Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معاداة كاني ويست للسامية أعمق بكثير من موجة غضب

يتضح أكثر فأكثر أن الرسالة المسيحية التي ينشرها كاني ويست ليست رسالة محبة، بل سيطرة وتحكم مسيحي فاشي

"لأنه موسيقي مشهور ولديه عديد من المعجبين، فهو ينشر [بآرائه] الكراهية والازدراء للشعب اليهودي" (غيتي)

حل مغني الراب والمعادي للسامية كاني ويست، المعروف اختصاراً بـ يي، يوم الخميس ضيفاً على برنامج تلفزيوني عبر قناة إنفوورز Infowars يقدمه أليكس جونز المؤيد لنظريات المؤامرة، ليثير المزيد من معاداة السامية. أكد الفنان هذه المرة وبشكل متكرر إشادته بـ أدولف هتلر.

هذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها ويست عن تعصبه للنازيين، إذ ذكرت شبكة "سي أن أن" مؤخراً أن المغني معروف منذ زمن طويل بقول تعليقات من قبيل "أحب هتلر" عندما يكون بعيداً عن الأضواء. كما أن معاداة كاني الخبيثة والشديدة للسامية ليست أمراً جديداً. لقد كان يرافق نيك فوينتيس صاحب الفكر القومي الأبيض، وانسحب بغضب من مقابلة ودية كان يجريها مع اليميني تيم بول عبر قناته على يوتيوب لأن الأخير لم يكن مستعداً لإلقاء اللوم على الشعب اليهودي على كل الويلات التي كان يي يتحدث عنها.

تخبرنا هذه الأمور الكثير عن شخصية يي: إنه متعصب، والأشخاص الذين يمنحونه منصة إعلامية للتحدث يفعلون ذلك وهم يعلمون أنه سيقول أشياء متعصبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن المثير للقلق هو أن معاداة السامية المتطرفة التي يعبر عنها ويست تتماشى بوضوح مع ما يقوله ويعتقد به ويفعله الجمهوريون واليمين وأنصار معسكر "اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى". يعبر ويست عن رأيه بوضوح أكثر بينما يمتلك سلطة أقل، ولهذا فإن التنديد [بما يقوله] سهل [في المتناول]. لكن لا يعني هذا أنه يمثل أخطر تهديد للشعب اليهودي أو للدولة.

قدم ويست أسباباً محيرة لإعجابه بهتلر. وقد نسب إليه الفضل بشكل مغلوط في اختراع الميكروفون والطرق السريعة (بالطبع لم يخترع هتلر أياً منهما). كما أشار ويست بشكل ملتبس إلى احترام حياة البشر، مؤكداً أن "كل إنسان يحمل قيمة ما يقدمها إلى البشرية، بخاصة هتلر". ثم تابع ويست مؤكداً: "إضافة إلى ذلك، لقد ولد هتلر مسيحياً".

على مدار السنوات القليلة الماضية، كان ويست يعرف عن نفسه أكثر فأكثر كمسيحي إنجيلي، ويظهر إيمانه من خلال موسيقاه. ومع ذلك، يتضح أكثر فأكثر أن الرسالة المسيحية التي ينشرها ليست رسالة محبة بل رسالة سيطرة وتحكم مسيحي فاشي. في إحدى المقابلات التي أجراها مؤخراً بعد قداس في الكنيسة، استهل ويست حديثه بإلقاء اللوم على الشعب اليهودي لمحاولة "تدميره" قائلاً إن "يسوع هو الطريق والحياة وملك إسرائيل". ثم أصر على أن "أميركا بلد مسيحي" (أليست كذلك؟)، قبل مهاجمة إيلون ماسك، المالك الجديد لتويتر، لعدم سماحه لـ أليكس جونز باستئناف نشاطه على المنصة. وأكد يي: "لديك شخص لا يؤمن بأن المسيح هو الرب يشتري وسيلة إعلامية أميركية ويختار وينتقي من يستطيع الوجود على المنصة".

وجهة نظر ويست واضحة بما فيه الكفاية. الناس من أمثال أليكس جونز وهتلر هم مسيحيون، وبالتالي قيمتهم أكبر من الملحدين مثل إيلون ماسك، أو الشعب اليهودي بالتأكيد.

لا يمكن الفصل بين مسيحية ويست وتعصبه. وليس بالضرورة أن يتم التعبير عن هذا التعصب بشكل أساسي على هيئة كراهية: يكرر ويست القول إنه يحب الشعب اليهودي. بدلاً من ذلك، يتم التعبير عن التعصب بالحديث عن الاستحقاق.

