Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

متاحف الأردن... حارسة الحضارات المهملة

تشكو قلة زائريها من أبناء البلد وأساتذة: "جزء كبير من الطلبة لا يعلم بوجودها"

ثمة تاريخ ترويه مقابل أقل من ربع دولار هو سعر بطاقة الدخول (وكالة الأنباء الأردنية)

في بلد كالأردن ذي التاريخ الطويل والغني بالحضارات التي تعاقبت عليه، من الطبيعي أن يضم بين جنباته عديداً من المتاحف التي تحوي بين مقتنياتها قطعاً أثرية وعينات من التاريخ الطبيعي وفناً معاصراً.

وتعد متاحف الأردن التي يتركز معظمها في العاصمة عمان من أغنى المتاحف في العالم من حيث موجوداتها وقيمة ما تضم من كنوز تاريخية، ومع ذلك تشكو قلة زائريها من الأردنيين على رغم أن سعر بطاقة الدخول لا يزيد على ربع دولار.

فمن قلب عمان حيث "متحف الأردن" الذي يعد نموذجاً للمتاحف الحديثة المجهزة بأحدث التقنيات، مروراً بمتحف الأردن للتقاليد الشعبية، وصولاً إلى متحف السيارات الملكي، ومتحف الأطفال، ومتحف الحياة البرلمانية، ثمة تاريخ ترويه باعتبارها مراكز ثقافية وعلمية وتربوية، ومورداً مهماً للتنمية في القطاع السياحي.

كنوز وطنية مهملة

تحتوي هذه المتاحف على مجموعات من القطع الأثرية التي تم إحضارها من الحفريات الأثرية في أجزاء مختلفة من الأردن، ومن أبرزها تماثيل الجص لـ"عين غزال" التي يعود تاريخها إلى نحو 6000 قبل الميلاد.

كما تحتوي على مجموعة كبيرة من القطع الأثرية من فترات تاريخية مختلفة، ومكتبة تضم آلافاً من المنشورات في مجالات علم الآثار والتاريخ والتعليم.

وقبل عشرة أعوام افتتح متحف "أخفض مكان على سطح الأرض" ويعد من أهم المتاحف ليس فقط في الأردن، بل على مستوى العالم لوقوعه في أخفض بقعة أرضية في منطقة البحر الميت.

المتحف الرئيس والأكبر هو متحف الأردن الوطني، الذي يقع في الحي القديم للعاصمة عمان، وتشغل قاعات العرض جزءاً كبيراً من مساحة مبناه البالغة 10 آلاف متر مربع، لتعرض نحو مليون ونصف المليون سنة من وجود الإنسان على أرض الأردن، عبر آلاف القطع الأثرية التي تروي قصة الحياة اليومية عبر العصور، وجاءت فكرة إنشاء متحف وطني لعرض كنوز الأردن الأثرية والتراثية في ستينيات القرن العشرين لتتحول إلى واقع عام 1999.

تاريخ يطل على العاصمة

يقع ثاني أكبر متحف أردني على قمة جبل القلعة الأثرية التي تطل على وسط عمان، حيث شيد عام 1951، وقام بتصميم البناء المهندس البريطاني أوستن هاريسون على مساحة تبلغ نحو 550 متراً مربعاً، وبخزائن عرض مصنوعة من النحاس والزجاج والخشب جلبت من بريطانيا.

صمم متحف جبل القلعة ليعتمد على الإنارة الطبيعية (ضوء الشمس) من خلال الشبابيك الموجودة أعلى المبنى، وعلى مصابيح كهربائية ثبتت على جدران المتحف وفوق الخزائن بحيث لا تسلط ضوءها مباشرة على القطع الأثرية فتؤذيها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما ساحة المتحف وحديقته المطلة على معبد هرقل، فقد تم تحديثها وتطويرها وزراعتها وعرض عدد من القطع الحجرية الأثرية فيها، أهمها قطعتان رخاميتان يعتقد أنهما تعودان لتمثال ضخم لهرقل، إلى جانب عدد من المنحوتات والحلي المعمارية والتوابيت البازلتية.

يعتمد المتحف أسلوب عرض التسلسل التاريخي للحضارات والحقب الزمنية التي شهدها الأردن، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترة العثمانية، مروراً بالعصور الحجرية والبرونزية والحديدية والهلنستية، والرومانية والبيزنطية والإسلامية.

يضم متحف جبل القلعة نحو عشرين ألف قطعة أثرية متنوعة ما بين فخاريات وزجاج وأدوات صوانية ونقوش وأوان معدنية وحلي ذهبية، إضافة للتماثيل الرخامية والحجرية والجصية ومسكوكات ذهبية وفضية وبرونزية يزيد عددها على 36 ألف مسكوكة.

كما يضم قطعاً أثرية نادرة لا يوجد لها مثيل في أي مكان في العالم كتماثيل "عين غزال" الجصية التي تعود للعصر الحجري (نحو 6500 قبل الميلاد)، والتي اكتشفت بالصدفة عام 1985 أثناء شق أحد الطرق.

كما يضم المتحف الملف النحاسي من مخطوطات البحر الميت التي اكتشفها صبي يرعى الأغنام قرب ضفة البحر، ومن القطع النادرة أيضاً المنقل البرونزي الذي يعود للعصر الأموي، والتوابيت الفخارية الشبيهة بنظيرتها الفرعونية.

تعزيز ثقافة المتاحف

 على الرغم من فتح أبواب المتحف الوطني الأردني طوال العام برسوم رمزية، فإنه يشكو قلة زائريه من المواطنين حيث أغلب الزوار من السياح.

تؤكد أستاذة العصور الحجرية القديمة في الجامعة الأردنية ميسون النهار الحاجة لنشر ثقافة المتاحف في المجتمع الأردني، ورفع مستوى الوعي لدى طلبة المدارس والجامعات الأردنية بدورها الحيوي حيث لا يعلم جزء كبير منهم بوجودها.

وتدعو النهار لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع جيل الشباب على زيارة المتاحف والتعرف إلى حضارة بلادهم بطرق غير تقليدية، فضلاً عن تضمين ذلك في المناهج الدراسية.

وعلى رغم إقبال الطلاب وصغار السن على زيارة متحف الأطفال، لكن متخصصين يدعون لتعزيز ثقافة المتاحف حتى تشمل نحو 16 متحفاً في المملكة ولا تقتصر على متحف بعينه.

وكانت السلطات الأردنية استعادت في مارس (آذار) الماضي تسع قطع أثرية هربت إلى الولايات المتحدة في إطار اتفاقية ثنائية لمكافحة تهريب الآثار.

وتتضمن المجموعة تماثيل لحيوانات حجرية من العصر الحجري وشواهد قبور وتمثالاً بشرياً وإبريقاً من البرونز ومذبحاً نحاسياً، واستعيدت القطع من قبل "هاو" لجمع الآثار في نيويورك.

ومنذ ذلك الوقت شهد الأردن اكتشافات أثرية عديدة كان أبرزها موقع أثري يعود إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد أي إلى العصر الحجري الحديث، في منطقة نائية من البادية في محافظة معان جنوب شرقي المملكة.

كما أدت أعمال حفر إنشائية إلى اكتشاف مغارة أثرية تضم فخاريات وآثاراً رومانية في وسط العاصمة، من ضمن حمام من العهد الروماني القديم، وضم الموقع أيضاً 250 قطعة أثرية متحجرة معظمها من أصول بحرية ودمى وأدوات صوانية ومواقد مرتبطة بممارسة طقوس دينية.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات