Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوروبا تزيد واردات الطاقة من الشرق الأوسط

ألمانيا تتجه للاعتماد على استيرادها من مصر والخليج

تطلع أوروبا إلى التخلص من الاعتماد على الغاز الروسي  (أ ف ب)

وقعت ألمانيا ومصر مذكرة تفاهم هذا الأسبوع للتعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر وزيادة حجم التجارة بين البلدين في الغاز الطبيعي المسال، كما ذكر بيان لوزارة الطاقة الألمانية. وتأتي الاتفاقية قبل أيام من استضافة مصر مؤتمر المناخ العالمي (كوب 27) في شرم الشيخ حيث يلتقي قادة العالم للتفاوض حول سبل مكافحة تغير المناخ.

ووقع الاتفاقية وزير الطاقة الألماني روبرت هابيك ووزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر المرقبي. وقال هابيك، "عبر شراكتنا في مجال الطاقة نوجه رسالة واضحة قبل مؤتمر كوب 27، ونحن ندعم جهود مصر لتسريع التحول من إنتاج الطاقة بالوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة صديقة للبيئة والمناخ". وأضاف، "كما أن علاقتنا مع الغاز الطبيعي المسال من مصر ستساعدنا، على المدى القصير، في زيادة تنويع واردات الطاقة لألمانيا وتقليل اعتمادنا على الغاز الطبيعي من روسيا".

وبحسب تقرير من "غلوبال بلاتس" فإن مصر التي لديها الآن حقل "ظهر" الهائل للغاز في البحر المتوسط وتعمل على تطوير مصادر طاقة نظيفة، ووقعت بالفعل عدة اتفاقيات لتطوير "إنتاج الهيدروجين الأخضر. وتسعى مصر إلى إنتاج ما نسبته 43 في المئة من استهلاكها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2035.

الهيدروجين الأخضر

في أبريل (نيسان) الماضي أعلنت مصر عن مشروع رائد لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الحرة لقناة السويس بالعين السخنة. ووقعت الشركة القابضة للكهرباء المملوكة للحكومة وشركة "سيمنز إنرجي" العام الماضي مذكرة تفاهم لتأسيس صناعة الهيدروجين الأخضر بهدف التصدير، ويتضمن الاتفاق إقامة محطة تحليل كهربائي بطاقة ما بين 100 و200 ميغاواط كبداية.

وبحسب تقديرات "غلوبال كوموديتيز إنسايتس" استناداً إلى معلومات بورصة الطاقة في هولندا فإن تكلفة الهيدروجين الأخضر تصل إلى 18 دولاراً و72 سنتاً (18 يورو و75 سنتاً) للكيلوغرام، بينما تصل تكلفة الأمونيا الزرقاء من الشرق الأوسط إلى 1025 دولاراً للطن المتري.

والهيدروجين الأخضر ليس غازاً أخضر اللون، بل هو إشارة إلى إنتاج الهيدروجين باستخدام طاقة من مصادر نظيفة (خضراء) من دون انبعاثات كربونية تسبب الاحتباس الحراري الذي يكافح العالم لوقفه لمنع التغير المناخي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وغاز الهيدروجين موجود في الطبيعة بوفرة هائلة، لكنه غالباً ما يكون مرتبطاً بغازات وعناصر أخرى، مثل ما في الماء يكون مرتبطاً بالأوكسجين وفي غاز الميثان يكون مرتبطاً بالكربون وهكذا. ويتم إنتاج الهيدرجين بتكسير تلك المركبات في عملية تحتاج إلى الطاقة الكهربائية. مثلاً، يتم التحليل الكهربائي للماء لإنتاج الهيدروجين والأوكسجين. فإذا كان مصدر الكهرباء المستخدمة في عملية التحليل الكهربائي من وقود أحفوري يعد الناتج هيدروجين، أما إذا كان مصدر الكهرباء من محطات طاقة شمسية أو طاقة رياح أو حتى طاقة نووية فيسمى الهيدروجين الأخضر.

ولأنه من الصعب نقل واستخدام الهيدروجين في حالته الغازية، يتم ضغطه وتصديره في شكل أمونيا زرقاء. وتسعى مصر والسعودية والإمارات لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر بهدف زيادة الاستهلاك المحلي من مصادر طاقة متجددة وأيضاً للتصدي إلى الدول المستهلكة للطاقة التي تعتمد حالياً على الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم). إضافة إلى المساهمة بفاعلية في الجهود الدولية لتقليل الانبعاثات الكربونية المسببة للتغيرات المناخية، تسعى الدول الثلاث أيضاً لتعزيز نصيبها من سوق الهيدروجين الأخضر في غضون السنوات المقبلة حيث يتوقع أن يصل حجم سوق التجارة فيه إلى ما يقارب نصف تريليون دولار.

أوروبا والشرق الأوسط

دفعت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا نحو زيادة وتيرة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة ومنها الهيدروجين الأخضر. وتعمل أوروبا على توفير مصادر طاقة بديلة لاعتمادها القوي في السابق على الغاز والنفط من روسيا. وفي الوقت نفسه، تجدها فرصة للتحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.

في الشهر الماضي استقبلت ألمانيا أول شحنة من الهيدروجين الأخضر من الإمارات، ولم تكن شحنة كبيرة بل حاوية واحدة تحتوي على 13 طناً مترياً من الأمونيا السائلة، لكن لرمزيتها، استقبلت في ميناء هامبورغ باحتفال شارك فيه وزير الطاقة الألماني روبرت هابيك ومبعوث المناخ الإماراتي سلطان الجابر. وقال هابيك في الاحتفال، "تعاوننا اليوم يقدم إسهامين مهمين: فهو يدعم تحقيق أهداف المناخ لدينا وفي الوقت ذاته تحقيق أمن الطاقة".

وتتجه أوروبا بقوة نحو الشرق الأوسط لتعويض انقطاع إمدادات الطاقة من روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات على موسكو. وزيادة دول أوروبية وارداتها من الغاز من الشرق الأوسط سواء من دول الخليج أو الجزائر أو مصر.

لكن الأهم مستقبلاً هو تطوير الشراكة في مجال إنتاج الطاقة من مصادر متجددة، بخاصة أن بلدان المنطقة تتمتع بوفرة في الشمس التي يمكن إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية منها ويغذي صناعة إنتاج الهيدروجين.

ومع أن التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر ما زالت عالية التكلفة فإن كثيراً من الدراسات تشير إلى التطور السريع في تلك التكنولوجيا ما يعزز عمليات التطوير والإنتاج وأيضاً انخفاض الأسعار مستقبلاً. وتقدر تلك الدراسات زيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة 57 في المئة ليصل إلى 5.7 مليون طن متري بحلول عام 2030.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز