى ربع قرن مضى عندما اشتكت من الكاميرات التي لا تنفك تلتصق بوجهها. ويستذكر الصبي الصغير هاري الألم البادي على وجهها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثم نسمع مجدداً كلمات أخيها وخال هاري، تشارلز سبنسر، بعيد وفاتها وهو يوجه اتهامات لمحرري وأصحاب الصحف الذين أحضروا مصوري الباباراتزي بأن "أيديهم ملطخة بالدم". يعتقد هاري بوضوح تام، ومع بعض التبرير، أن الصحافة هي التي قتلت والدته، وكما يقول مراراً وتكراراً، يقوم واجبه على حماية عائلته.

يصور الوثائقي قصة هاري وميغان بالرومانسية العظيمة، قد تكون صبيانية بعض الشيء ولكنها مليئة بالافتتان المتبادل وما من سبب للشك في صدقية هذا الجانب. فهما ثريان ومدللان مع بعض النفاق والتناسي، شأنهما شأن كثير من الأشخاص. ومع ذلك، لا يزالان حقيقيين وصادقين على نحو مثالي.

 بيد أن المريب في برنامجهما على نتفليكس هو التناقض البارز في صلبه – لماذا قام ثنائي "ينشد الحرية" كما يقولان، باستعراض عائلتهما برمتها أمام عدسات وسائل الإعلام مرة جديدة. ثمة مفارقة في جلوسهما في خلفية السيارة في طريقهما إلى إحدى المناسبات في نيويورك وهما يتبرمان من شخص يركب على سكوتر ويتبعهما في محاولة لالتقاط صور لهما. نعرف أنهما يجدان هذا الأمر متعباً لوجود طاقم تصوير نتفليكس في مقدمة السيارة يصور انزعاجهما الواضح!

يقول هاري إن الفارق هنا يبرز في "الموافقة" وهذا أمر عادل بعض الشيء، ولكن تكمن المفارقة في أنهما لو رغبا في عيش حياة خاصة، لما كان عليهما توقيع عقود بملايين الدولارات مع نتفليكس على أساس شهرتهما ونجوميتهما. قد يكون هاري يدرك هذا الأمر ومحقاً تماماً في رغبته في التحكم بما يسمح للصحافة القيام به من عدمه، ولكنها مهمة فاشلة وأصبحت يائسة أكثر من خلال التنقيب في تاريخ عائلته من أجل تحقيق المكاسب والأرباح.

لا يخلو الإعلان الدعائي للمسلسل الجديد من العناصر الجاذبة، وفيما من الجميل أن يعرف المشاهد كيف تعارفا على إنستغرام وذهبا في رحلة سفاري في بوتسوانا كانت موعداً مطولاً مع الفيلة التي رافقتهما كحراس، فإن ما يريد العالم معرفته فعلاً هو من هو الشخص أو الأشخاص في قصر وندسور الذين أطلقوا ملاحظات عنصرية عنهما وعن عائلتهما.

يتوقع الجمهور أن تترافق هذه العروض بكم هائل من الأقاويل والثرثرة، وإن لم تفعل، سيشعر بخيبة أمل. وإذا استقطبت تلك الثرثرة، من المحتمل بشكل كبير ألا تتكلم بقية أسرة هاري معه مجدداً، سينكرون ذلك (فأين الدليل أصلاً؟) وسيجردونه من ألقابه الباقية، ولكنها لن تكون النهاية، لأن الثنائي سيستمر في كونهما من المشاهير.

فلن تختفي الإساءات القاسية والعنصرية والخبيثة التي يتعرض لها الزوجان على وسائل التواصل الاجتماعي، بل ستتكثف. فعندما يضعون صوراً لتظاهرات بريكست والعنصريين المناهضين للمهاجرين في الوثائقي، سينهي هذا أمر الحاقدين الكارهين. ستنتشر ملايين الكلمات على الإنترنت، ولن يذهب مصورو الباباراتزي إلى أي مكان، بل سيكون الاهتمام أكثر قوة وحدة مما كان في وقت ديانا.

ينبغي أن يكون هاري وميغان قادرين على سرد روايتهما من القصة. يحق للجمهور أن يعرف ماهية عائلتهما الملكية وسواء كانت المواقف العنصرية تحصل فعلاً داخل جدران تلك القصور الضخمة. لهذا أصبح النزاع بين الليدي سوزان هاسي ونغوزي فولاني موضوعاً شديد الزعاف، ولكن من خلال اتخاذهما هذه الخطوة، يجدر بهاري وميغان أن يدركا أنهما لن يتمكنا من عيش حياة هادئة، بل سيكون الأمر خلاف ذلك تماماً. وعليهما أن يعلما أنه ما من كلمة "موافقة" في قاموس وسائل الإعلام.

© The Independent

المزيد من آراء