Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النجمة الأميركية شارون ستون تروي مأساتها من "البحر الأحمر"

تأويل الجمهور لأدوارها صنفها "إباحية" وفقدت حضانة ابنها والمخرج البريطاني غاي ريتشي يشيد بالسينما السعودية

الممثلة الأميركية شارون ستون خلال الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي  (أ ف ب)

الحضور المكثف للنجوم العالميين ربما هو أبرز الملامح الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثانية المقام في جدة السعودية، وهي المرة الأولى في تاريخ المهرجانات العربية التي يجتمع فيها عدد كبير من نجوم السينما العالمية والهندية والعربية في آن.

شارون نجمة الأجيال

حضور شارون ستون نجمة السينما الأميركية بخاصة في حقبة الثمانينيات، كان له وقع خاص على جمهور المهرجان لدرجة أن جلستها الحوارية التي عقدت نفدت تذاكرها بمجرد الإعلان عنها، وكانت هناك صعوبة في الحضور بسبب الوجود الجماهيري الكبير الذي حرص على سماع تفاصيل من حياة النجمة الأميركية الكبيرة ومغامراتها السينمائية، وأبرز محطاتها وأزماتها وكانت شارون شديدة التفاعل والصدق في حوار مفتوح تحدثت فيه عن أسرار وتفاصيل، بكت فيه من الندم أحياناً والحزن أحياناً.

بداية الرحلة

قالت ستون، "إنها بدأت حياتها عارضة أزياء، وبالصدفة اتجهت للتمثيل على رغم أنها كانت تحب أن تكون مخرجة، وأشارت إلى أنها أثناء محاولتها العمل كمخرجة طلبت من شركات الإنتاج ميزانية لإخراج فيلم، لكنها طردت خارج الغرفة وقالوا لها، النساء لا يخرجن أفلاماً".

وعن الانقلاب الذي حول مسار حياتها أضافت أنها "كانت إنسانة عادية تعيش حياتها بشكل طبيعي حتى لعبت بطولة فيلم (غريزة أساسية) مع مايكل دوغلاس، هنا تغيرت حياتها، فبعد عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي عام 1992 تحولت إلى نجمة، وبدأ الجمهور يعترض طريقها ويقتحم منزلها، وكانت تهرب من الناس لدرجة أنها ذات مرة اختبأت في مطعم، وكانت غير قادرة على الخروج إلى الشارع وظلت في منزلها إلى أن وقعت في الاكتئاب، ونصحها الطبيب بعد معرفته بشهرتها بتعيين حراس وسائق خاص لحمايتها حتى تستطيع مواصلة حياتها الطبيعية، لكنها لم تستطع تنفيذ ذلك لعدم قدرتها المادية".

 وبعد هذا النجاح والشهرة حدثت لها كبوة وظلت ثمانية أعوام بلا عمل، وتحول سبب شهرتها لنقمة كبيرة، فقد عانت الحكم عليها لأنها قدمت مشاهد جريئة في الفيلم أدت إلى نجاحها، وأطلق عليها لقب "نجمة أفلام إباحية" وظل هذا الاتهام يلاحقها، وهو ما حطمها على المستوى الإنساني بخاصة أن هذه التهمة كانت السبب في خسارتها لحضانة ابنها، وقالت المحكمة إنها لا تستحق الحضانة لأنها نجمة أفلام إباحية.

كسر الحواجز

وانتقدت ستون وضع المرأة والظلم الذي تتعرض له وقالت عن تجربتها، إنها ظلمت كثيراً لأنها تجرأت وكسرت الحواجز والقوالب التي يحبسون المرأة فيها، ولأن المجتمع ذكوري في الأساس، لذلك عوقبت بشدة عند الطلاق، وحتى حقوقها كإنسانة حوربت حتى لا تحصل عليها، وعمل كثيرون على تدمير حياتها الشخصية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 وتابعت ستون أن "الجمهور كان سبب نجاحها وتدميرها في الوقت ذاته لأنه حكم عليها كإنسانة من خلال الشخصيات التي قدمتها في الأفلام، وظلمت كثيراً، ولم يستطع أحد الفصل بين الفنانة وأدوارها من جهة، والإنسانة العادية والمرأة والأم، وهذا أمر غريب أن يستمر لأنه يظلم أي فنان ويصدر أحكاماً عليه لمجرد إجادته أدواراً معينة في التمثيل".

وكشفت أنها عانت كثيراً من التعاسة وعرفت أنها لن تستمتع بما حدث لها في حياتها الفنية، حتى في الحقل الفني واجهت كثيراً من التجاهل وظهر ذلك عندما رشحت لجوائز غولدن غلوب حيث تجاهلها الوسط السينمائي بشكل واضح.

أزمات إنسانية

وواصلت شارون حديثها الذي تخللته كثير من الوقفات والدموع، وقالت إنها "تعرضت لمرض خطير سببته جلطة دماغية، وكان الأمل في نجاتها منها لا يتعدى واحداً في المئة، ولكنها نجت بعدها وشعرت أن الحياة لها قيمة كبيرة، حتى لو كانت تعيسة، ومنذ ذلك الوقت قررت أن تشعر بروحها وتجعلها تنطلق حسب هواها دون قيود لأن الروح أغلى ما يملك الإنسان". وأشارت إلى أن "بعضهم اتهمها بالجنون بعد أزمتها الصحية لأنها أطلقت العنان لنفسها في الحرية والحديث والرغبة في الحياة، بل وأصبحت تتحدث كما تريد".

وروت ستون مأساة أخرى وهي وفاة ابن شقيقها بشكل مفاجئ، وكان عمره لا يتجاوز عاماً وتم التبرع بأعضائه لأطفال في حالات خطرة، وعلى رغم هذا القرار الجريء والمؤلم، لكن هناك أربعة أطفال كتبت لهم حياة جديدة بفضل أعضاء ابن شقيقها التي وهبت لهم.

التجميل مرفوض

وأكدت شارون ستون أنها ترفض عمليات التجميل تماماً، ولا تتخوف من ملامحها التي تخطت الـ60 من العمر، ووصفت الظهور بملامحها أنه جرأة لأن الفنانة مجبرة أن تحافظ على إطلالة جذابة دائماً، لكنها حسب قولها تبرز احترامها لآثار الزمن على وجهها، بعكس نجمات أخريات لجأن لعمليات التجميل للتقليل من آثار وعلامات التقدم في العمر.

يشار إلى أن شارون ستون حصلت على جائزة من الفائزات بـ "نوبل للسلام" وجائزة "هارفارد الإنسانية"، والجائزة "لإنسانية لحملة حقوق الإنسان"، وجائزة "الإنجاز من كلية أينشتاين"، وعديد من الجوائز الأخرى التي تعكس اهتماماتها الإنسانية.

ريتشي واليسر الفخرية

أما المخرج البريطاني غاي ريتشي فقد كرم بجائزة "اليسر الفخرية" في مهرجان البحر الأحمر السينمائي على مجمل مشواره السينمائي الذي يتخطى 25 عاماً، وريتشي مخرج ومنتج وكاتب ورجل أعمال معروف بأفلام العصابات البريطانية، ترك المدرسة في سن الخامسة عشرة وبدأ في الحصول على وظائف في مجال صناعة السينما في منتصف الثمانينيات قام بعدها بإخراج الإعلانات، ثم بدأ العمل في السينما منذ منتصف التسعينيات وفي عام 1995، أخرج فيلمه الأول.

وقال المخرج البريطاني الشهير بأفلام العصابات والغموض مثل "شيرلوك هولمز"، و"جنتليمين" و"سناتش" و"علاء الدين"، أن السعودية مهيأة لبناء صناعة سينمائية ناجحة لأن هناك حالة فريدة تشبه الانفجار من شدة الحماس، كما أن المواهب الموجودة شابة وواعدة ولديها رغبة كبيرة في التعبير عن الإبداع، وهذا يجعلها ممتعة للغاية، ونصح ريتشي السينما السعودية بعبارات قال فيها للصناع "لديكم الحماس والوسائل والآن عليكم فقط تطوير شكل من أشكال الخبرة والبنية الفرعية".

وأضاف، "أعتقد أنني مهتم بهذا الجزء من العالم، وأرى أن الإبداع يجب أن يجد طريقه إلى هنا بأسرع وقت ممكن، وما نسعى إليه هو اندماج وتكامل التعاون الثقافي"، ولمح ريتشي أكثر من مرة برغبته في العمل بالسينما العربية أو السعودية بوجه أدق، وقال، "أنا لا أحب صناعة الأفلام في المملكة المتحدة على أي حال، لذلك أفضل إنتاج أفلام خارجها، وقد صورت في الأردن فيلم (علاء الدين)، وقدمت فيلماً في إسبانيا وآخر في تركيا، وقد لا أجد سبباً مباشراً للخروج من بريطانيا للتصوير، لكن أفضل العمل في بيئات جديدة لأني أرى أن المخرج يحتاج إلى هيكل فرعي لتسهيل القدرة على صناعة الأفلام".

لوكا وغارسيا

كما أجريت حوارات مهمة على هامش مهرجان البحر الأحمر السينمائي مع عدد آخر من صناع السينما ومنها حوار مع المخرج لوكا جوادانيينو الفائز بجائزة "الأسد الفضي" لأفضل مخرج في مهرجان البندقية السينمائي لهذا العام عن فيلم الرعب الرومانسي "العظام وكل شيء"، وتحدث لوكا عن تفاصيل صناعة السينما وأبرز كواليس أعماله مع النجوم الكبار، وفي حوار آخر تحدث الممثل الكوبي الأصل آندي غارسيا، الذي ترشح لجائزة الأوسكار عن فيلم "العراب" الجزء الثالث عن مسيرته السينمائية وكيفية كسره حاجز مشاركة الممثلين اللاتينيين في السينما الأميركية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة