Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصافحة السيسي وأردوغان خطوة جديدة لتصفية التوترات

القاهرة وأنقرة تؤكدان التوافق على أن تكون بداية لتطوير العلاقات الثنائية

أردوغان صافح السيسي بحضور الأمير تميم في قطر على هامش افتتاح المونديال  (أ ف ب)

للمرة الأولى وبعد سنوات شابها التوتر منذ إطاحة نظام الإخوان المسلمين في مصر، تصافح الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبدالفتاح السيسي على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر.

وأظهرت صورة نشرتها الرئاسة التركية مصافحة نادرة بين الزعيمين فيما كان يتوسطهما أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني.

خطوة أولى نحو العلاقات الثنائية

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المصافحة التي تمت بينه وبين نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في قطر، أمس الأحد، كانت خطوة أولى نحو مزيد من التطبيع في العلاقات بين البلدين مضيفا أن تحركات أخرى ستليها.

ونقلت خبر ترك عن أردوغان تصريحات أدلى بها على متن الطائرة في رحلة عودته من قطر حيث قال إن طلب أنقرة الوحيد من مصر هو تغيير أسلوبها تجاه وضع تركيا في البحر المتوسط.

فيما نقل التلفزيون المصري عن متحدث باسم الرئاسة قوله الأحد إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تصافح مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وتم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين.

وأضاف أنه "تم التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي".

وبحسب مصادر رسمية مصرية تحدثت إلى "اندبندنت عربية"، فإن المصافحة الأولى بين السيسي وأردوغان "كان لأمير قطر دور فيها"، مشيرة إلى محاولات تقودها الدوحة لتقريب وجهات النظر بين البلدين منذ اتفاق مصالحة العلا في يناير (كانون الثاني) العام الماضي، والذي أنهى مقاطعة استمرت نحو أربع سنوات بين قطر وكل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

وخلال حفل افتتاح كأس العالم كان لافتاً ترتيب مكان جلوس السيسي وأردوغان في منصة كبار المسؤولين الحاضرين للاحتفال ضمن قادة عرب ودوليين، إذ توسط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيسين.

علاقة متوترة 

وكان الرئيس التركي أكد في أكثر من مناسبة منذ إطاحة نظام الإخوان من الحكم في مصر أنه لن يقبل المصالحة مطلقاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلا أنه ومع بداية العام 2021 شهدت العلاقات بين البلدين بعض التحسن، وكانت أولى بوادره تصريحات أردوغان في مارس (آذار) من العام ذاته بأن البلدين أجريا اتصالات استخباراتية ودبلوماسية واقتصادية، وبأنه يرغب في علاقات قوية مع القاهرة.

وبعد ذلك بأسبوع طلبت الحكومة التركية من ثلاث قنوات مصرية مقرها إسطنبول وتقول القاهرة إنها مرتبطة بجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر، وقف بعض برامجها السياسية وخطابها المعادي للسلطات المصرية، كما تحدثت وسائل إعلام عربية عن إغلاق تركيا ما وصفته بمقار الإخوان في البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالتوازي مع ذلك بدأ البلدان خلال مايو (أيار) من العام الماضي "محادثات استكشافية" لتطبيع العلاقات، بدأت على مستوى كبار المسؤولين في وزارتي خارجية البلدين، غير أنه سرعان ما تباطأت وتيرة تحسين العلاقات إثر حجم التباينات في مواقف البلدين تجاه بعض الملفات وعلى رأسها الملف الليبي وغاز المتوسط واستضافة تركيا عناصر تابعة لتنظيم الإخوان.

وكان تسلم القائم بأعمال السفارة التركية في القاهرة صالح موتلو شان مهمات عمله في يونيو (حزيران) الماضي، الصعود الأهم والأكبر في العلاقات بين البلدين، وكذلك كان لافتاً مشاركة وفد مصري رفيع المستوى ضم مسؤولين من جهاز الاستخبارات المصرية في لقاء دولي استضافته تركيا حول الأزمة الليبية في الـ 21 من يوليو (تموز) الماضي.

الوجود التركي في ليبيا

وعاد التوتر ليخيم على علاقات البلدين مرة أخرى بسبب الملف الليبي، إذ ترفض القاهرة الوجود العسكري لتركيا في ليبيا ضمن منطقة تعتبرها عمقاً استراتيجياً لأمنها الوطني، فضلاً عن عودة الخلافات بين الجانبين حول حقوق التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.

وعلى رغم إعلان الرئيس التركي في يوليو الماضي أنه "لا يوجد سبب لعدم إجراء محادثات رفيعة المستوى مع القاهرة"، أثار توقيع أنقرة مجموعة اتفاقات جديد مع حكومة طرابلس ومن بينها التنقيب عن النفط والغاز بمياه البحر المتوسط غضب القاهرة التي أعلنت أواخر الشهر الماضي على لسان وزير خارجيتها سامح شكري توقف الجلسات الاستكشافية بين بلاده وتركيا، مما عكس تعثر مسار تطبيع العلاقات بين البلدين، وبرر حينها الوزير المصري عدم استئناف مسار المحادثات مع تركيا بقوله إنه "لم تطرأ تغيرات في إطار الممارسات من قبل أنقرة"، مشيراً إلى غضب مصر من الوجود العسكري التركي في ليبيا، ومؤكداً أن "من الأمور التي تثير القلق هو عدم خروج القوات الأجنبية من ليبيا حتى الآن".

وسبق تصريحات شكري إعلان نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو أن "تطبيع العلاقات مع مصر يسير ببطء، ولسنا المسؤولين عن ذلك"، مضيفاً أنه "إذا كانت مصر صادقة في تطبيع علاقاتها مع تركيا فعليها اتخاذ خطوات ملموسة".

واعتبر الوزير التركي أن "التعاون بين البلدين ستكون له انعكاسات إيجابية على المنطقة".

المزيد من متابعات