Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان... وتعطّلت لغة تأليف الحكومة والمسؤول ضمير مجهول 

انتظرها اللبنانيون قبل أن يطوي عام 2018 أيامه الأخيرة لكن خيبة أمل سادت الأجواء من جديد

حراك مدني في لبنان بعد ما تعطلت جهود تشكيل الحكومة

أجواء حكومية سوداء وسترات صفراء وسط مدينة بيروت قادتها ودعت إليها وسائل التواصل الاجتماعي تنديدا بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية ورفضا للواقع السياسي الذي لم يتغير ولم تشكل الحكومة بعد أكثر من سبعة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها.
وتجمّع عدد من المتظاهرين في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، وانطلقت التظاهرة من ساحة الشهداء باتجاه ساحة رياض الصلح وتقدّم المعتصمون باتجاه الحواجز الحديدية الفاصلة أمام السرايا الحكومية مردّدين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" ورشق البعض القوى الأمنية بعبوات المياه.
وأفيد بان المتظاهرين اقفلوا عددا من الطرقات وسط العاصمة ولا سيما تقاطع الأشرفية ساحة الشهداء، ومدخل الجميزة، واعتدى بعضهم على الأملاك العامة في ساحة الشهداء، وتدخل الجيش للتعامل مع الحراك حيث سقط عدد من الجرحى.
وتجمع عدد من المتظاهرين أمام مبنى وزارة السياحة، وعمد عدد منهم إلى تكسير واجهات بعض المحلات التجارية في شارع الحمرا الرئيسية ومحلات الصيرفة القريبة منها، مرددين هتافات "ثورة"، وسط انتشار أمني كثيف.
كما نفّذ العشرات من أهالي قرى وبلدات صور والزهراني جنوبي لبنان وقفة احتجاجية، قرب الطريق العام الواصل بين صيدا وصور في محلة القاسمية، احتجاجا على الوضع القائم وتردي الأوضاع الاقتصادية وتفشي البطالة واستشراء الفساد.
وتجمّع عدد من المتظاهرين عصرا عند دوار كفر رمان النبطية حبوش جنوبي لبنان احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة رافعين شعارات ضد المسؤولين.
وفي مدينة طرابلس شمالي لبنان نظم عشرات الأشخاص وقفة احتجاجية ورفعوا لافتات كتب عليها "ثورة المحرومين" وشددت كلمات المتظاهرين على الاستمرار بالتظاهرات السلمية حتى تحقيق المطالب.
ولاحقا أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنه مع تأكيدها احترام حق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي وأحقّية المطالب المعيشية التي يطالب بها المتظاهرون، فإنها تدعو إلى التظاهر السلمي وعدم التعدّي على الأملاك العامة والخاصة، مشددة على أنّها لن تسمح بالتعرض لهذه الأملاك، كما تدعو المتظاهرين إلى عدم الخروج عن السياق المطلبي المحدّد للتظاهرة.

"نكبة حكومية" في لبنان، أين منها "شادي" فيروز
الحراك المدني نشط فيما تعطلت لغة التأليف الحكومي في لبنان...وبدا الجميع يبحث عن "شادي"، والمطربة الكبيرة "فيروز" التي غنّت هذه الأغنية تحية إلى الشعب الفلسطيني وكان قد مرّ على النكبة عام 1967 عشرون عاما، أغنية بدت ملائمة مع الوضع الحكومي الراهن في لبنان، فأكثر من سبعة أشهر مرّت على تعثّر تشكيلها وبات اللبنانيون يطلقون على الأزمة الحكومية عبارة "النكبة الحكومية".
كل الاطراف تبرأت من جريمة التعطيل، وتاهت العقد بين الداخل والخارج تارة، وتارة أخرى بين إعادة توزيع الحقائب ورفض مختلف الأطراف المعنية إعادة النظر بما حصلت من حقائب، وبدت عقدة نواب "اللقاء التشاوري" أو نواب "سنة 8 آذار" في الظاهر مشكلة أساسية لكنها كشفت أن الأسباب تكمن في مكان آخر، أو على الأصح في أمنكة أخرى.
وفيما يصر فريق رئيس الجمهورية، أي رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على الحصول على الثلث الضامن في الحكومة العتيدة، لا يعترف تيار الرئيس عون بهذا المطلب بحجة أن الضمانة هي رئاسة الجمهورية وما لها من تحالفات مع مختلف الفرقاء.
ولعل أكثر ما في الموقف خطورة هو رفض إعادة توزيع الحقائب ولا سيما البيئة والصناعة لما لهما من مخصصات تقدر بملايين الدولارات في مؤتمر "سيدر" الذي يحوي في جعبته بين الهبات والديون الميسرة والودائع ما لا يقل عن 11 مليار دولار.
هذه الأجواء الملبدة والتي أعادت تشكيل الحكومة إلى مربعها الأول، أغضبت الرئيس المكلف سعد الحريري الذي لم يشارك في حفل ميلادي دعا إليه الرئيس عون في القصر الجمهوري، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بدا مصدوما من الموقف إذ تساءل، كيف نسمي وزيرا للقاء التشاوري ويكون ولاؤه لفريق آخر، أما حزب الله الداعم الرئيس لهؤلاء النواب السنة، فكسر صمته، وبدت مصادره  غير راضية عن موقف رئيس الجمهورية.
وهكذا فإن محاولة إلحاق مرشح "اللقاء التشاوري" مع حصة "التيار الوطني الحر" بائت بالفشل بسبب هذا اللقاء، و لم يكتب لتوزير "جواد عدرا" النجاح.
مع هذا يستمر رئيس الجمهورية، باتصالاته حيث جمعه لقاء في الساعات الأخيرة بالوزير جبران باسيل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وسط ترقب للخروج من المأزق مع اقتراب أعياد الميلاد أو العودة إلى المربع الأول وتعطيل مشروع تشكيل الحكومة.

المزيد من سياسة