Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

  هل يختطف ترمب عيد الاستقلال؟

 الرئيس يريد "تَحيا أميركا" حدثا مبهرا... والديمقراطيون يتهمونه بتسييس الاحتفال

يحتفل الأميركيون في الرابع من يوليو (تموز) كل عام بعيد الاستقلال الأميركي عن بريطانيا، لكن احتفال هذا العام المقرر الخميس أثار انقسامات بين الجمهوريين والديمقراطيين بسبب اعتزام الرئيس دونالد ترمب تغيير الصيغة التي اعتادها الأميركيون في هذه المناسبة، حيث دعا أنصاره للمشاركة بعشرات الآلاف والحضور بالأعلام الأميركية إلى المتنزه الوطني المعروف باسم "ناشيونال مول"، وهو الحديقة الممتدة من مبنى الكونغرس إلى نُصب إبراهام لينكولن في قلب واشنطن، حيث سيلقي ترمب خطابا للشعب من أمام النُصب التذكاري، كما يُنتظر أن تشهد العاصمة عرضا عسكريا لم تألفه واشنطن من قبل، في تشبّه واضح بعرض "يوم الباستيل" في باريس عام 2017، الذي انبهر به ترمب برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقرر منذ ذلك اليوم محاكاته للتعبير "عما تستحقه أميركا من مكانة وقوة في العالم".

 الرئيس ترمب، الذي يشرف بنفسه على التفاصيل الدقيقة للاحتفال، وفقا لتسريبات الصحافة الأميركية، لم يُخفِ رغبته في أن يكون عيد الاستقلال رقم 243 مختلفا تماما عما كان عليه في الماضي، حيث اعتاد الرؤساء السابقون الاكتفاء بتحية القوات الأميركية واستضافة عائلات منهم في البيت الأبيض.

طائرات ودبابات وألعاب نارية
هذه المرة طالب ترمب أنصاره خلال جولاته الانتخابية قبل أسابيع بالإقبال بكثافة على احتفال أطلق عيه اسم "تحيا أميركا"، كما أصدر أوامر بتحليق طائرات عسكرية خلال الاحتفال، بما فيها طائرته الرئاسية المعروفة باسم "إير فورس وان"، فيما قال مسؤولون -رفضوا الكشف عن أسمائهم- إن ترمب مهتم أيضا بعرض من طائرات إف 35 الشبحية المقاتلة التي حلّقت قبل أيام فوق البيت الأبيض، فضلا عن مشاركة طائرات "هيلوكوبتر" عسكرية في سماء العرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما توقع مسؤولون مشاركة عسكريين لن يقل عددهم عن 300، تجرى مفاوضات من أجل الدفع بمشاركة محدودة لمعدات عسكرية ثقيلة في العرض، مثل دبابات "أبرامز" أو مدرعات "برادلي"، ولكن في وضع ثابت وليس متحركا، حتى لا تتسبب هذه المعدات التي يزيد وزنها على 60 طنا، في إتلاف طرق العاصمة الأميركية، وهو ما كان مجلس مدينة واشنطن قد رفضه سابقا حين طرح ترمب قبل أشهر فكرة إقامة عرض عسكري في "يوم المحاربين"، وألغي الاحتفال بسبب الضجة التي صاحبته في وسائل الإعلام والاعتراضات السياسية على تكلفته التي بلغت 92 مليون دولار، منها 50 مليون دولار من ميزانية وزارة الدفاع.

وفيما تجرى استعدادات تنظيم الاحتفال على قدم وساق في تكتم شديد هذه المرة منعا لضجة جديدة قد تُفسد التخطيط للاحتفال، إلا أن المؤكد أن الرئيس ترمب سيلقي خطابا من أمام نصب "لينكولن" التذكاري، حيث ستوجه دعوات لعدد من الشخصيات المهمة لحضور الخطاب، قبل أن تشهد سماء العاصمة الأميركية ألعابا نارية ضخمة مع غروب الشمس تستمر 35 دقيقة ترسم صورة للعلم الأميركي في عرض منها، وتحمل حروف الولايات المتحدة "يو إس إيه" إلى سماء العرض في واحدة أخرى لم تقدمها أية ألعاب نارية من قبل، وسيكون إطلاق الألعاب النارية من على شاطئ نهر "بوتوماك" المجاور لنصب لينكولن، وتتبرع به شركتان بتكلفة 750 ألف دولار.

اتهامات بتسييس الاحتفال
غير أن الديمقراطيين في الكونغرس اعترضوا على التغييرات التي سيحدثها ترمب في شكل الاحتفال، فأرسلوا رسالة إلى الإدارة الأميركية عبّروا فيها عن قلقهم من أن الرئيس يستغل هذه المناسبة الوطنية غير الحزبية، ويستنزف أموال دافعي الضرائب لـ"تسييس" هذا اليوم، وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، ستيني هوير " إن الاحتفال سيعطي مظهرا متلفزا لحملة حزبية انتخابية على نفقة الشعب الأميركي، ومن المحزن أن يحوّل الرئيس الاحتفال إلى حشد سياسي"، مؤكدا أن الاحتفال في جوهره يتعلق بالحرية والديمقراطية وليس السياسة من منظور حزبي أو سياسة الاستقطاب والخلافات.

معلقون سياسيون في شبكات تلفزيونية رئيسة، عبروا عن اعتقادهم بأن ترمب يريد أن يختطف العيد الوطني للولايات المتحدة، ويوظفه لصالحه بأن يضع نفسه في مركز الاهتمام ليجعل هذا اليوم احتفالا بـ"أميركا ترمب" وليس احتفالا بعيد استقلال أميركا، لكن آخرين اعتبروا أن الشعب الأميركي يرغب في التغيير ويريد رؤية بلده في أزهى صورة تليق بأمة رائدة هي الولايات المتحدة.

خطاب ترمب وطني غير حزبي
في المقابل حاول ديفيد بيرنهارت، وزير الشؤون الداخلية المسؤول الأول عن المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية والغابات، تهدئة مخاوف الديمقراطيين، حين قال أمام الكونغرس إن "خطاب الرئيس ترمب لا يستهدف الترويج لنفسه"، مؤكدا أنه سيكون خطابا بلغة وطنية غير حزبية وأن الرئيس يحب الفكرة كما يحبها الأميركيون، كما تعهد الوزير بعدم إنفاق أموال دافعي الضرائب في مهمة دعائية بما يمثل انتهاكا للقوانين الفيدرالية.

وزارة الدفاع الأميركية لم تفصح حتى الآن عن تقدير تكلفة العرض العسكري المتوقع خلال هذا الاحتفال، لكن صحيفة "واشنطن بوست" تحدثت عن أن التكلفة ستصل إلى عدة ملايين من الدولارات بحساب الوقود والصيانة للطائرات، مشيرة إلى أن تكلفة طيران الساعة الواحدة من طائرة إف 35 تبلغ 30 ألف دولار، كما تزيد تكلفة تسيير طائرة الرئيس في الساعة الواحدة على 140 ألف دولار.

حشود مؤيدة وتظاهرات معارضة
الرئيس ترمب الذي غرّد من قبل على "تويتر" مطالباً الشعب الأميركي بالاحتشاد في هذا الحدث الذي يريد له أن يكون فخما ومبهرا، يتوقع أن يكرر تغريداته خلال الساعات المقبلة لحثهم على مشاركة كثيفة ومؤثرة تعكسها شبكات التلفزيون الأميركية التي ستغطي الحدث بكثافة، لكن الاحتفال لن يضمّ على ما يبدو أنصار الرئيس الأميركي  فقط، حيث قرّر خصوم ترمب من جماعة تطلق على نفسها اسم "كود بينك"، وهي منظمة تدعو للسلام وتطالب بتحويل الميزانية العسكرية إلى التعليم والصحة، التظاهر في المتنزه الوطني إلى جوار المشاركين المؤيدين للرئيس وطلبوا السماح لهم بإطلاق بالون "بيبي ترمب" في سماء الاحتفال، كما فعلوا خلال زيارة ترمب الأخيرة إلى لندن، إلا أن مفاوضات تجرى الآن مع السلطات لمعرفة ما إذا كان "البالون" سيتعارض مع القيود الخاصة بالطيران في ذلك اليوم.

كما تعتزم مجموعة من كبار الموظفين في الولايات المتحدة يسمون أنفسهم "اجعل الأميركيين أصدقاء مجددا "، تنظيم غناء جماعي في نفس توقيت خطاب ترمب.

المتحدث باسم خدمة المتنزهات الوطنية التي تشرف على المتنزه الوطني، وقف على الحياد، قائلا "المنطقة مفتوحة لاستقبال الجميع للتعبير عن حقوقهم في التعبير وفقا للتعديل الأول من الدستور الأميركي"، مؤكدا أن جميع فعاليات يوم الاستقلال بما فيها التظاهرات المتوقعة سوف تجرى في أمان للمشاركين والزوار.

من ناحيتها، أصدرت وزارة الشؤون الداخلية بيانا قالت فيه إن "الاحتفال سيكون رائعا وسوف نسمح بأعداد متزايدة للاستمتاع بالموسيقى ومشاهدة الطائرات والألعاب النارية وخطاب القائد الأعلى وهو الرئيس ترمب".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات