Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السينما "أهم أشياء الحياة" في مهرجان "مراكش"

جيمس غراي يتسلم "النجمة الذهبية" ولجنة التحكيم ترفض "تسييس الفن" ونادين لبكي: ماذا عن المسؤولية؟

قال غراي لدى تكريمه إن "الفن السابع سيظل الأقرب إلى أحلامنا وليعلم صناعه أنهم يهبون حياتهم للإنسانية كلها" (الخدمة الإعلامية)

احتفى مهرجان "مراكش" السينمائي الدولي في دورته الـ19 بالمخرج الأميركي الكبير جيمس غراي ليكون أحد أبرز المكرمين هذا العام.

وشارك غراي في فعاليات سابقة بالمهرجان لكنه لم يحصل من قبل على ذلك التكريم الرسمي، إذ كان عضواً منتظماً بلجنة تحكيم النسخة الـ12 في 2012، ورئيساً للجنة التحكيم خلال النسخة الـ17 عام 2018.

صاحب "الساحات"

وجيمس غراي هو مخرج أميركي من مواليد 1969، اشتهر بتقديم السينما الأقرب إلى الكلاسيكية، التي أحياناً ما تتطرق إلى الأجواء الرومانسية وقضايا العائلة، واستهل مسيرته في الإخراج عندما كان عمره 25 سنة بفيلم "أوديسة الصغيرة" (Little Odessa )، وحاز خلاله على جائزة النقد بمهرجان "السينما الأميركية" في دوفيل، وجائزة الأسد الفضي بمهرجان "لا موسترا" في فينيسيا، وفي عام 2000 قام بكتابة وإخراج فيلمه الثاني "الساحات" (The yardas) بمشاركة الممثلين مارك وولبيرغ وتشارليز ثيرون وجيمس كان، كما حقق فيلم "عاشقان" (Two lovers) نجاحاً كبيراً وترشح في مهرجان "كان" على رغم أن غراي استغرق أقل من 40 يوماً لإخراجه.

وقدم غراي عديداً من الأفلام المهمة في مسيرته، منها ثلاثة أفلام مهمة جداً في حياة النجم العالمي خواكين فينيكس، وهي "المهاجر" و"نحن نملك الليل" و"عاشقان"، ومن أفلامه المهمة أيضاً فيلم "مدينة زد المفقودة".

وشارك في بطولة أفلامه أهم نجوم هوليود، وعلى رأسهم ماريون كوتيار وإيفا منديز ومارك ويلبرج وبراد بيت وجوينيث بالترو وأنتوني هوبكنز وآنا هاثاواي وغيرهم من النجوم.

صديقة العمر

حضرت النجمة العالمية ماريون كوتيار لتقديم صديق عمرها بحسب قولها والاحتفاء معه بالنجمة الذهبية، وسادت بينهما أجواء المودة على السجادة الحمراء والمسرح أيضاً. وأشارت كوتيار إلى أنها تعاملت مع غراي سينمائياً، وشعرت أنه مخرج شديد التميز والدقة والحرفية، إضافة إلى حسه الإنساني الكبير ومشاعره الفياضة التي تضفي روحاً خاصة وبصمة مختلفة على كل شيء يقدمه، وبحسب قولها فهو "رجل يستحق التكريم لأنه مخرج غير عادي وإنسان فريد من نوعه في جميع النواحي".

وفي كلمته على المسرح، قال غراي بعد استقباله بحفاوة كبيرة وسط مشاركة عدد كبير من النجوم العالميين في حفل تكريمه مثل ديان كروغر وفانيسيا كيربي وطاهر رحيم وجولي ديلبي، إنه سعيد جداً بوجوده في هذا التكريم واستقبال صديقته المفضلة ماريون كوتيار له، مشيراً إلى أن هذا الوجود سبب له كثيراً من السعادة والبهجة لأنها الإنسانة والفنانة الأفضل في الحياة على الإطلاق من وجهة نظره، وكانت وما زالت أفضل ممثلة من حيث الموهبة بالنسبة إليه لدرجة أنه كتب وأخرج فيلم "المهاجر" لأجل أن تلعب بطولته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع غراي "مرت سنوات طويلة على بدايتي مع الفن والإخراج السينمائي، وطوال حياتي لم تتغير قناعاتي بأن السينما أهم الأشياء في الحياة، وأهم الأعمال على الإطلاق، وبمرور سنوات عمري التي تقترب من الـ53، شاهدت كثيراً وكثيراً من الأعمال السينمائية، ولا يزال إيماني راسخاً ويتجدد بأن الفيلم السينمائي هو أقرب شيء لقلوب الناس وعقولهم مهما اختلفت الأزمنة والثقافات".

وأشار غراي إلى أن "السينما والجمهور العالمي كله كانوا على موعد في السنوات الأخيرة الماضية مع ظروف صعبة، لكن علينا ألا نستسلم فلابد أن ننهض".

وناشد السينمائيين قائلاً "عليكم تعويض ما فات ومناهضة الظروف، فكلنا في أمس الحاجة إلى الجهود لننهض من جديد، ببساطة لأن السينما ستظل هي الأقرب إلى أحلامنا، وليعلم كل الصناع في هذا الفن العظيم أنهم يهبون حياتهم لأرقى الفنون التي عرفتها الإنسانية، وعليهم ألا يتوقفوا أبداً".

وشكر غراي الملك محمد السادس على دعمه الكبير للسينما، وأعرب عن حبه الشديد للمغرب وارتباط عائلته بها لدرجه أنهم يحسدونه كثيراً على حضور هذه الدورة بينما لم يكن في مقدورهم الحضور معه.

وعرض في نهاية التكريم أحدث الأفلام التي كتبها غراي وأخرجها وأنتجها أيضاً، وهو فيلم "زمن أرماجدون" بطولة آنا هاثاواي وأنتوني هوبكنز وجيرمي سترونغ ودومينيك لومباردوزي.

بعيداً من السياسة

أقيم أيضاً على هامش الدورة الـ19 لمهرجان "مراكش" السينمائي مؤتمر مهم للجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي يترأسها المخرج الإيطالي باولو سورنتينو، وتضم في عضويتها الممثلات الألمانية ديان كروجر والبريطانية فينسيا كيربي والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي والممثل الفرنسي الجزائري طاهر رحيم والمخرجة المغربية ليلى مراكشي.

وشددت اللجنة بالإجماع على أهمية عدم الخلط بين القضايا السياسية والعمل الفني في صناعة السينما، مؤكدة أن العمل السينمائي لديه طبيعة خاصة تحكمها العناصر الفنية.

وقال المخرج الإيطالي ورئيس اللجنة باولو سورنتينو "لا أحبذ بصفة شخصية تناول القضايا الآنية نظراً إلى تشابك تفاصيلها وعدم وضوحها فالزمن وحده كفيل بفهمها، لذلك من التسرع طرحها في أعمال فنية، ويمكن أن يناقش العمل الفني قضايا تاريخية محسومة ومفهومة بمرور الوقت بشكل أفضل".

وتحدث سورنتينو عن جائحة كورونا، وقال إنها أثرت بدرجة كبيرة في صناعة السينما في العالم، إذ سببت بعض الإفلاس الفني والمادي، مما جعل بعض صناعها لا يجد ما يقدمه، أو غير قادر على تقديم ما يريده أو ما لديه.

واتفقت الممثلة البريطانية فانيسا كيربي مع رئيس لجنة التحكيم، رافضة سيطرة السياسة على الفن. وأشارت إلى أنه "ليس معنى وجود السياسة في عمل فني أنه أكثر أهمية من عمل آخر، بل على العكس فالفيلم يجب أن تكون له رسالة إنسانية عميقة، والعمل الرائع هو ما يربطني بأشخاص ومشاعر تتجاوز الحدود والمعتقدات والحواجز كافة" على حد قولها.

في المقابل اختلفت عضوة لجنة التحكيم نادين لبكي مع الآراء السابقة، وأكدت أن "صناع الفن وبخاصة السينمائيين والمخرجين والكتاب لابد أن يكون لهم رأي بارز وواضح في القضايا التي يمر بها العالم، لأن لديهم كلمة ومسؤولية، ونحن نعيش زمناً صعباً سيطرت عليه صراعات سياسية وحروب وتكتلات وأمراض وأوبئة، ودائماً نجد أنفسنا بحكم الظروف في حيرة كبيرة، وأحياناً لا نعرف ما الذي يمكن أن نقوم به".

من جانبها رفضت الممثلة الألمانية ديان كروجر التطرق إلى الشأن السياسي مفضلة الحديث عن الوضع الفني فقط، وأشادت بفكرة المهرجانات الفنية في كل أنحاء العالم، وقالت إنها فرصة لاكتشاف التجارب والمواهب الجديدة، وتنتج منها مشاريع وأفكار فنية مهمة تجمع معظم الاتجاهات والثقافات في آن واحد لخدمة الفن والسينما معشوقة الملايين.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة