Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطالب بوجبات مجانية لجميع التلاميذ لإنهاء الفقر الغذائي

رئيسة الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل كاميلا كينغدون: الأطفال الذين يعانون من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في أجسامهم هم مجرد بداية المشكلات الصحية

كاميلا كينغدون كبيرة أطباء الأطفال في هيئة الخدمات الصحية الوطنية الحكومة البريطانية إلى تقديم وجباتٍ مدرسية مجانية إلى جميع الأطفال (RCPCH)

دعت كاميلا كينغدون كبيرة أطباء الأطفال في هيئة الخدمات الصحية الوطنية الحكومة البريطانية إلى تقديم وجباتٍ مدرسية مجانية إلى جميع الأطفال، بهدف مواجهة أزمة ارتفاع معدلات فقر الغذاء "المقلقة للغاية" في البلاد.

كينغدون التي تترأس الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل Royal College of Paediatrics and Child Health، نبهت إلى أن ارتفاع كلفة المعيشة، يدفع بعائلات تجد مصاعب في تأمين قوتها إلى اللجوء إلى أطعمة غير صحية، وطالبت الحكومة البريطانية بالتحرك إزاء هذه المسألة.

وأشارت إلى أنه في ظل مواصلة أسعار المواد الغذائية ارتفاعها، غالباً ما يلجأ الأهالي إلى إطعام أطفالهم وجباتٍ سريعة بسبب تدني كلفتها، ما ينعكس سلباً على صحة الأطفال، إن لجهة سلامة نموهم أو إصابتهم بالسمنة.

وتطالب المسؤولة الصحية الحكومة البريطانية بزيادة الدعم من خلال تقديم وجبات مدرسية مجانية لجميع الأطفال، وليس فقط لأولئك الذين ينتمون إلى أسر ذات دخل منخفض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفتت كينغدون في مقابلة حصرية أجرتها معها صحيفة "اندبندنت"، إلى "حقيقة مقلقة للغاية تتمثل في صورة تعكس معاناة طفل من الجوع خلال يوم دراسي". وتضيف أن "الواقع الذي وصلت إليه بريطانيا الحديثة بات أن تأمين نظام غذائي صحي للأطفال بات يشكل تحدياً نتوقع أن يتحول إلى مشكلة أكبر مع استمرار أزمة ارتفاع كلفة المعيشة هذه".

ورأت أنه "يتعين على الحكومة تمويل تقديم وجبات مدرسية مجانية لجميع الأطفال من دون استثناء لإزالة وصمة العار الراسخة في الأذهان إزاءها". وقالت إن تقديم وجبة صحية في المدرسة، يمثل فرصةً مهمةً لتعزيز صحة كل طفل في المملكة المتحدة".

دعوة رئيسة "الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل" هذه، تأتي في الوقت الذي أطلقت فيه صحيفة "اندبندنت" حملةً تدعو إلى تقديم وجبات مدرسية مجانية لجميع الأطفال الذين حصلت عائلاتهم على المساعدات الحكومية المعروفة بالدعم الشامل Universal Credit.

واستناداً إلى جمعية مكافحة فقر الأطفال، فإن نحو 800 ألف طفل يعيشون في حال عوز، هم غير مؤهلين للحصول على وجبات مدرسية مجانية. ويشمل هذا الرقم الأسر التي تحصل على مساعدات "الدعم الشامل" لكن دخلها يزيد على 7400 جنيه استرليني (نحو 8280 دولاراً) في السنة، باستثناء المنافع.

ويتم تطبيق شروط هذه العتبة بغض النظر عن حجم الأسرة أو ظروفها المعيشية، ما يعني أنه بينما تعيش هذه العائلات في حال من الفقر، فإنها لا تُعد فقيرةً بما يكفي لتأهل أطفالها للحصول على وجباتٍ مدرسية.

وقد أيدت الدكتورة كينغدون الدعوات المطالبة بتقديم وجبات مدرسية مجانية لأطفال الأسر التي تتلقى مساعدات "الدعم الشامل"، لكنها قالت إن على الحكومة أن تذهب أبعد من ذلك وأن تقدمها لجميع الأطفال.

في هذا الإطار، أشار بحث نشرته الأسبوع الفائت مؤسسة "إنباكت أون أوربان هيلث" Impact on Urban Health، إلى أن توسيع نطاق تقديم الوجبات المدرسية المجانية ليشمل جميع الأطفال، يمكن أن يعزز الاقتصاد بمقدار 41 مليار جنيه استرليني (نحو 46 مليار دولار)، على شكل إيرادات وادخارات مستقبلية من تكاليف الرعاية الصحية ذات الصلة.

وكان أكثر من ألفي طبيب أطفال في المملكة المتحدة قد وجهوا عام 2020، رسالة إلى رئيس الوزراء آنذاك، يطالبونه فيها بتقديم قسائم لوجبات مجانية للأطفال، خلال العطلات المدرسية، وذلك في أعقاب الموجة الأولى من جائحة كورونا.

وعندما سُئلت الدكتورة كينغدون عن التبعات التي يشهدها أطباء الأطفال نتيجة ارتفاع كلفة المعيشة، أجابت: "لقد ارتفعت كلفة الغذاء إلى درجة لم يعد أمام الأهالي من خيارات سوى شراء طعام أقل كلفةً وجودةً وتغذيةً لأطفالهم. إن شراء قطع الدجاج ورقائق البطاطس المقدمة ضمن طبق جاهز، يظل أقل ثمناً من شراء فاكهة وخضروات. إن هؤلاء الآباء يبذلون قصارى جهدهم للاستمرار وسط ظروف مستحيلة".

وأضافت: "يلاحظ أطباء الأطفال آثار سوء التغذية سواءٌ في النمو السيء للأطفال المحرومين من جهة، أو في زيادة معدلات البدانة لديهم من جهة أخرى. ونشهد أيضاً مفاعيل ذلك على الأهالي بحيث بات من المألوف رؤية آباء يتخلون عن وجباتهم لتوفيرها لأطفالهم أو لتسديد فواتيرهم. إنه لأمر يفطر القلب".

وكانت البيانات الصادرة في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، عن "أن أتش أس ديجيتال"  NHS Digital، قد كشفت أن معدلات السمنة لدى الأطفال في عام 2020 - 2021 زادت بنسبة 4.5 في المئة، مع معاناة نحو 14 في المئة من الذين تتفاوت أعمارهم بين 4 و5 سنوات الآن من السمنة.

إلى ذلك، تظهر بيانات "الصحة العامة" أن نسبة الأطفال في الأسر ذات الدخل المنخفض، ارتفعت بنحو 15 في المئة خلال الفترة نفسها.

ونبهت الدكتورة كينغدون إلى أن "الأطفال المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص في الحديد ليس سوى رأس جبل الجليد. وسنبدأ في رؤية أطفال أقل قدرةً على التحمل وأكثر ميلاً إلى الإصابة بأمراض، من أولئك الذين لديهم إمكانية الحصول على وجبات مغذية".

وتساءلت أخيراً: "كيف يمكن أن نتوقع من طفل جائع أن يتلقى التعليم بشكل فعال وبأفضل ما لديه من قدرات؟ إنه ليس من المنصف أن نطلب هذا منه. هناك طبعاً مشكلات سلوكية مرتبطة بالجوع... ويؤكد لنا ذلك المعلمون بأنفسهم، إلى درجة ان عدداً منهم يدفعون على نفقتهم الخاصة كلفة إطعام بعض الطلاب. إنه لوضع مأسوي".

إشارة أخيراً إلى أن صحيفة "اندبندنت" اتصلت بوزارة التعليم البريطانية للتعليق على ما ورد في هذا الموضوع.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة