Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لامبالاة عربية بانتخابات الكنيست تعزز فرص لائحة نتنياهو

يشكو العرب في إسرائيل إهمال الدولة وعدم تلبية مطالبهم التنموية

إعلان انتخابي للقائمة العربية الموحدة على مدخل مدينة حورة في النقب (أ ف ب)

في مدينة راهط البدوية في النقب، تسيطر اللامبالاة على الناس إزاء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقبلة، فلا مظاهر لحملات انتخابية في وقت تخوض ثلاث قوائم عربية رئيسة انتخابات الكنيست، مما يهددها بعدم اجتياز نسبة الحد الأدنى اللازمة لدخول البرلمان.
ويجري التصويت في إسرائيل في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في خامس انتخابات خلال ثلاث سنوات ونصف السنة. وشكلت "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة" و"العربية للتغيير" التي يترأسها أحمد الطيبي، قائمة واحدة برئاسة أيمن عودة. كما تخوض الانتخابات قائمتا حزب "التجمع الديمقراطي" برئاسة سامي أبو شحادة، و"القائمة الموحدة الحركة الإسلامية" برئاسة منصور عباس.
دفع العرب إلى التصويت
ويقول رئيس بلدية راهط فايز أبو صهيبان، القيادي في الحركة الإسلامية، لوكالة الصحافة الفرنسية، "بالنسبة إلينا القضية الأولى هي كيف نخرج المواطن العربي من بيته إلى صندوق الانتخابات ليدلي بصوته حتى نرفع نسبة المقترعين العرب. هذه قضية صعبة ومعضلة كبيرة جداً".
ويعبر أبو صهيبان عن خشيته من "ألا تجتاز أكثر من قائمة عربية واحدة نسبة 3،25 في المئة من الأصوات" التي تؤهلها لدخول الكنيست بأربعة أعضاء دفعة واحدة. ويضيف "عندها، ستكون لليمين الإسرائيلي المتطرف منصة واسعة لتنفيذ أجندته السياسية بمصادرة الأرض وهدم البيوت".
في الانتخابات الأخيرة، شغلت الأحزاب العربية 10 مقاعد فقط من أصل 120 مقعداً في الكنيست، بعدما تفككت "القائمة العربية المشتركة" التي كانت حصلت على 15 مقعداً في عام 2015 وضمت أربعة أحزاب.
وكان منصور عباس، رئيس "القائمة الموحدة" التي تشغل في البرلمان الحالي أربعة مقاعد، أول زعيم حزب عربي ينضم إلى حكومة ائتلافية إسرائيلية تشكلت نتيجة تحالف أساسي بين يائير لبيد ونفتالي بينيت، وكان هدفها إسقاط رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

شكوى من التمييز
تعتبر مدينة راهط من أكبر المدن البدوية في صحراء النقب في جنوب إسرائيل، ويشكو سكانها التمييز في البنية التحتية ويشكلون جزءاً من المجتمع العربي الأوسع.
ويقول رياض أبو فريح، وهو أحد سكان المدينة، إنه لن يشارك في انتخابات الكنيست، مشيراً إلى أن "وجود الأحزاب العربية فيها هو تجميل للديمقراطية المزيفة، وأن شباناً كثيرين مقاطعون" مثله.
في بلدة حورة، يقول رامي ابو شارب (29 سنة)، وهو أستاذ مدرسة، "كنا دائماً نصوت. لكنني وعائلتي سنمتنع عن التصويت هذه المرة. لا نرى أي شيء من الوعود التي يعدوننا فيها تحقق".
ويرى أبو شارب أنه "لو صوتت أو لم أصوت، لن يحدث تغيير"، متحدثاً عن ازدياد الجريمة وعدم الاستثمار في التعليم وسوء نتائج طلاب الثانوية، وخصوصاً بالنقب، وهدم البيوت المستمر. ويضيف "الوضع من سيئ إلى أسوأ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"إذا لم يصوت العرب"
وتقول الباحثة الإسرائيلية تمار هيرمان من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية لوكالة الصحافة الفرنسية، "إذا لم يصوت العرب، فإن فرص اليمين ونتنياهو في تشكيل ائتلاف من 61 مقعداً، سترتفع".
وتضيف "هذه المرة، قد يحدث ألا يحصل أي من الأحزاب العربية على مقاعد في البرلمان إذا كانت نسبة المشاركة في التصويت منخفضة للغاية. ستكون لها حظوظ إذا أقبل الناخبون العرب بنسبة 45 في المئة".
وترى هيرمان أن ميل العرب إلى "عدم المشاركة له علاقة كبيرة بأحداث مايو (أيار) 2021"، في إشارة إلى المواجهات العنيفة بين المواطنين العرب واليهود، و"شعور العرب بالاغتراب عن الدولة، والوضع السياسي، إضافة إلى خيبات الأمل الشديدة من أداء أعضاء الكنيست العرب".
ويرى الباحث عاص الأطرش أن العرب "يعرضون عن التصويت بسبب خيبات الأمل من سياسات الحكومات الإسرائيلية المتتالية"، معتبراً أن "المشكلة مع الحكومات وليس مع أعضاء الكنيست العرب".
ويضيف "لم يعد أحد من العرب يرى أي أفق سياسي له".

حسابات عربية

في مدينة حيفا تقول روز بلوطين (70 سنة)، "أتمنى ألا أدلي بصوتي"، قبل أن تستدرك "لكن إذا لم أنتخب سيذهب صوتي إلى نتنياهو".
ويقول مطانس شحادة، ثاني مرشح في قائمة "حزب التجمع"، وهو جالس تحت شجرة زيتون في مطعم، "قبل شهر كانت الأجواء بين الناس محبطة بسبب التنافس بين قائمتين، الآن هناك ثلاث قوائم إضافة الى المقاطعين أيديولوجياً".
وأظهرت استطلاعات الرأي أن التجمع لن يتجاوز نسبة الحسم لدخول الكنيست، لكن شحادة يقول "الاستطلاعات دائماً تظلمنا"، مضيفاً "سنعمل بكل طاقاتنا. الجو جيد ومهيأ لتقبل التجمع".
ويتابع "يكفي أن نحصل على أربعة مقاعد حتى نؤثر في المجال السياسي. هذا دورنا".
وينتقد شحادة "القائمة الموحدة" بقيادة منصور عباس لدخولها الائتلاف الحكومي "معتقدة أن تأثيرها سيكون أكبر"، فتبين أن "هذا كان غير صحيح، لأنها حاولت التغيير في المجتمع العربي وليس التغيير في السياسة الإسرائيلية".
حملة ضد العرب
في المقابل، يركز نتنياهو حملته الانتخابية ضد العرب. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو نشر مقاطع فيديو باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي وأنفق كثيراً من الأموال لدعايات باللغة العربية يتهم فيها أعضاء الكنيست العرب بالفساد.
وتتهم عضو الكنيست عايدة توما اليمين الإسرائيلي بالقيام بحملة كبيرة ضد القوائم العربية لإحباط الناس. وتقول "علينا العمل أكثر لإقناع الناس بالخروج والتصويت، فالوضع أصعب والناس تعبوا وأحبطوا... لديهم إحباط تراكمي"، وتضيف "العرب أقلية قومية مضطهدة لا تجد أي أمل في الانتقال إلى وضع أفضل في ظل الوضع السياسي الإسرائيلي".
وتتابع "لا توجد حكومة إسرائيلية تريد التغيير، سواء نتنياهو أو لبيد وبيني غانتس وزير الدفاع، إذ لم يجرؤا على إعلان نيتهما إلغاء القوانين العنصرية ضدنا، أو القضاء على الجريمة المنظمة ومكافحتها في المجتمع العربي، أو الإعلان أنهما سيباشران العمل على إنهاء الاحتلال".

المزيد من الشرق الأوسط