Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كوبري قصر النيل 150 سنة من ذاكرة القاهرة

بني في عهد الخديوي إسماعيل وتماثيله نشرت كنية "أبوالسباع"

عهد إلى النحات الفرنسي ألفريد جاكمار بصنع تماثيل الأسود على كوبري قصر النيل (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - مواقع التواصل الاجتماعي)

بات كوبري قصر النيل أكثر من جسر يربط بين ضفتي النهر، فهو منذ عقود من المعالم الرئيسة للعاصمة المصرية وأحد أهم رموزها.

وهذا الجسر الذي يصل ما بين ميدان التحرير الشهير في القاهرة ومنطقة الجزيرة يبلغ هذا العام 150 سنة على افتتاحه الرسمي. وقد بدأ العمل فيه عام 1869 وافتتح في 1872 في عهد الخديوي إسماعيل صاحب الفكرة.

وعلى مدى السنوات، كان الكوبري إلى جانب وظيفته الرئيسة وهي عبور السيارات والأشخاص ملتقى ومتنزهاً للمصريين وزوار القاهرة، وكان شاهداً على عصور وأحداث عدة، ولعل المشهد الأبرز خلال السنوات القليلة الماضية هو جموع البشر التي عبرته بين الأسدين الشهيرين للوصول إلى ميدان التحرير خلال ثورة يناير (كانون الثاني) 2011.

مشروع متكامل لتنمية القاهرة

وعن حقبة الخديوي إسماعيل وما شهدته القاهرة خلالها من إنشاءات، يقول نبيل الطوخي المتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر، رئيس قسم التاريخ في جامعة المنيا لـ"اندبندنت عربية"، "يعتبر الخديوي إسماعيل من الحكام الذين تبنوا مشروعاً شاملاً لتنمية القاهرة، وكان يرغب في محاكاة النموذج الأوروبي وتحويل القاهرة إلى مدينة على الطراز الأوروبي، وشهدت القاهرة في عهده تحولات كبيرة من أبرزها جعلها مقراً للحكم بدلاً من القلعة، وتضاعفت مساحتها بإنشاء عدد من الأحياء الجديدة مثل حي وميدان الإسماعيلية (ميدان التحرير حالياً) الذي سمي باسمه، وبنيت مجموعة من السرايات منها سراي عابدين الذي أصبح مقراً للحكم وسراي الجزيرة (فندق حالياً) وسراي الجيزة ودار الأوبرا المصرية، ونسق حديقة الأزبكية وطورها".

 

 

يضيف الطوخي "من أشهر إنشاءات عهد الخديوي إسماعيل كوبري قصر النيل، ويذكر المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في كتابه عن عصر الخديوي إسماعيل أن الخديوي أنشأ كوبري قصر النيل البديع ليصل منطقة الجزيرة -التي أنشأ فيها سراي الجزيرة- بالقاهرة عام 1872 وتكلف وقتها 108 آلاف جنيه مصري، ويذكر المؤرخون أن الهدف من بناء كوبري قصر النيل كان ربط ضفتي النيل الشرقية والغربية، وكان العبور قبل ذلك يحصل عبر المراكب".

تطور كوبري قصر النيل

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مراحل مختلفة وتطورات كثيرة شهدها كوبري قصر النيل منذ إنشائه، وعنها يقول الطوخي "كانت أبرز التطورات التي لحقت بكوبري قصر النيل ما حدث في عام 1933 خلال فترة حكم الملك فؤاد، إذ أعيد بناء الكوبري بشكل كامل، وبات طوله 382 متراً وعرضه 20 متراً منها خمسة أمتار لإفريزين على جانبيه كل منهما بعرض مترين ونصف المتر، وأقيمت على مدخليه منارتان على رأس كل واحدة منهما مصباح".

يضيف "في بداية إنشاء الكوبري كانت تفرض رسوم على العابرين، وكانت هذه الرسوم تستخدم في الإنفاق على تطوير الكوبري وصيانته، ففكرة دفع أجر العبور على الجسور لم تكن شائعة في مصر أو متعارفاً عليها".

أسود قصر النيل

كان الخديوي إسماعيل منبهراً بفكرة التماثيل التي تزين شوارع المدن الكبرى في أوروبا، وأراد تطبيق ذلك في شوارع القاهرة، وعهد إلى كبار النحاتين آنذاك بصنع تماثيل لأفراد الأسرة الملكية مثل محمد علي باشا وإبراهيم باشا لتزيين شوارع القاهرة. وفي الوقت ذاته، عهد إلى النحات الفرنسي ألفريد جاكمار بصنع أربعة تماثيل من البرونز على شكل سباع، وهي القائمة حتى الآن على طرفي الكوبري.

وتتواتر الحكايات عن هذه التماثيل، فيقال إنه كان مخططاً وضعها على بوابات حديقة الحيوان في الجيزة، وتم تغيير الخطة في عهد الخديوي توفيق بن إسماعيل لتوضع على الكوبري المسمى باسم والده. ويردد أنها كانت السبب في إطلاق كنية "أبوالسباع" على كل من يحمل اسم إسماعيل.

وعن أسود قصر النيل يقول الطوخي "تماثيل السباع صنعت في إيطاليا من البرونز، وشحنت إلى الإسكندرية وتكلفت 8425 جنيهاً مصرياً، وكان وقتها مبلغاً كبيراً جداً، وعندما أعيد بناء الكوبري نقلت الأسود الأربعة إلى مدخليه ولكن اختيرت لها مواقع أقل ارتفاعاً".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات