Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملف النووي يعيد إيران إلى رأس الأجندة الإسرائيلية

علاقة طهران بموسكو تقلق تل أبيب وتعتبر أن سلوك الغرب تجاهها غير مقبول

وفق تقديرات إسرائيل ستصل طهران في وقت قريب إلى تخصيب اليورانيوم بمستوى 90 في المئة (أ ف ب)

صعدت إسرائيل تهديداتها تجاه إيران في أعقاب تقارير تتحدث عن استمرارها في تخصيب اليورانيوم وأخرى حول احتمال تزويدها روسيا بصواريخ باليستية بعدما نقلت إليها طائرات من دون طيار.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة في مجمع فوردو النووي.
وأفادت الوكالة في بيان بأنه "في تقريره الأخير للدول الأعضاء، قال المدير العام رافاييل ماريانو غروسي اليوم (الثلاثاء) إن إيران بدأت إنتاج يورانيوم عالي التخصيب في مجمع فوردو النووي، ليضاف ذلك إلى الإنتاج في نطنز منذ أبريل (نيسان) 2021".

تهديد بضربة

وهدد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أهارون حليوة خلال مشاركته في مؤتمر عقده معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، بتوجيه ضربة عسكرية في حال استمرت الجهود الإيرانية في تخصيب اليورانيوم.

ووفق تقديرات حليوة ستصل طهران في وقت قريب إلى تخصيب اليورانيوم بمستوى 90 في المئة، زاعماً أنها "تحتفظ بكمية تخصيب تكفي لأربع قنابل نووية. هذا يعني أنها بحاجة إلى 100 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بمستوى 90 في المئة كي تمتلك مادة تكفي لأربعة رؤوس نووية متفجرة، علماً أنه بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وما يجري خلال مفاوضات إحيائه، لا يحق لإيران أن تمتلك أكثر من 202 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 3.67 في المئة المسموح بها في الاتفاق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


المونديال هدف لإيران

أما على صعيد تعامل إسرائيل مع ما تعتبره "تطوراً إيرانياً نووياً خطراً"، فأشار حليوة إلى "الاستعداد الإسرائيلي لاحتمال مواجهة قريبة ليس فقط لمنع الاستمرار في تخصيب اليورانيوم إنما أيضاً للحد من تعزيز القدرات العسكرية لحزب الله"، وقال "عندما قمنا بتجهير أنفسنا في الأشهر الأخيرة لمعركة حول اتفاق الحدود البحرية (مع لبنان) كانت إيران منشغلة في تسريع نقل الوسائل القتالية لحزب الله. يجب علينا أن نكون مستعدين لمعركة تفكك فكرة الامتدادات – الأموال الإيرانية ومنعها من التدفق إلى هذه المجموعات بمئات ملايين الدولارات".
وانتقد حليوة سلوك الغرب إزاء إيران معتبراً أنه "كلما ازداد الضغط على إيران يتوقع نشاطات عدوانية أكثر من قبلها في المنطقة وفي العالم. يحرز الإيرانيون تقدماً في البرنامج النووي من دون أن يستفز ذلك غضب المجتمع الدولي"، ورفع حدة التخويف من طهران بالادعاء بأنها تدرس "ضرب المونديال في قطر كما تنوي ضرب السعودية في الأسابيع القريبة المقبلة، لأنها تنسب إلى الرياض التدخل في شؤونها الداخلية".
وتوقع حليوة الاعتداء على المونديال، ليس من خلال هجوم بوسائل حربية أو تنفيذ عمليات ضد مجموعات أو أهداف لها علاقة بالمونديال، إنما عبر هجمات السايبر أو أهداف أخرى.
وخلال انتقاداته للغرب، قال حليوة إنهم "في لندن يستعدون لهجوم إيراني وهم يعرفون عما يتحدثون. الولايات المتحدة تستعد لإرهاب إيراني. أنا غير مقتنع بأن العالم حتى الآن يفهم القوة التي تشكلها إيران على المستوى العالمي، والشروط التي ناقشوها في ما يتعلق بالاتفاق النووي لم تعد ذات صلة".
وأمام هذه الانتقادات يدعي حليوة أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعمل أمام عدوان طهران وهي تفعل ذلك لوحدها" وألمح إلى إمكانية شن هجوم إسرائيلي على إيران، حين قال إن "الزيارة الحالية لرئيس أركان الجيش أفيف كوخافي إلى واشنطن حرجة وتهدف إلى تنسيق المواقف في هذا السياق".

تعزيز العلاقات مع روسيا قلق حقيقي

ولم يخف مسؤولون أمنيون إسرائيليون قلقهم من العلاقات بين روسيا وإيران وما أسموها "محاولات طهران لتمتين علاقاتها مع موسكو بهدف تعزيز القدرات العسكرية للطرفين" ويرى الإسرائيليون أنه "في أعقاب التطورات الأخيرة وفي المنطقة والعالم بات هناك معسكران مختلفان واحد أميركي والآخر مناهض لأميركا وتقف إيران في مركزه".

وإزاء التقارير التي تتحدث عن احتمال أن تقدم إيران صواريخ باليستية إلى روسيا بعد تزويدها بطائرات مسيّرة، اعتبر الإسرائيليون أن "طهران ستحصل على مقابل لهذا الدعم على شكل معلومات استخباراتية، أو طلب إمدادها بأنواع مختلفة من الأسلحة والأنظمة العسكرية".
وكان حليوة تطرق خلال المؤتمر إلى الأوضاع عند الحدود الشمالية ومدى تأثير التنسيق والتعاون بين روسيا وإيران، لكنه شدد على أن تل أبيب "لم ترصد خلال الفترة الأخيرة تدخلاً في حرية عمل إسرائيل في مواجهة الحاجة العملياتية الملحة عند الجبهة الشمالية"، ملمحاً إلى "عدم فرض موسكو أي قيود على الهجمات العدوانية التي تنفذها إسرائيل في سوريا".
غير أن مسؤولين أمنيين عبروا عن قلقهم من تشكيل المحور الروسي - الإيراني ونقل عن أحدهم أن "المؤسسة الأمنية في إسرائيل تشعر بالقلق وتخشى إرسال إيران، صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى موسكو على غرار الطائرات المسيّرة الانتحارية التي قدمتها لها أخيراً في حربها على أوكرانيا".

المزيد من تقارير