جادلت الفيلسوفة الأسترالية والناشطة النسوية كيت مان بأن كراهية النساء لا تتعلق بنزع الصفة الإنسانية بقدر ما ترتبط بالاعتقاد بأن المرأة تدين للرجل بالخنوع والإجلال والخدمة والاحترام. على هذا النحو، يعتقد ويست، كمسيحي، أنه أكثر أهمية وأكثر أميركية وأكثر حباً وأكثر استحقاقاً للسلطة والقوة من الأشخاص غير المسيحيين.

يتردد صدى هذا الاعتقاد الأساسي في مناقشات اليمين وسياساته المتعلقة بالشعب اليهودي. الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي لديه تاريخ طويل من التصريحات المعادية للسامية، أوضح تعصبه مؤخراً بشكل لا تشوبه شائبة من خلال المقارنة بين المسيحيين واليهود بطريقة مباشرة. وأعلن عبر منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "تروث سوشل": "يقدر الإنجيليون الرائعون [سياسة ترمب التي يفترض أنها رائعة تجاه إسرائيل] أكثر بكثير من أتباع الديانة اليهودية، وبخاصة أولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة... ينبغي على يهود الولايات المتحدة أن يتصرفوا بجدية ويقدروا ما لديهم في إسرائيل- قبل فوات الأوان!".

كان العديد من الناس محقين في إشارتهم إلى أن ترمب يستخدم مجاز الولاء المزدوج المعادي للسامية للإشارة إلى أن الشعب اليهودي مدين لإسرائيل. مع ذلك، فإن ترمب يعبر في الوقت نفسه عن شعوره بالاستحقاق المسيحي، ويقول إن المسيحيين الإنجيليين طيبون، ومقدِّرون، ويتحلون برؤية واضحة، ويستحقون الثناء والسلطة. وبالمقابل، يرفض اليهود الإذعان لمن هم أفضل منهم، إنهم متكبرون وغير ممتنين. الكثير من موجات غضب يي التآمرية حول النفوذ الشديد الذي يتمتع به الشعب اليهودي هو في الحقيقة تذمر من أن الشعب اليهودي لديه سلطة أساساً. من المفترض أن يكتفي اليهود بهز رؤوسهم والركوع. من الأفضل أن يعرفوا مكانهم أو ستكون العاقبة وخيمة.

الاعتقاد بأن المسيحيين يجب أن يحكموا وأن على الجميع الإذعان لهم هو أيضاً السياسة التي تتبناها الأغلبية العظمى المناصرة للحكم الديني الموجودة حالياً في المحكمة العليا. كذبت المحكمة التي تتخذ طابعاً مسيحياً بدرجة محبطة بشأن الحقائق في قضية تظلم حديثة لحماية حق المسيحيين في التنمر على الملحدين واليهود وكل شخص آخر من خلال التأكيدات العلنية على المعتقد المسيحي في المدارس. كما جردوا النساء الحوامل من حقوق الإجهاض، وهو قرار يسمح للولايات بفرض عقيدة مسيحية مناهضة للإجهاض على اليهود وغيرهم ممن يقدرون حياة الأمهات وصحتهن.

لا يعني هذا أن كلمات ويست ليست خطيرة. لكونه موسيقياً مشهوراً ولديه عديد من المعجبين، فإنه ينشر الكراهية والازدراء للشعب اليهودي. عندما يمنح أشخاص مثل أليكس جونز مساحة للحديث لـ ويست، فإنهم يساعدونه عمداً في نشر رسالته، ويساهمون في تصاعد خطاب البغض وجرائم الكراهية ضد الشعب اليهودي والفئات المهمشة الأخرى.

على كل، الحل المثالي هو وجوب تمتعنا بالقدرة على التعرف على معاداة السامية ومواجهتها حتى عندما لا تكون صارخة تماماً مثل مدح هتلر حرفياً. بشكل متكرر، أظهر أهم الأشخاص في الحزب الجمهوري، بمن فيهم رؤساء الدولة وقضاة المحكمة العليا، اعتقادهم بأن المسيحيين يستحقون احترام اليهود وطاعتهم. أنا واثق أنهم لن يقولوا ذلك بصوت عالٍ. لكن تصرفاتهم وسياساتهم تنسجم مع الاعتقاد الذي عبر عنه ويست بأن مسيحية هتلر تجعله يستحق الإعجاب والاحترام أكثر من كل الأشخاص غير المسيحيين الذين قتلهم.

© The Independent

المزيد من آراء