مدد مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" إلى السبت، 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، مع استمرار المفاوضات لإحراز اختراق في مسألة تمويل الدول الغنية للخسائر والأضرار اللاحقة بالدول الفقيرة، وإعادة تأكيد الأهداف المناخية الطموحة.
وقال رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ في شرم الشيخ سامح شكري، خلال جلسة عامة أمام المندوبين الجمعة، "لا أزال قلقاً من عدد المسائل غير المبتوت بها ولا سيما المسائل المالية وتخفيف الأخطار (خفض انبعاثات غازات الدفيئة) والخسائر والأضرار" الناجمة عن التغير المناخي.
وجراء ذلك أعلن وزير الخارجية المصري تأجيل المؤتمر المنعقد في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر إلى السبت بعدما كان مقرراً أن يختتم الجمعة. ودعا الأطراف إلى تكثيف الجهود و"العمل معاً لحل هذه المسائل المتبقية بأسرع وقت ممكن".
ويبدو أن مخرجاً يرتسم بالنسبة إلى ملف واحد على الأقل من الملفات الإشكالية يتعلق بمسألة "الخسائر والأضرار"، أكثر المسائل الشائكة في المؤتمر.
اقتراح أوروبي
وشهد عام 2022 كوارث عدة مرتبطة بالتغير المناخي من فيضانات وموجات جفاف تؤثر في المحاصيل وحرائق واسعة.
وتتحفظ الدول الغنية منذ سنوات على فكرة إنشاء آلية خاصة لتمويل هذه الأضرار، إلا أن الاتحاد الأوروبي عرض اقتراحاً بهذا الشأن في وقت متأخر الخميس.
فقد أكد الاتحاد الأوروبي خلال جلسة عامة مساء الخميس أنه مستعد لإنشاء "صندوق استجابة للخسائر والأضرار"، إلا أن هذا الصندوق يجب أن يمول من جانب "قاعدة واسعة من المانحين"، أي من دول تملك قدرة مالية على المساهمة، في إشارة إلى الصين حليفة الدول النامية في هذا الملف. وشدد على ضرورة أن تستفيد منه "الدول الضعيفة جداً" فقط.
وفي الوقت ذاته، طالب الأوروبيون المدعومون من مجموعات أخرى، بالتزامات قوية بشأن خفض انبعاثات الغازات بهدف الحد من الاحترار.
موقف الصين وأميركا
وفي وقت متأخر الخميس، عرضت مسودة قرار حول الخسائر والأضرار تضمنت خيارات عدة أحدها شبيه جداً بالعرض الأوروبي.
وقالت وزيرة التغير المناخي الباكستانية شيري رحمن باسم مجموعة "77+الصين" التي تترأسها بلادها، إن هذا الخيار مقبول "مع بعض التعديلات القليلة التي اقترحناها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتبقى معرفة موقف الولايات المتحدة، أكبر قوة اقتصادية وثاني ملوث في العالم، التي كانت تعارض حتى الآن إنشاء صندوق منفصل.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق، مشدداً على أن المفاوضات متواصلة.
كذلك، لم تصدر الصين أكبر ملوث في العالم وثاني قوة اقتصادية فيه، موقفاً بهذا الشأن.
وقالت ريتشيل كليتوس، كبيرة خبراء الاقتصاد في منظمة "يونيون أوف كونسيرند ساينتيستس" الأميركية غير الحكومية، "دقت ساعة الحقيقة. يمكن للولايات المتحدة والصين حلحلة هذا الملف في الساعات الـ24 المقبلة".
عرض نهائي
وأكد نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس، صباح الجمعة، "هذا عرضنا النهائي. في أية مفاوضات إذا قمت بخطوة إلى الأمام ولم يتحرك الطرف الآخر أيضاً ينتهي العرض بعد ذلك".
وقال وزير البيئة الكندي ستيفن غيلبو لصحافيين، إن الدول "اقتربت من اتفاق" إلا أن "التمويل يجب أن يأتي أيضاً من دول لها انبعاثات كثيرة".
وتجرى المفاوضات المالية في جو من التشكيك الكبير، إذ لم تف الدول الغنية بالتزام قطعته عام 2009 بزيادة التمويلات للدول النامية للتكيف مع التغير المناخي وخفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى 100 مليار دولار اعتباراً من عام 2020.
الاحترار
ونشرت الرئاسة المصرية لـ"كوب 27" صباح الجمعة مسودة وثيقة نهائية.
وتعيد هذه المسودة تأكيد العزم على "مواصلة الجهود لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية"، في إشارة واضحة إلى أهداف اتفاق باريس.
ونص اتفاق باريس حول المناخ الذي يشكل الحجر الأساس في مكافحة التغير المناخي، على هدف حصر الاحترار من دون الدرجتين مئويتين وإن أمكن بحدود 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وفيما كل عشر من درجة مئوية يؤدي إلى كوارث مناخية كثيرة، تعهد الموقعون على الاتفاق العام الماضي خلال "كوب 26" في غلاسكو إبقاء أكثر أهدافه طموحاً "حية".
إلا أن الالتزامات الحالية للدول المختلفة لا تسمح بتاتاً بتحقيق هذا الهدف. وتفيد الأمم المتحدة بأنها تسمح بأفضل الحالات بحصر الاحترار بـ2.4 درجة مئوية في نهاية القرن الحالي.
وعلى صعيد الطاقة، أعادت الوثيقة التأكيد على ضرورة خفض استخدام الفحم إذا لم يترافق مع أنظمة لالتقاط الكربون، وخفض الدعم "غير المجدي" للطاقة الأحفورية، لكنها لم تشر صراحة إلى خفض استخدام النفط والغاز كما كانت ترغب بعض الدول. لكنها شددت على ضرورة "تسريع" اعتماد الطاقة المتجددة، وهو عنصر جديد.