Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الألغام نذر بتر وحرق تتربص بأطفال اليمن يوميا

مقتل وإصابة 6 بانفجار ألغام في مناطق متفرقة خلال أيام

الأطفال ضحايا هذا النوع من وسائل القتل شبه العمد (اندبندنت عربية)

قتل وأصيب ستة أطفال جراء انفجار ألغام في مناطق متفرقة من اليمن، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وطبية، كانت تلك آخر حصيلة لجحيم الطفولة في اليمن، جراء أهوال الحرب التي عصفت بالبلاد جراء انقلاب الحوثيين على السلطة في صنعاء.

وقالت مصادر محلية لـ"اندبندنت عربية" إن لغماً أرضياً في مديرية مجزر بمحافظة مأرب انفجر في ثلاثة أطفال كانوا يلعبون بجوار منزلهم، مما أسفر عن مقتل اثنين وهما (صقر محمد سنان "ثماني سنوات"، وقائد عبدالله خيمة "12 سنة") وإصابة الطفل ناجي سعد "10 سنوات" بجروح متفرقة في جسده وبتر إحدى قدميه.

فيما أفاد مصدر طبي في محافظة الحديدة أن الطفل عبده أحمد خضري قتل مساء قبل ذلك، على أثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحوثي ونفوق ماشية أغنام كان الطفل يرعاها بمديرية الدريهمي جنوب المحافظة.

 

وفي محافظة تعز أفادت مصادر محلية أن طفلتين شقيقتين أصيبتا بجروح خطيرة، نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الألغام الحوثية.

تشوهات وبتر

وقال ناشطون محليون إن الطفلتين ندى منصور البريهي "10 سنوات" وأختها نداء منصور البريهي "16 سنة" أصيبتا بانفجار لغم أثناء جمعهما الحطب، ظهر يوم الجمعة الماضي في مدينة تعز.

ووفقاً للناشطين أصيبت ندى بجروح خطيرة وبترت يدها اليمنى وتوزعت شظايا في جسدها، بينما أصيبت الطفلة نداء في قدمها اليسرى وانتشرت شظايا في جسدها.

وفي هذا السياق قالت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان إشراق المقطري لـ"اندبندنت عربية" إن فترة الهدنة من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول) كانت أكثر فترة حدث فيها انفجار ألغام وزراعة ألغام.

وأضافت أنهم في اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، في شهري أغسطس (آب) وسبتمبر الماضيين تمكنوا من توثيق 135 ضحية من ضحايا الألغام، بينهم 38 طفلاً أصيبوا إصابات مختلفة، بما فيها البتر و18 طفلاً قتلوا بالألغام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفتت إلى أن أكثر الحالات التي تم توثيقها "هم أطفال كانوا في أوضاع تعتبر بالنسبة إليهم آمنة، أثناء جلب المياه أو تجميع الحطب في أماكن آمنة، لكن للأسف مثل هذه الأماكن أصبحت مزروعة بالألغام". 

لماذا الأطفال؟ 

وفي اعتقاد المقطري فإن فكرة الأمان كانت حاضرة بالنسبة إلى الأطفال في أذهانهم، إلا أن الواقع كان خلاف ذلك، فالألغام منتشرة بشكل موسع في محافظة تعز والحديدة وأيضاً "هناك وقائع في محافظات البيضاء وشبوة ومأرب وحجة والجوف، لكن النسبة الأعلى في الحديدة الساحلية تليها محافظة تعز، وغالبية من تعرضوا لحوادث انفجار ألغام في مناطق كانت غالبها مناطق سكانية آمنة، إضافة إلى أنها بيئة تعتبر من المناطق المحظورة في زراعة الألغام مثل المزارع والممرات وأماكن وجود الحطب وآبار المياه والموارد التي تساعد المواطنين بخاصة المدنيين والنازحين منهم في التحرك وإكمال بقية مشوار الحياة بشكل أفضل"، مما يعني في نظرها أن هذا النوع من الجرائم أصبح ممنهجاً وليس عشوائياً "بهدف الإضرار بالضحايا لأن الألغام يعرف عنها أنها لا تحقق هدفاً عسكرياً، فهي تؤدي حتماً إلى البتر أو التشويه أو التعذيب أو موت الأرض التي توجد فيها الفرص".

ومع تراجع وتيرة العمليات العسكرية في ظل الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن، حصدت الألغام مئات الضحايا والجرحى والمبتورين في عدد من مناطق اليمن.

من جانبه قال المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري في حديثه لـ"اندبندنت عربية" إنهم رصدوا ووثقوا سقوط 273 ضحية من المدنيين هم 81 قتيلاً مدنياً منهم 43 طفلاً وخمس نساء، إضافة إلى 192 جريحاً بينهم 82 طفلاً و13 امرأة، معظم هؤلاء الجرحى أصيبوا بجروح بليغة، وكثير منهم مجبرون للتعايش مع إعاقاتهم المستديمة نتيجة حوادث الألغام التي زرعها الحوثيون في مناطق واسعة من اليمن.

 

الهدف ليس عسكرياً

 ولفت الحميري إلى أن مدينة الحديدة الساحلية هي أكثر محافظة ملوثة بالألغام التي زرعها الحوثيون، وأنه خلال فترة الهدنة تم رصد وتوثيق سقوط 93 ضحية مدنية (قتلى وجرحى) بالمحافظة الساحلية، فيما توزع باقي الضحايا في محافظات مثل تعز والبيضاء ومأرب وشبوة.

وأضاف الحميري "إننا نسجل يومياً سقوط ضحايا مدنيين في مديرية نهم شرق صنعاء، وهذا يؤكد بأن معظم عمليات الزراعة للألغام تمت في مناطق مدنية، وأن الهدف من هذه الأعمال الإجرامية لم يكن غرضاً عسكرياً، بل استهداف للحياة عموماً".

ويتبادل أطراف الصراع في اليمن المسؤولية حول زراعة هذا النوع من وسائل القتل شبه العمد، إلا أن التقارير الدولية والمستقلة تؤكد أن الحوثيين كانوا أكثر أطراف الصراع بثاً للرعب على هذا الصعيد، في خطوة استدعت تخصيص السعودية والأمم المتحدة برنامجاً شاملاً يدعى "مسام" لنزع الألغام المزروعة من جانب الميليشيات في البلد المنكوب.

المزيد من تقارير