Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فقراء الأردن يلجأون إلى وسائل تدفئة غير صحية بعد رفع أسعار الوقود

تضاعف استخدام الحطب للتدفئة بعد أن كانت نسبة مستخدميه لا تتجاوز نحو 7.5 في المئة

حطب مخصص للتدفئة في إحدى مناطق شمال الأردن (بترا)

مع رفع الحكومة الأردنية أسعار ما يعرف بوقود الفقراء الذي يطلق عليه محلياً اسم "الكاز" أو" الكيروسين" إلى مستويات تاريخية وغير مسبوقة، وجد كثير من محدودي الدخل أنفسهم مضطرين لاستخدام بدائل أقل تكلفة، لكنها أكثر ضرراً على الصحة العامة والبيئة، ففي كل شتاء يسقط العشرات من الضحايا في حوادث اختناق أو احتراق جراء استخدام وسائل تدفئة رخيصة وغير آمنة.

وخلافاً لما جرت عليه العادة من تثبيت أسعار "الكاز" في شتاء كل عام باعتباره الوقود الأكثر استهلاكاً لأغراض التدفئة، فإن الأشهر الخمسة المقبلة ستكون صعبة لمن اعتادوا تأمين الدفء لعائلاتهم بهذا الوقود.

ويعد الأردن واحداً من 10 دول الأكثر ارتفاعاً بأسعار الوقود عالمياً، والأولى عربياً. وتفرض الحكومة الأردنية ضريبة ثابتة مقطوعة على المشتقات النفطية منذ عام 2019 بنحو نصف دولار لليتر الواحد، سواء ارتفع سعر المحروقات عالمياً أو انخفض، وهو ما يجعلها بعيدة من متناول الفقراء ومحدودي الدخل.

دفء الحطب

ويقدر مراقبون نسبة ارتفاع وقود "الكاز" بنحو 34 في المئة، بما يعادل دولاراً و200 سنت لليتر الواحد، وهو ما يفسر تراجع استهلاكه في المملكة العام الماضي بنسبة 7.2 في المئة.

 

هذا الارتفاع الكبير دفع البعض إلى البحث عن بدائل، إحداها التدفئة باستخدام الحطب الذي تضاعف عدد مستخدميه بعد أن كانت نسبتهم لا تتجاوز نحو 7.5 في المئة.

وتقول مديرية الدفاع المدني إن كثيراً من الأسر الأردنية تلجأ إلى استخدام الحطب لغايات التدفئة، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع حوادث الاختناق بشكل كبير.

ويقول بعض مستخدمي الحطب في التدفئة إنهم يضمنون وجود جلسات عائلية أكثر حميمية، فضلاً عن التوفير المالي، والاستخدام المتعدد كالطبخ والحصول على الماء الساخن على مدار الساعة.

أما الجانب السلبي من الرواية فيتمثل في الاعتداء على الثروة الحرجية الضئيلة في المملكة لتأمين الحطب في فصل الشتاء، بعد أن ارتفعت نسبة مستخدميه لأغراض التدفئة إلى نحو 40 في المئة، فيما يتراوح سعر الطن الواحد منه بين 150 و170 دولاراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"الجفت" عبء بيئي

وتستهلك المحروقات نحو نصف النفقات الشهرية للمواطنين في ظل أوضاع اقتصادية صعبة ومتردية وبلوغ الفقر والبطالة مستويات قياسية. 

ومع رفع أسعار المحروقات للمرة الخامسة خلال هذا العام بما فيها وقود "الكاز"، فإن البديل الأمثل بالنسبة لكثير من الأسر الفقيرة هي مادة "الجفت" التي تنتج من مخلفات عصر الزيتون. وتمثل هذه المادة خلاصاً للفقراء الذين ينشدون الدفء ومصدر دخل للعاطلين عن العمل، على رغم كونها مادة مضرة بالبيئة وغير صحية بسبب الغازات المنبعثة من عملية احتراقها. ويباع الطن من مادة "الجفت" بنحو 70 دولاراً، وهو ما يكفي عائلة طوال فصل الشتاء بدلاً من استخدام "الكيروسين" المكلف. ومع وجود نحو 132 معصرة زيتون يتم إنتاج كميات كبيرة من "الجفت" الذي لا يمكن الحصول عليه إلا في الخريف أو بدايات الشتاء بعد موسم قطف الزيتون وعصره.

وتحول "الجفت" من عبء على أصحاب المعاصر إلى مصدر للدخل، لا سيما أن له رائحة غير مستحبة، فكان يوزع على الناس بالمجان في مقابل التخلص منه، لكنه أصبح لاحقاً مصدراً رئيساً للتدفئة، فتحول إلى تجارة قائمة بحد ذاتها. وتشير تقديرات إلى أن عدد مستخدمي "الجفت" للتدفئة في الأردن يقدر بنحو 20 في المئة من السكان، مما يعني اتساع دائرة الفقر والعوز. ويخشى مستخدمو "الجفت" من ملاحقة وزارة البيئة لهم بحجة الإضرار بالبيئة بسبب الدخان المتصاعد من حرقه طوال فترة الشتاء المسبب لأمراض الجهاز التنفسي مثل التهابات القصبات الهوائية وانتفاخ الرئة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير