هل يجب أن أعود إلى ارتداء كمامة في وسائل النقل العام من جديد؟

يشعر الخبراء بالقلق من أن موجة جديدة من كورونا تتسبب في زيادة عدد الإصابات في المملكة المتحدة مع اقتراب فصل الشتاء.

خلال الأسبوع المنتهي في 26 سبتمبر (أيلول)، أظهرت الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء أن 1.3 مليون شخص مصابون بفيروس كورونا، بعد أن كان عدد الإصابات 1.1 مليون في الأسبوع السابق.

كما أن عدد الأشخاص الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى بسبب المرض آخذ في الارتفاع أيضاً، وقد زاد بنسبة 37 في المئة الأسبوع الماضي.

ووفقاً لـ "هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" NHS England، فإن عدد الأشخاص المصابين بكورونا الذين دخلوا المستشفى ابتداء من الساعة الثامنة صباحاً يوم الأربعاء 5 أكتوبر (تشرين الأول)، بلغ 9631 شخصاً، وهو أعلى رقم سُجّل منذ 3 أغسطس (آب).

وإضافة إلى ارتفاع عدد حالات كورونا، يشعر العلماء بالقلق أيضاً من احتمال حدوث زيادة في الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

في ويلز، يشير العلماء الحكوميون إلى أن كل تلك الحالات قد تشكل أكثر من الربع (28 في المئة) من إجمالي سعة الأسرّة في المستشفيات في حال وقوع "السيناريو الأسوأ" في ذروة الشتاء.

ونظراً لأن الناس يقضون وقتاً أطول في الداخل ويستخدمون وسائل النقل العام في كثير من الأحيان من أجل تجنّب البرد، فكثير من الناس يتساءلون ربما عما إذا كان علينا ارتداء أقنعة الوجه في الحافلات والقطارات من جديد على الرغم من عدم وجود توجيه رسمي للقيام بذلك.

إليك كل ما تحتاج إلى معرفته.

هل يجب أن أرتدي قناعاً للوجه في وسائل النقل العام؟

على الرغم من أن الحكومة لم تفرض استخدام أقنعة الوجه في وسائل النقل العام كما فعلت العام الماضي، إلا أن العدد المتزايد لحالات كورونا قد يدفع مزيداً من الأشخاص إلى وضع الكمامات بهدف حماية أنفسهم والآخرين.

بعض الشركات، مثل "النقل في لندن" Transport for London، توصي بشدة بأن يستخدم الركاب أقنعة الوجه، بيد أنها ليست إلزامية.

لقد أظهرت الدراسات أن ارتداء قناع الوجه يمكن أن يقلل من عدد الجزيئات الحاملة للفيروسات المنبعثة من أنف الشخص المصاب وفمه، بالتالي فهو يمنع المرض من الانتشار.

وتشجع الإرشادات الرسمية للتعايش مع كورونا الأشخاص على التفكير في ارتداء كمامة "عندما تكون معدلات الإصابة مرتفعة وأنت على مسافة قريبة جداً من أشخاص آخرين، كما هي الحال في الأماكن المزدحمة والمغلقة". وهذا يشمل القطارات والمترو والحافلات المكتظة.

وكذلك، توصي تلك الإرشادات بوضع كمامة عندما "يكون هناك عدد كبير من فيروسات الجهاز التنفسي المنتشرة، كما هي الحال في فصل الشتاء" وعندما يزيد احتمال تواجد الناس في الأماكن المغلقة المزدحمة.

لذا، يجب على أي شخص يعاني من أعراض فيروسية أو أتت نتيجة اختبار إصابته بكورونا إيجابية، أن يرتدي "غطاء مناسباً للوجه أو كمامة" إذا كان عليه مغادرة منزله، وذلك للمساعدة في تقليل انتشار المرض.

 كيف أعرف إذا كنت مصاباً بفيروس كورونا؟

غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بكورونا من عدد من الأعراض الشائعة. ويمكنك أيضاً التحقق ما إذا كنت مصاباً من خلال إجراء فحص منزلي يمكنك شراؤه عبر الإنترنت.

وقد تكون مصاباً بكورونا إذا أحسست بالأعراض الآتية:

• حرارة مرتفعة
• ظهور سعال جديد ومستمر
• فقدان أو تغير في حاسة الشم أو التذوق
• ضيق في التنفس
• إعياء
• التهاب الحلق
• وجع الجسم
• صداع في الرأس
• انسداد الأنف أو سيلانه
• فقدان الشهية
• إسهال
• الشعور بالغثيان أو المرض

 ما هي الإجراءات الأخرى التي يجب أن أتخذها هذا الشتاء؟

العلماء والمسؤولون الحكوميون يحثّون عامة الناس على الحرص على حصولهم على لقاح الإنفلونزا وجرعة معززة من لقاح كورونا إذا كانوا مؤهلين لذلك.

وفي لندن، دعا رئيس البلدية صادق خان فئة المؤهلين للحصول على لقاحاتهم في أسرع وقت ممكن، بعد أن تلقّى اللقاح بنفسه في محاولة لتشجيع الآخرين.

وتقدم "هيئة خدمات الصحة الوطنية" NHS جرعة معززة من لقاح كورونا ولقاحَ الإنفلونزا لمجموعة واسعة من الأشخاص من أجل المساعدة في تقليل تأثير الفيروسات، علماً أن مجموعة العيادات الطبية والصيدليات هي من بين الجهات التي تقدم اللقاحات.

وقال خان إن الحصول على اللقاحين سيساعد في تقليل خطر "الجائحة المزدوجة" هذا الشتاء.

وصرّح في بيان: "بفضل نجاح لقاح كورونا المنقذ للحياة، أصبحت مدينتنا لحسن الحظ في مكان مختلف تماماً عما كنا عليه في هذا الوقت من العام الماضي، ولكن مع حلول فصل الشتاء، من المهم حقاً أن نتذكر جميعاً أن فيروس كورونا والإنفلونزا ما زالا موجودين".

وأضاف: "كلا هذين المرضين يمكن أن يهدد الحياة، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا من أجل حماية أنفسنا وتقليل احتمال حصول "جائحة مزدوجة"، ما قد يزيد الضغط على مستشفياتنا وخدمات الرعاية الصحية لدينا. إنني أحث سكان لندن المؤهلين على قبول تلقّي لقاح الإنفلونزا وجرعة كورونا المعززة في أقرب وقت ممكن وذلك لمصلحتهم الخاصة ومصلحة أحبائهم ومصلحة هيئة خدمات الصحة الوطنية".