أنصار ترمب فرحون بفضيحة نجل بايدن "التويترية"

كشف الملياردير الأميركي وأغنى رجل في العالم إيلون ماسك، صباح السبت الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، عن "ملفات تويتر" الداخلية المتعلقة بما وصفه بأنه "تقييد حرية التعبير" فيما يخص قضية رسائل هانتر بايدن التي وجدت على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، وربما تورط والده الرئيس الأميركي الحالي في تسهيل استفادة نجله من العلاقة مع أوكرانيا.

ولا تزال التحقيقات في الرسائل الإلكترونية والبيانات الأخرى من كمبيوتر هانتر بايدن تخضع للتحقيق، ولم يحسم بعد أن كان لوالده علاقة باستفادته من عضوية مجلس إدارة شركة الطاقة الأوكرانية "بوريزما".

وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020 نشرت صحيفة "ذا نيويورك بوست" تقريراً ربطت فيه بين الرئيس ونجله. وقالت إن هانتر استفاد من وظيفة والده كنائب للرئيس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لتسهيل أعماله مع أوكرانيا.

كان تقرير الصحيفة في عز الحملة الانتخابية ومنافسة جو بايدن مع الرئيس السابق دونالد ترمب، وخلال ذلك الوقت حظر موقع "تويتر" مشاركة قصة الصحيفة بدعوى أنها تتعارض مع سياسة خصوصية المعلومات للموقع وسياسة المواد المقرصنة.

وكانت قصة الصحيفة تتضمن رسائل إلكترونية من كمبيوتر هانتر بايدن وأرقام هواتف، وتعرض موقع "تويتر" وقتها لحملة تتهمه بالتغطية على القصة لأغراض سياسية، خصوصاً من حملة الرئيس الجمهوري وقتها دونالد ترمب.

واضطر "تويتر" في ذلك الوقت إلى تعديل آليات الحظر بحيث سمح بنشر التغريدات التي تتناول القصة، لكن مع إضافة تحذيرات بأنها "قد تحتوي على معلومات ضارة أو مضللة".

انحيازات سياسية

لذا، استقبل أنصار ترمب بحماس شديد إعلان صاحب ورئيس "تويتر" الجديد إيلون ماسك، مساء الجمعة، بأنه سينشر ملفات "تويتر" الداخلية المتعلقة بحجب القصة.

وصباح السبت، غرد ماسك على الموقع في الموعد الذي حدده لنشر الملفات، بأن ذلك سيتأخر "حيث تجري مراجعة بعض الحقائق والمعلومات".

وعلى الفور غرد كثير من أنصار ترمب بأن المحامين في "تويتر" ربما يحذرون ماسك من نشر ملفات حجب قصة هانتر بايدن، وأن هناك ضغوطاً من الديمقراطيين على الشركة.

وبعد ساعتين من الموعد المحدد سلفاً، نشر إيلون ماسك روابط لتغريدات الصحافي المستقل مات تايبي التي تضمنت الرسائل الداخلية في الشركة في شأن حجب قصة هانتر بايدن، والإشارة إلى تورط الرئيس في استغلال نفوذه لمصلحة أعمال نجله بأوكرانيا.

وكشفت سلسلة التغريدات عن أن "تويتر" وظف أدوات تنقية المعلومات الكاذبة والمضللة لأغراض سياسية "بدأ المتنفذون من خارج الشركة الطلب من مديريها التأثير في حرية التعبير، في البداية على استحياء، ثم بكثير من التكرار، ثم دائماً بعد ذلك"، كما كتب تايبي على "تويتر".

ونشر الصحافي المستقل مع تغريداته صوراً من رسائل البريد الإلكتروني الداخلية في "تويتر" تؤكد ما أشار إليه من انحيازات سياسية للموقع.

وفي إحدى تلك الرسائل عام 2020 روابط لعدد من التغريدات وأحد مديري "تويتر" يقول لآخر، "مزيد للمراجعة من فريق بايدن"، فيرد زميله، "تم التعامل معها".

الحزبان يستغلان "تويتر"

وقال الصحافي مات تايبي، في تغريدة أخرى، "كان الحزبان يستغلان تلك السياسة لدى الشركة، وعلى سبيل المثال تلقى الموقع في عام 2020 طلبات بالتعديل أو الحذف أو التقييد من البيت الأبيض، حيث الرئيس ترمب وقتها، ومن حملة المرشح جو بايدن، وتمت تلبية تلك الطلبات".

وأضاف، "إلا أن ذلك لم يكن توجهاً متوازناً، لأن تفعيل تلك الأدوات (المتعلقة بخصوصية المعلومات والمحتوى المقرصن) يعتمد على العلاقات الشخصية، ولأن أغلب موظفي (تويتر) من توجه سياسي واحد كانت القنوات مفتوحة أكثر لمن هم من اليسار السياسي، أي الحزب الديمقراطي".

وفي إحدى الحالات أغلق موقع "تويتر" حساب المتحدثة باسم البيت الأبيض كالي ماكناني، لأنها غردت في شأن قصة الصحيفة عن هانتر بايدن، وهو ما جعل أحد العاملين في حملة الرئيس دونالد ترمب لكتابة رسالة إلى "تويتر" بهذا الشأن، مما جعل الشركة تعيد حساب ماكناني.

وأكدت المعلومات التي كشف عنها إيلون ماسك، ما ذكره الصحافي المستقل عن انحياز الشركة للديمقراطيين والرئيس جو بايدن.

وأشارت تلك المعلومات إلى أن مديرة الشؤون القانونية السابقة في "تويتر" فيجايا غادي "لعبت دوراً مهماً" في حجب قصة كمبيوتر هانتر بايدن والتغطية عليها.