Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غانتس يدعو إلى حزب عابر للكتل البرلمانية

دعوات لإقامة كيان سياسي شامل يتجاوز مآلات إسرائيل بعد فوز اليمين المتطرف بأكثرية في الانتخابات

نتائج الانتخابات دعت غانتس لضرورة تشكيل حزب إسرائيلي جديد  (أ ف ب)

مع اتضاح توجه المشاورات التي يجريها زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة، انشغل السياسيون والباحثون وأمنيون سابقون في سبل التعامل مع الوضعية الجديدة لإسرائيل بعد أن بات المجتمع الإسرائيلي داعماً بأكثريته لمواقف يمينية متطرفة، ستنعكس من خلال أحزاب الائتلاف الحكومي الأربعة وجميعها يمين ويمين متطرف ومستوطنون في مقابل غياب المواقف اليسارية وخفت أصوات المركز.

وزير الأمن، المنتهية ولايته بيني غانتس الذي انتقل إلى موقع المعارضة، وعلى الرغم من عدة أحاديث حول إمكانية توجه نتنياهو إليه للانضمام إلى الائتلاف الحكومي وعدم رده على ذلك، رأى أن الحاجة تفرض تشكيل حزب إسرائيلي جديد عابر لجميع الكتل البرلمانية، فيما ذهب مؤسس حركة "سلام الآن" اليسارية ران ادليست، اقتراح إقامة حزب جديد "حزب لكل مواطنيها" مطلب الساعة، كما قال وأضاف "ليس حركة احتجاج ولا جمعية للحقوق، ببساطة حزب، هذا بالطبع ليس موضوعاً بسيطاً ولا حتى معقداً بل بصراحة مهمة ضرورية ومعقولة".

في تحالف نتنياهو الجديد: 9 نساء (مقابل 30 في السابق)، و12 ممثلاً للبلدات الطرفية، و6 مستوطنين وممثل واحد للمثليين، وجميعهم يحملون مواقف يمينية متطرفة لا تحارب فلسطينيي 48 ووجودهم ومستقبلهم فحسب، بل أيضاً كل من يحمل مواقف علمانية أو يسار ومواقف داعية لحل الدولتين ومناهضة لسياسات تل أبيب، وهذا في حد ذاته يعكس نوعية وطبيعة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ليس فقط كتعزيز كبير لقوة الأحزاب الدينية والمتشددة دينياً، التي تعد معاً أكثر من ربع أعضاء الكنيست، بل ترمز أيضاً للتغيير الديموغرافي في إسرائيل، فالديموغرافية التي كانت تقلق قادة الدولة العبرية، بالنسبة للعرب، التي عملت من أجل فرضها كواقع على الأرض، منذ عام 48 وحتى اليوم لضمان أكثر ما يمكن لليهود وأقل ما يمكن للعرب باتت خطراً داخل المجتمع اليهودي نفسه وتهدد أحد أهم أركان الدولة، نظامها الديمقراطي.

بن غفير معضلة رئيسة

حتى الأسبوع المقبل سيكثف نتنياهو جهوده للتوصل إلى اتفاقات مع الأحزاب التي ستدخل في ائتلافه الحكومي، على أمل نجاح مهمة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن. وأوكل المهمة للنائب ياريف ليفين الرجل الثاني في حزب الليكود وأكثر المقربين لنتنياهو.

ولن تكون مهمة ليفين سهلة في ظل خلافات عميقة في قضايا عدة بين الأحزاب التي سيجري معها المفاوضات: "الصهيونية الدينية" و"شاس" و"يهدوت هتوراة". بالنسبة لنتنياهو فإن الحزب الأهم في الائتلاف هو "شاس" برئاسة أرييه درعي، والمتوقع أن يحصل على كل مطالبة ويضمن وزارة رفيعة المستوى، كوزارة المالية برئاسته إضافة إلى وزارتين على الأقل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والتوقعات أن تكون المعضلة الرئيسة مطالب بن غفير الذي يعتبر توليه حقيبة الأمن الداخلي وعداً لناخبيه يتوجب عليه تنفيذه، علماً أن ما تم فهمه من قياديين في الليكود منح بن عفير هذه الوزارة".

كما متوقع أن يكون بن غفير عضواً في المجلس الوزاري الأمني المصغر. أما سموطرتش فمتوقع حصوله على وزارة الأمن أو القضاء.

عنف المستوطنين والسيطرة على الأراضي

جوانب عدة تثير مخاوف الإسرائيليين من انعكاسات طبيعة الحكومة التي سيشكلها نتنياهو عليها ويجلس فيها المتطرفان إتيمار بن غفير وبتسلئيل سموطرتش، أبرزها تسريع إجراءات وخطوات تم تجميد بعضها تخدم أهداف أحزاب الائتلاف سواء بالسيطرة على الأرض الفلسطينية أو شرعنة عنف المستوطنين واستفحاله تجاه الفلسطينيين، وهذا في حد ذاته من شأنه توسيع النزاع الفلسطيني– الإسرائيلي بدل العمل على تقليصه.

جهات إسرائيلية انشغلت في كيفية التعامل مع هذا الوضع في ظل حكومة (نتنياهو- بن غفير- سموطرتش). ورأى البعض ضرورة المبادرة لوضع خطة شبيهة بخطة الانفصال عن غزة، التي نفذها رئيس الحكومة السابق أرئيل شارون، وكذلك بخطة التجميع التي وضعها رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت.

في الخطة نقل مناطق C وإخلاء المستوطنات المعزولة، خصوصاً القائمة على أعلى نقطة في الجبل، وبذلك تخفف احتكاك المستوطنين وفي الوقت نفسه تعطي الخطة الفلسطينيين تواصلاً جغرافياً في مناطق A وB وبالتالي يكون من السهل على الفلسطينيين تطبيق خطة تطوير في مجالات مختلفة.

لكن الضابط الإسرائيلي السابق شاؤول أرئيلي، الذي بادر لطرح هذا الاقتراح استبعد قبول نتنياهو من جديد فكرة التقليص الجغرافي وقال "كشرط لوجود حكومته في ظل غياب القدرة على ضم مناطق الضفة، سيسمح نتنياهو لإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطريتش بتعزيز وتسريع خطوات معاكسة لفرضية (تقليص النزاع) التي تجري يومياً في الضفة: توسيع المستوطنات، وتجاهل البؤر الاستيطانية غير القانونية، وشرعنة بؤر استيطانية غير قانونية، وإعطاء تصاريح لأراض زراعية لليهود، وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين والإسرائيليين والجيش، والسيطرة على مساحات شاسعة من الاراضي، وشق شبكة طرق سريعة للمستوطنات المعزولة وما شابه". أضاف "هذه الخطوات تزيد مساحة وجه الاحتكاك، وتؤدي إلى عنف متبادل وتلزم الجيش بتخصيص على الأقل 55 في المئة من قواته بالضفة في الوقت العادي وأكثر أثناء التصعيد".

إحباط النووي أبرز أهداف نتنياهو

بحسب النائب في الليكود تساحي هنغبي الذي حصل على مكانة متأخرة في قائمة الليكود الانتخابية، وهو واحد من القياديين الذين نجح نتنياهو في إبعادهم عن مراكز أولية، فإن "الشعلة الداخلية لنتنياهو ستكون سعيه إلى إحباط الخطر الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني على وجود إسرائيل، وهي مهمة يركز عليها نتنياهو منذ أكثر من 20 سنة، والآن تقترب من لحظة الحسم". ويضيف هنغبي "إنني على قناعة بأنه على الرغم من أن هذا الموضوع الجوهري لم يبحث على الإطلاق في معركة الانتخابات فإن هذه هي القوة المحركة التي تمنح نتنياهو إحساس الرسالة التي ستعيدنا قريباً إلى الغرفة التي تتخذ فيها القرارات المصيرية لمستقبل إسرائيل".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير