Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفلسطينيون يواجهون الحصار الإسرائيلي بـ"العصيان والإضراب"

جيش تل أبيب يخنق 130 ألفاً في 5 مناطق بحثاً عن منفذ هجوم شعفاط ومطالبات للاتحاد الأوروبي وأميركا بالتدخل

فرض الجيش الإسرائيلي حصاراً مشدداً على المدن والبلدات الفلسطينية التي يشتبه في خروج مسلحين منها وذلك عقب مقتل أربعة من جنوده خلال الـ30 يوماً الماضية في ظل سقوط أكثر من 170 فلسطينياً منذ بداية العام الحالي.

وبعد خمسة أيام على إغلاق الجيش مخيم شعفاط والبلدات المحيطة به في شمال شرقي القدس إثر مقتل مجندة إسرائيلية على حاجز عسكري، أقفلت قواته مداخل مدينة نابلس، صباح الأربعاء 12 أكتوبر (تشرين الأول)، عقب مقتل جندي أمس في شمال غربي المدينة.

ورداً على ذلك لجأ أكثر من 130 ألف فلسطيني في خمس مناطق بشمال شرقي القدس إلى العصيان المدني احتجاجاً على "الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم الذي شل مظاهر الحياة فيها".

وأعلن الأهالي حال العصيان المدني المفتوح بما يشمل إغلاق المدارس والمحال التجارية ومنع السير بالمركبات إلا للحالات الضرورية وعدم خروج العمال للعمل ودعوة مدارس القدس إلى المشاركة في الإضراب والإغلاق.

ومنذ مساء السبت الماضي، أغلق الجيش الإسرائيلي مخيم شعفاط ورأس خميس ورأس شحادة وعناتا وضاحية السلام إثر الهجوم الذي وقع على حاجز مخيم شعفاط وأدى إلى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة آخر بجروح حرجة.

كماشة إسرائيلية

وبين فكي كماشة وضع الجيش الإسرائيلي المناطق الخمس، حيث أغلق حاجز المخيم ووضع حاجزاً آخر على مدخل عناتا الشرقي في ظل إحاطة الجدار العازل بالجهتين الأخريين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبسبب الحصار غابت مظاهر الحياة عن تلك المناطق التي يحمل نصف سكانها هويات مقدسية تتيح لهم دخول القدس، فيما يحمل البقية هويات فلسطينية.

ويشن الجيش والشرطة الإسرائيليان حملة أمنية داخل مخيم شعفاط للبحث عن الشاب عدي التميمي، المتهم بتنفيذ الهجوم على حاجز المخيم.

وكان الشاب الذي يقيم في المخيم ترجل، السبت، من مركبته وأطلق الرصاص من مسافة الصفر باتجاه قوات الجيش الإسرائيلي على الحاجز.

عقاب جماعي

وقال المحامي الفلسطيني مدحت ديبة من أهالي مخيم شعفاط إن الفلسطينيين في تلك المنطقة طالبوا وزيري الدفاع والأمن الداخلي الإسرائيليين "برفع فوري للحصار المفروض عليهم من دون أي سبب"، مشيراً إلى أن الرد جاء أن "الموضوع قيد المتابعة".

وخلال وجوده أمام حاجز شعفاط أوضح ديبة أن الشرطة الإسرائيلية أرسلت مندوباً للاستماع إلى مطالب الفلسطينيين، مضيفاً أن الحصار يعتبر "انتقاماً جماعياً إسرائيلياً للفلسطينيين" وأن إسرائيل "استغلت الهجوم من أجل ذلك"، وشدد ديبة لـ"اندبندنت عربية" على أن الاعتصام سيتواصل حتى رفع الحصار الكامل عن أكثر من 130 ألف فلسطيني.

كارثة إنسانية

من جانبه حذر رئيس وحدة شؤون القدس في الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي من "كارثة إنسانية تهدد أكثر من 130 ألف فلسطيني بسبب الحصار الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن الخدمات الصحية غير متوافرة والأغذية على وشك النفاد، وقال لـ"اندبندنت عربية" إن الرئاسة الفلسطينية طالبت الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية والأمم المتحدة "بالضغط على إسرائيل لرفع حصارها عن مخيم شعفاط ومحيطه وحماية المدنيين".

أشكال المقاومة الناجعة

بدوره اعتبر الناطق باسم حركة "فتح" في القدس محمد ربيع أن العصيان المدني "أحد أشكال المقاومة الشعبية الناجعة ضد جرائم إسرائيل"، وأشار إلى أن "إسرائيل بإجراءاتها العقابية تحاول التغطية على فشلها وهزيمتها أمام صمود أبناء شعبنا ومقاومته".

ومساندة لأهالي مخيم شعفاط عم الإضراب التجاري محافظات الضفة الغربية وتعطلت الدراسة في مختلف الجامعات، فيما علقت نقابة المحامين العمل أمام جميع المحاكم، كما شمل الإضراب التجاري والتعليمي محافظة القدس وخلت الشوارع من المارة.

وأكد أهالي شعفاط وعناتا أن هذا العصيان والإضراب سيستمران حتى فك الحصار وعودة الحياة إلى طبيعتها.

وفي محافظة نابلس عم الإضراب التجاري أسواق المدينة وسط إجراءات مشددة وإغلاق لمداخلها من قبل القوات الإسرائيلية.

وفي محافظة الخليل شل الإضراب مرافق الحياة بمناطق عدة، بما في ذلك الجامعات، فيما اندلعت مواجهات بين الشبان والجيش الإسرائيلي في منقطة باب الزاوية.

وفي نابلس، أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق معظم مداخل المدينة "لزيادة الضغط عليها"، اعتباراً من الأربعاء في ظل البحث عن منفذي هجمات مسلحة في المنطقة وقعت خلال الأيام الماضية كان آخرها مقتل جندي إسرائيلي شمال غربي المدينة.

قد يستغرق أياماً عدة

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الإغلاق "قد يستغرق أياماً عدة"، مضيفاً أن مجموعة "عرين الأسود" تسببت في تشويش سير حياة مواطني نابلس والمنطقة.

وكانت المجموعة أعلنت عن "إضراب عام واشتباك شامل في كل نقطة بالضفة الغربية تضامناً مع أهالي مخيم شعفاط في القدس الذين يواجهون الحصار والتضييق الإسرائيليين".

المزيد من متابعات