Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاقتصاد يحسم خيارات الناخب الأميركي في الانتخابات النصفية

التضخم المرتفع أثقل كاهل المستهلكين والديمقراطيون في الكونغرس يأملون تنشيط مؤيديهم قبل فتح صناديق الاقتراع

غالباً ما يعاقب الناخبون الحزب الحاكم في واشنطن عندما تكون الظروف المالية صعبة (أ ف ب)

يعتقد شون بيلفيل، مساعد مدير مدرسة ثانوية يبلغ من العمر 44 عاماً في إحدى ضواحي كليفلاند، والذي كان قد صوت للرئيس بايدن، أن عائلته من الطبقة المتوسطة يجب ألا تكافح كثيراً لدفع الفواتير. وهذا أحد أسباب ميله قليلاً نحو التصويت للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي

وقال بلفيل لـ"وول ستريت جورنال "، وهو أب لثلاثة أبناء، وتعمل زوجته في روضة أطفال، "أحاول أن أكون مستقلاً للغاية، لكنني أشعر في هذه المرحلة أنه يجب أن أصوت بجيبي، وهو ما أكره قوله". وأضاف "لا يوجد سبب يدعو إلى أن نعيش من راتب إلى راتب (يعني أن كل أمواله ستأتي وتخرج مباشرة مرة أخرى) مع وظيفتين". 

وتقول الصحيفة إن الضغوط الاقتصادية تثقل كاهل الناخبين الأميركيين وهم يتخذون اليوم قرارات في شأن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي المقرر عقدها في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وبخاصة مع اقتراب التضخم من أعلى مستوى له في أربعة عقود، وانخفاض مؤشرات الأسهم الرئيسة بشكل حاد عن أعلى مستوياتها على الإطلاق وارتفاع معدلات الرهن العقاري إلى نقطة لم تسجل منذ عام 2002. ويقول الاقتصاديون إن الركود يبدو مرجحاً العام المقبل. 

وأشارت إلى أنه غالباً ما يعاقب الناخبون الحزب الحاكم في واشنطن عندما تكون الظروف المالية صعبة، في حين يتشكل الاقتصاد باعتباره أكبر عائق أمام الديمقراطيين في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية. ويعتبر خفض التضخم وتعزيز الاقتصاد أهم القضايا بالنسبة إلى الناخبين طوال العام والتي تظهر استطلاعات الرأي أنها تحظى بثقة أكبر في أيدي الجمهوريين وتتقدم بشكل أكبر على المخاوف الأخرى ذات الأهمية.

بايدن ونقاط اقتصادية مضيئة

تقول "وول ستريت جورنال"، إن الديمقراطيين في الكونغرس والرئيس بايدن لا يزالون يأملون تنشيط مؤيديهم من خلال القيود المتزايدة على الإجهاض نتيجة لقرار المحكمة العليا في يونيو (حزيران)، والجهود المبذولة لخفض كلفة الأدوية الموصوفة والتداعيات من هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول الأميركي من قبل أنصار الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب.

وأضافت "لديهم أيضاً نقاط اقتصادية مضيئة لتسليط الضوء عليها، حيث بلغ معدل البطالة 3.5 في المئة، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من 50 عاماً، كما انخفض متوسط ​​الكلفة الوطنية للبنزين من أعلى مستوياته في الصيف، على رغم أنه ظل مرتفعاً في بعض الولايات بما في ذلك أريزونا ونيفادا".

وأظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة أن أجور العمال ومزاياهم ارتفعت في الربع الثالث من العام السابق، مما حافظ على الضغط على التضخم، وأن الأميركيين عززوا إنفاقهم وأبطأوا مدخراتهم في سبتمبر (أيلول). وأظهرت الأرقام الحكومية الصادرة، الخميس، أن الاقتصاد الأميركي توسع بوتيرة قوية في الربع الثالث بعد ربعين من الانكماش، حيث واجه طلب المستهلك والأعمال رياحاً معاكسة من ارتفاع أسعار الفائدة. 

ويشير التاريخ إلى أن للجمهوريين ميزة في محاولتهم استعادة السيطرة على الكونغرس. ففي أميركا ما بعد الحرب العالمية الثانية، خسر الحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض في المتوسط 28 مقعداً في مجلس النواب في النصف الأول من فترة الرئاسة الجديدة، وفقاً للبيانات التي جمعها مشروع الرئاسة الأميركية في جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا.

وبالنسبة إلى الفترات النصفية من عام 1936 حتى عام 2018، كان هناك ارتباط بين نسبة تأييد الرئيس وأداء حزبه في انتخابات مجلس النواب. ووجد مشروع الرئاسة الأميركية أن الرؤساء الذين حصلوا على موافقات تتراوح بين 40 و45 في المئة، حيث كان حزب بايدن معظم هذا العام، يخسر 36 مقعداً في المتوسط. 

في حين تميل تقييمات قبول بايدن إلى اتباع تحركات أسعار البنزين، حيث وصلت درجة موافقته إلى أدنى مستوى خلال فترة رئاسته في منتصف يوليو (تموز)، بعد وقت قصير من وصول الأسعار في المضخة إلى ذروتها لهذا العام. 

وسجل استطلاع رأي المستهلك في جامعة ميشيغان، وهو مقياس لمواقف الأسر تجاه الاقتصاد في يونيو أدنى قراءة لها على الإطلاق تعود إلى عام 1952. وقد ارتفعت منذ ذلك الحين، لكن منذ أن أصبح الاستطلاع شهرياً في عام 1978، لم تكن انتخابات منتصف المدة أبداً في خضم هذه المستويات المنخفضة من تفاؤل المستهلك. 

كما وجد تحليل أجرته مجموعة الابتكار الاقتصادي المكونة من الحزبين أن غالبية الدول التي لديها أكثر سباقات مجلس الشيوخ تنافسية تشعر بضغط أكبر من التضخم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ويظهر بحث "غلوبال إنيرجي بارتنرز" (EIG) المتخصصة في الاستثمارات الخاصة في الطاقة والبنية التحتية المتعلقة بالطاقة على أساس عالمي، أن ساحات الولايات التي توصف بالمتأرجحة في الانتخابات وهي أريزونا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولاينا قد استعادت جميع الوظائف التي ضيعها الوباء بحلول النصف الثاني من العام الماضي أو الربع الأول من هذا العام. وتتمتع هذه الولايات باقتصادات قوية بشكل خاص، على رغم أن القوة الاقتصادية نفسها جعلتها أكثر عرضة للتضخم. 

وقال الشريك المؤسس لشركة "أي أي جي" جون دبليو ليتيري إن التضخم هو "إحدى تلك القضايا الشاملة النادرة حيث يشعر الجميع بالضيق، بغض النظر عن الانتماء السياسي". 

وحتى مع دخل الأسرة البالغ نحو 150 ألف دولار، قالت الديمقراطية غريتشن مونتيسانتو، مستشارة الصحة العقلية البالغة من العمر 39 سنة في ساوثرن باينز، نورث كارولاينا، إنها كانت تعد وجبات أقل كلفة وتشتري عدداً أقل من العناصر لنفسها. إنها لا تلوم الرئيس على ارتفاع الأسعار. 

الديمقراطيون وأخبار التضخم السيئة 

وكان الديمقراطيون قد تلقوا في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) أخباراً سيئة عن التضخم في التحديث النهائي لمؤشر أسعار المستهلك قبل الانتخابات، بينما انخفض الرقم الإجمالي بشكل طفيف في سبتمبر إلى 8.2 في المئة، كما ارتفع ما يسمى مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، والذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة، بنسبة 6.6 في المئة عن العام السابق، وهي أكبر زيادة منذ عام 1982. 

وسجلت منطقة فينيكس الحضرية أكبر قفزة تضخم سنوية بين أكبر 21 منطقة حضرية في البلاد بـ13 في المئة عندما تم تقييم أحدث بيانات 12 شهراً متاحة.

وكانت آلام التضخم في ضواحي فينيكس كافية لتحفيز جون شيبرد على التصويت في انتخابات التجديد النصفي، حيث قال مراقب الحركة الجوية البالغ من العمر 40 عاماً إنه عادة ما يصوت فقط في سنوات الانتخابات الرئاسية فقط وليس الكونغرس. وقال شيبرد "أنا غير راضٍ للغاية عن الاقتصاد والاتجاه الذي يسير فيه هذا البلد". وقال إنه صوت لباراك أوباما وميت رومني ومرتين لترمب. وهذا العام، قال إنه يخطط للتصويت للجمهوريين إلى حد كبير في جميع المجالات. 

وأضاف شيبرد، وهو مطلق ولديه طفل واحد، إنه كان يسافر أقل لأن "تذكرة السفر خارجة عن نطاق السيطرة". وقال إن قرار بايدن الأخير بإعفاء ما يصل إلى 20 ألف دولار من ديون قروض الطلاب دفعه أيضاً نحو الجمهوريين، قائلاً، "بالنسبة إليّ، إنه مسيء". وأضاف "أعتقد أن الخطر الأكبر هو غياب المسؤولية المالية لحكومتنا". 

إعلانات الجمهوريين

طوال العام، امتلأت إعلانات الجمهوريين بالاتهامات بأن الديمقراطيين غذوا التضخم بسبب الإنفاق على المساعدة في مكافحة الأوبئة والقيود المفروضة على الوقود الأحفوري. 

ورد الديمقراطيون على ذلك بقولهم إن هناك أكثر من مجرد سياسات حكومية، مشيرين إلى الطلب القوي من المستهلكين، وسلاسل التوريد المتعثرة، والهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقالت الناخبة المستقلة كاري ويلدمان، وهي خبيرة صحة أسنان تبلغ من العمر 46 سنة وتعيش في مدينة بيكفيل بولاية نورث كارولاينا، إن هناك قضايا ستكون على رأس قائمتها في اتخاذ قرارات التصويت، ولهذا السبب، تميل إلى الحزب الجمهوري. ويلدمان، وهي من قدامى المحاربين في سلاح الجو، وتعمل نحو 50 ساعة في الأسبوع في تنظيف الأسنان وتعليم الآخرين القيام بذلك في كلية المجتمع. 

وقالت ويلدمان إنها صوتت مرتين لأوباما ومرتين لترمب، واستشهدت بخطة بايدن للإعفاء من ديون الطلاب كسبب آخر لتفضيلها للجمهوريين، كما ألقت باللوم على الإنفاق الحكومي المفرط. وقالت "في هذه المرحلة، أنا لا أثق بالديمقراطيين، ولا أثق في الجمهوريين". 

المزيد من متابعات