Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كييف: مقتل حوالى 13 ألف جندي أوكراني في الحرب مع روسيا

بايدن "سيسرني أن أجلس مع بوتين لأرى ما يفكر فيه"

قدمت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، الجمعة الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، تقييماً "صادقاً جداً" لقدرات أوروبا في ضوء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، معتبرة أنها "ليست قوية بما يكفي" للوقوف بمفردها في وجه موسكو. وقالت رئيس حكومة الدولة المرشحة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، خلال زيارة لأستراليا أمام معهد "لوي" للدراسات في سيدني "يجب أن أكون صادقة معكم، أوروبا ليست قوية بما يكفي في الوقت الحالي، سنكون في مأزق من دون الولايات المتحدة".

"كل الوسائل"

وشددت مارين على أنه يجب مساعدة أوكرانيا بـ "كل الوسائل"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لعبت دوراً مركزياً في تزويد كييف بالأسلحة والوسائل المالية والمساعدة الإنسانية اللازمة لوقف تقدم روسيا. وقالت "علينا التأكّد من أننا نبني أيضاً تلك القدرات في ما يتعلّق بالدفاع الأوروبي والصناعة الدفاعية الأوروبية وأنه يمكننا التعامل مع أنواع مختلفة من المواقف".

وانتقدت رئيسة الحكومة الفنلندية سياسات الاتحاد الأوروبي التي تؤكد أهمية التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أنه كان ينبغي على التكتل الاستماع إلى الدول الأعضاء التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي حتى انهياره.

إنهاء الحرب

وفي واشنطن، عبر الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون عن رغبتهما في السعي معاً للتوصل إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن من دون تقليص دعمهما لكييف، وذلك خلال زيارة دولة يقوم بها ماكرون.

وأبدى بايدن استعداده للتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين "إذا كان يبحث عن وسيلة لإنهاء الحرب" في أوكرانيا.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون "أنا مستعد للتحدث إلى بوتين إذا كان يبحث عن وسيلة لإنهاء الحرب. لم يفعل ذلك حتى الآن". وأضاف "إذا كان الأمر على هذا النحو، فبالتشاور مع أصدقائنا الفرنسيين وفي حلف شمال الأطلسي، سيسرني أن أجلس مع بوتين لأرى ما يفكر فيه. لم يفعل ذلك حتى الآن".

وكان بايدن سئل عن نية الرئيس الفرنسي التباحث في الأيام المقبلة مع الرئيس الروسي. وقبل أن تشن روسيا الحرب على أوكرانيا أواخر فبراير (شباط) الماضي، تواصل بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن مع موسكو محذرين إياها من تداعيات هجوم مماثل.
ومنذ ذلك الحين، لم يجر بايدن أي اتصال مباشر بروسيا على رغم أن مسؤولين أميركيين أبقوا "قنوات تواصل" مفتوحة مع موسكو.

من جهته، تشاور بلينكن مرة واحدة على الأقل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وتابع بايدن، الخميس، "هناك طريقة لوقف هذه الحرب، طريقة عقلانية. أن ينسحب بوتين من أوكرانيا. لكن الأمر ليس على هذا النحو"، وندد بـ"قصف دور حضانة ومستشفيات ومنازل حيث هناك أطفال"، مشدداً على أن "فكرة أن يتمكن بوتين من هزيمة أوكرنيا تتجاوز أي قدرة على الفهم".

وكرر بايدن وماكرون تعهدهما الاستمرار في دعم كييف، وأكد الرئيس الفرنسي أنه "لن يدفع أبداً الأوكرانيين إلى القبول بتسوية يرفضونها" لأن ذلك لن يتيح بناء "سلام دائم". وفي بيان مشترك نشر في ختام لقاء استمر أكثر من ساعة في المكتب البيضاوي، تعهد الرئيسان أن يقدما لأوكرانيا "مساعدة سياسية وأمنية وإنسانية واقتصادية طالما تطلب الأمر ذلك".

وفي مقابلة، صباح الخميس، مع شبكة تلفزة أميركية، أعرب ماكرون عن نيته التحدث إلى الرئيس الروسي، خصوصاً حول النووي المدني ومحطة زابوريجيا. وقال ماكرون لشبكة "أي بي سي"، "أريد أولاً القيام بزيارة الدولة وإجراء مناقشة معمقة مع الرئيس بايدن وفريقينا معاً"، لافتاً إلى أنه سيتحدث إلى الرئيس الروسي "في الأيام المقبلة".

وتساءل "هل يمكن العودة إلى طاولة المحادثات والتفاوض حول أمر ما؟ أعتقد أن الأمر ممكن دائماً". وتعود آخر مباحثات رسمية بين ماكرون وبوتين إلى 11 سبتمبر (أيلول) الماضي.

قتلى أوكرانيا 

في الأثناء، قال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولاك لشبكة تلفزيونية أوكرانية، الخميس، إن القوات المسلحة لبلاده فقدت ما بين 10 آلاف و13 ألف جندي حتى الآن في الحرب مع روسيا.

وهذه التصريحات هي على ما يبدو أول تقييم لعدد القتلى منذ نهاية أغسطس (آب) عندما قال قائد القوات المسلحة، إن قرابة تسعة آلاف جندي قتلوا في الحرب. وقال بودولاك للقناة "24" "لدينا أرقام رسمية من هيئة الأركان العامة وأرقام رسمية من القيادة العليا ووفقاً لتقديراتهم قُتل (بين) 10 آلاف و12500".

وأضاف "نحن صريحون في الحديث عن عدد القتلى"، مشيراً إلى أن عدد الجنود المصابين أكبر من القتلى. وقال أوليكسي أرستوفيتش مستشار زيلينسكي في مقابلة عبر دائرة تلفزيونية، الأربعاء، إن حصيلة القتلى الروس نحو سبعة أضعاف مثلها من الأوكرانيين.

التحقيق في أنشطة كنيسة مرتبطة بروسيا

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن كبار مسؤولي الأمن في أوكرانيا أمروا بفتح تحقيق في أنشطة فرع للكنيسة الأرثوذكسية يرتبط تاريخياً بموسكو. وأضاف أن التحقيق سيبحث ما إذا كان يحق لفرع الكنيسة في موسكو العمل في أحد أكثر المواقع المقدسة في أوكرانيا، مجمع بيشيرسك لافرا في كييف. وأيدت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا بقوة الهجوم الروسي.

وقال زيلينسكي في خطاب مصور "علينا تهيئة الظروف حتى لا تتمكن أي أطراف تعتمد على الدولة المعتدية (روسيا) من التلاعب بالأوكرانيين وإضعاف أوكرانيا من الداخل".

وفي أوكرانيا، قطعت الكنيسة المرتبطة بموسكو العلاقات رسمياً مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في مايو (أيار) الماضي، لكن عديداً من الأوكرانيين ما زالوا لا يثقون بها، ويتهمونها بالتعاون السري مع روسيا.

وشددت المناقشة التي أجراها كبار من المسؤولين الأمنيين على الأهمية التي لا يزال زيلينسكي وقادة آخرون ينظرون من خلالها إلى تأثير الكنيسة المرتبطة بموسكو بين الأوكرانيين العاديين.

يشكل المسيحيون الأرثوذكس غالبية سكان أوكرانيا البالغ عددهم 43 مليون نسمة، وكانت المنافسة شرسة منذ انهيار الحكم السوفياتي بين الكنيسة المرتبطة بموسكو والكنيسة الأوكرانية المستقلة التي أُعلنت بعد فترة وجيزة من الاستقلال.

وقال زيلينسكي، إن الحكومة ستقدم مشروع قانون إلى البرلمان يحظر الجماعات الدينية "المرتبطة بمراكز النفوذ في روسيا". وأضاف أنه سيتم اتخاذ إجراءات للحماية من "النشاط التخريبي للخدمات الخاصة الروسية في البيئة الدينية الأوكرانية"، كما سيتم فحص ممتلكات الكنيسة، بما في ذلك استخدامها لمجمع بيشيرسك لافرا.

وقال جهاز الأمن الأوكراني، الأسبوع الماضي، إنه فتش 350 مبنى تابعاً للكنيسة المرتبطة بروسيا وأجرى عمليات تفتيش شملت 850 شخصاً. وذكر أنه خلص إلى وجود مواطنين روس "مثيرين للريبة" ومبالغ نقدية كبيرة وأعمال أدبية مؤيدة لروسيا في مداهمة بمجمع بيريشك لافرا نددت بها روسيا. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منظمة الأمن والتعاون

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اعتبر، في وقت سابق الخميس، أن مشكلات كبيرة تراكمت في منظمة الأمن والتعاون بأوروبا، واتهم الغرب برفض فرصة تحويلها إلى جسر حقيقي للتواصل مع روسيا بعد الحرب الباردة.

أدلى لافروف بهذه التصريحات في بداية مؤتمر صحافي أسهب خلاله في الحديث عن المظالم التاريخية الروسية مع الغرب، قائلاً إن "التوسع غير المحسوب" لحلف الأطلسي قلل من قيمة المبادئ الأساسية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وأضاف أن "الغرب يحاول منذ سنوات طويلة خصخصة هذه المنظمة (لمصلحته)، مستغلاً تفوقه العددي فيها، أو ربما من الأدق أن نقول إنه يحاول الاستحواذ على منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والهيمنة على هذا المنتدى الأخير للحوار الإقليمي".

التورط في الحرب

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مشاركان في حرب أوكرانيا بسبب الدعم الذي يقدمانه لكييف. وقال إن واشنطن والحلف متورطان في الحرب، لأنهما يزودان أوكرانيا بالسلاح، ويقدمان لها التدريب العسكري على أراضيها.

وقال لافروف، إن الولايات المتحدة جعلت من أوكرانيا تهديداً "وجودياً" لروسيا، مشيراً إلى أن موسكو لم تنسحب أبداً من أي اتصالات مع واشنطن، لكن الروس لم يسمعوا أي "أفكار ذات قيمة كبيرة" من نظرائهم الأميركيين.

وفي سياق آخر، قال لافروف إن تصريحات البابا فرنسيس الأخيرة "تناقض المسيحية"، بعد أن أفاد الحبر الأعظم بأن المقاتلين المنتمين إلى الأقليات العرقية الروسية من بين القوى "الأكثر قسوة" في حرب أوكرانيا.

وقال لافروف، في تصريحات تلفزيونية، إن "البابا فرنسيس يدعو إلى الحوار، لكنه أدلى أخيراً بتصريح غير مفهوم ويناقض المسيحية تماماً، إذ صنف شعبين روسيين على أنه يمكن توقع فظائع منهما في إطار الأعمال العدائية".

بوريل: روسيا ستدفع الثمن

وفي المقابل، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، أنه سيدرس مع شركائه في منظمة الأمن والتعاون في الميدان الاقتصادي في أوروبا الذين افتتح اجتماعهم في لودز في بولندا "كل الإمكانيات القانونية" التي من شأنها أن تجبر روسيا على دفع ثمن تدمير أوكرانيا.

وقال بوريل "صادرنا نحو 20 مليار يورو من أثرياء قريبين من السلطة وأشخاص يدعمون روسيا، ونحن نتحكم في نحو 300 مليار من الموارد المالية للبنك المركزي الروسي".

وأكد في الاجتماع الوزاري للمنظمة أنه "يجب استخدام هذه الأموال لإعادة إعمار أوكرانيا". وتضم المنظمة 57 بلداً عضواً بينها روسيا وأوكرانيا.

ورفضت وارسو التي تتولى الرئاسة الدورية لهذه المنظمة هذا العام السماح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدخول أراضيها.

ودانت موسكو هذا القرار "الاستفزازي". ويمثل روسيا في لودز سفيرها لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ودان بوريل الهجوم الروسي على أوكرانيا، معتبراً أنه يشكل انتهاكاً للقانون الدولي ومبادئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقال إن "روسيا جلبت الحرب إلى أوروبا وقوضت ميثاق الأمم المتحدة وفشلت في الوفاء بالتزاماتها الدولية".

كما أكد أن أوروبا والعالم "بحاجة إلى نظام أمني جديد في أوروبا بعد أن حطمت روسيا بالكامل النظام الذي كان لدينا".

وأعلن عن اقتراح يقضي "بتوفير الدعم (لفكرة) المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب الروسية في أوكرانيا"، مؤكداً أنه "يجب مناقشتها والموافقة عليها أولاً من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ثم من قبل الأمم المتحدة".

خلاف حول "المجاعة"

إلى ذلك، قالت موسكو، الخميس، إن إقرار البرلمانيين الألمان تشريعاً يعتبر المجاعة التي طالت ملايين الأشخاص في أوكرانيا "إبادة جماعية" هو محاولة لـ"شيطنة روسيا".

تعتبر كييف الـ"هولودومور" (تعني بالأوكرانية الموت جوعاً) التي حدثت في 1932 و1933 إبادة جماعية متعمدة ارتكبها نظام ستالين بهدف القضاء على الفلاحين. وهذه المجاعة الكبرى كانت دائماً محور خلاف بين روسيا وأوكرانيا.

وترفض موسكو ما تراه كييف وتؤكد أن الوقائع جرت في سياق أوسع لمجاعات اجتاحت مناطق آسيا الوسطى وروسيا.

وقالت وزارة الخارجية في موسكو، إن أعضاء البرلمان الألماني "قرروا بتحد دعم هذه الأسطورة السياسية والأيديولوجية التي تبنتها السلطات بتحريض من القوميين المتطرفين والنازيين وقوى تكره الروس".

وأضافت في بيان أن القرار يمثل مسعى من الغرب لـ"شيطنة روسيا" وتحريض الأوكرانيين الإثنيين ضد الروس.

واتهمت موسكو أيضاً الألمان بـ"السعي لإعادة كتابة تاريخهم ونسيان الندم على الفظائع التي ارتكبوها خلال الحرب العالمية الثانية" والسعي "للتقليل من ذنبهم".

واعتبرت أن على البرلمان الألماني "أن يخجل من مثل هذه القرارات اللاأخلاقية التي تحيي الأيديولوجية الفاشية المتمثلة بالكراهية والتمييز العنصريين". ورحبت كييف بقرار برلين.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التشريع "قراراً من أجل العدالة، من أجل الحقيقة". وقال في كلمته اليومية إلى الأمة، مساء الأربعاء، إن "ذلك إشارة مهمة لدول أخرى في العالم بأن سياسة الانتقام الروسية لن تنجح في إعادة كتابة التاريخ".

المزيد من دوليات