Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معضلة النفايات الطبية في ليبيا أقوى من الحكومات 

تقدر بـ5000 طن ومتخصصون "المحارق تضاعف الأزمة والحل في الفرم والتعقيم"

يرى مراقبون أن "عدم الاستقرار الأمني والسياسي فاقم الأزمة بعد إغلاق المكبات داخل مناطق النزاع" (اندبندنت عربية) 

جبال من الأكياس الوردية احتلت الأماكن الخاصة بمكبات النفايات المنزلية، بعضها يحتوى على نفايات طبية (أدوات جراحة وضمادات ملوثة بدماء المرضى وأزياء خاصة بغرفة العمليات وإبر ومشارط جراحية)، وبعضها الآخر يتضمن بقايا بشرية خاصة بقسم النساء والتوليد، معضلة صحية عجزت عن معالجتها جميع الحكومات المتعاقبة على ليبيا منذ انهيار نظام القذافي عام 2011.

تقدر كمية النفايات الطبية في ليبيا بـ5000 طن وفق آخر الإحصاءات التي قدمها لـ"اندبندنت عربية" مدير الإدارة العامة للإصحاح البيئي والتفتيش الصحي بوزارة الحكم المحلي في ليبيا إبراهيم مسعود.

وعلى رغم من أن بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا سعت إلى حلحلة هذه الإشكالية عبر دعمها لجملة من البلديات سواء من خلال تدريبات ميدانية أو تقديم معدات لوجيستية، يأتي على رأسها محارق خاصة بالنفايات الخطرة والطبية، فإن أهل الاختصاص أكدوا أن المحارق الطبية غير مرحب بها لما لها من أضرار على البيئة وصحة الإنسان. 

خطر على الصحة

مدير الإدارة العامة للإصحاح البيئي أوضح أن "هذه النفايات الطبية شديدة الخطورة لاحتوائها على كائنات دقيقة منقولة عبر دماء المصابين بأمراض معدية كالإيدز والالتهاب الكبدي، وهي أمراض تنتشر سريعاً أو تنتقل للإنسان عن طريق الحيوانات (الكلاب والقطط) التي تتغذى على هذه المكبات العشوائية.

وتابع مسعود أن "هذه الإشكالية أثرت سلباً في عديد من عمال المكبات بسبب مخلفات عيادات الأسنان مثل الزئبق، إضافة إلى أن العصارة التي تخرج من أكياس النفايات وتحتوى على عناصر كيماوية تتسبب في تلوث المياه الجوفية والتربة".

وأشار إلى أن المواطنين يلجؤون عادة للتخلص من هذه المكبات العشوائية بالحرق، مما يسهم في تلوث الهواء بـ"الديوكسينات" (مجموعة من المواد المركبة اولمترابطة كيماوياً) وغيرها من الأخطار على الصحة العامة".

لا للمحارق الطبية

مسعود أكد لـ"اندبندنت عربية" أن اللجوء للمحارق الطبية مرفوض تماماً باعتبار أن درجة حرارة هذه المحارق لا تصل إلى المستوى المطلوب والمقدر بـ1200 درجة مئوية.

وقال إنه "سبق أن عرضت بعض المنظمات الدولية تقنية الحرق ولم نوافق عليها، إذ تم الاتفاق حالياً على استخدام تقنية التعقيم والفرم فقط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد مدير الإدارة العامة للإصحاح البيئي أنه "يجري العمل الآن على إعداد الإحصاءات والدراسات الخاصة بالنفايات الطبية لعرضها على لجنة الصحة بمجلس النواب من أجل اعتماد قانون خاص بها".

من جانبه أكد أحد أعوان الحرس البلدي في بنغازي، رفض ذكر اسمه، أن "من العادي أن يقوم الحرس بدوريات تفتيش على القطاع الصحي بصفة عامة في إطار مهماته، لكن غير العادي هو وجود بقايا بشرية في مكبات عشوائية للنفايات المنزلية كالمشيمة والحبل السري للرضع، وهذه البقايا البشرية من المفترض دفنها تحت التراب حتى لا تتغذى عليها الحيوانات". 

وعزا "انتشار الأمر إلى تهرب المؤسسات الصحية من التعاقد مع شركات القطاع الخاص المتخصصة بفرم وتعقيم النفايات الطبية نظراً إلى رسومها الباهضة، لا سيما في ظل عجز الدولة إلى الآن عن توفير آلات الفرم والتعقيم".

عدم الاستقرار

مديرة مراقبة شؤون البيئة في بنغازي ومندوب المنطقة الشرقية للمخلفات الطبية والأدوية المنتهية الصلاحية هدى السنوسي الحداد قالت إن "الحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي جميعها عوامل تقف وراء تكدس النفايات الطبية والمنزلية نتيجة إغلاق بعض المكبات لوقوعها داخل مناطق النزاع". 

ونوهت إلى أن "رئيس الهيئة العامة للبيئة أصدر القرار رقم 61 عام 2018 الذي يجيز استعمال المفارم والتعقيم لأنها أكثر أمناً على المحيط البيئي وعلى صحة الإنسان"، مضيفة أن "وزير البيئة في حكومة الوحدة إبراهيم العربي أوصى بضرورة تسجيل الشركات المتخصصة بمعالجة النفايات الطبية، وتم منحها إذن مزاولة المهنة من وزارة البيئة على خلفية القرار رقم 773 لسنة 2020 -2022 الصادر عن لجنة شكلها وكيل وزير الداخلية آنذلك، ومن مهماتها مراقبة ومنع كل ما هو ضار بالصحة العامة".

المزيد من متابعات