Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصريحات ماي حول رياضة المشي التي جعلتها تلمس مخاطر التغير المناخي... تثير عاصفة من الغضب

تتحّرك المملكة المتحدة ببطىءٍ نحو تصفير الانبعاثات الكربونية وهي تتجه إلى عدم الوفاء بوعدين قطعتهما على نفسها بتقليص نسبته بحلول عامي 2025 و2030

رئيسة الوزراء تيريزا ماي خلال ممارستها رياضة المشي وإلى جانبها زوجها فيليب (غيتي)

كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي هدفاً لموجة من الانتقادات الغاضبة بسبب تصريحها بأنّها أدركت أهمية تقليص انبعاثات غازات الدفيئة بفضل  مراقبتها ذوبان الكتل الجليدية أثناء إجازتها،  وذلك على الرغم من أنها تتلقى بانتظام نصائح "من أفضل العلماء في العالم" حول ضرورة اتخاذ تدابير حاسمة.

وكانت ماي قالت لصحافيين أن مراقبة ذوبان الجليد في سويسرا، في 10 سنوات دأبت خلالها على قضاء إجازاتها بمزاولة رياضة المشي هناك برفقة زوجها فيليب ، حملتها على "إدراك" حقيقة الاحترار العالمي.

وقد دخل التشريع الذي ينصّ على هدف تصفير المملكة المتحدة للانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050  حين تتساوى نسبة انتاجها من ثاني أوكسيد الكربون مع نسبة ما تزيله من هذا الغاز الموجود في الجو، حيّز التطبيق كجزء من القانون.  وجاء ذلك  فيما كانت  ماي تستعد للسفر إلى اليابان للمشاركة في اجتماع قمة العشرين السنوي هناك.

كانت رئيسة الوزراء قد  قدمت مشروع القانون في وقت سابق من الشهر الحالي. بيد أنها لم تطرحه إلا في اعقاب اعلانها التنحي من رئاسة الوزراء بعد ثلاثة اعوام تقريباً من توليها هذا المنصب، مما يوحي أنها أرادت من خلال قانون تصفير الانبعاثات الكربونية تأمين إرث يحفظ اسمها  بعد فشلها في تنفيذ مشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وسرعان ما رفع المنتقدون أصواتهم قائلين أنها لو اعتبرت الأمر أولوية حقيقية فعلاً، لكانت اتخذت إجراءات مناسبة حياله في بداية ولايتها أي في العام 2016.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويُعتبر القانون الجديد نسخة محدّثة لتعهّد استند إلى مشورة سابقة من لجنة تغير المناخ، و يعود تاريخه إلى عام 2008 بتقليص الانبعاثات بنسبة 80% بحلول العام 2050. لكن رغم تعهّد المملكة المتحدة بذلك، كان عملها بهدف إزالة الكربون بطيئاً. وهي تتجه إلى عدم الوفاء بعهدين قطعتهما على نفسهما للعامين 2025 و2030.

في هذه الاثناء، أشار البروفيسور مارك ماسلين من كلية لندن الجامعية، إلى إن  ماي لم تستمع يوماً إلى تحذيرات خبراء المناخ الذين دأبوا لسنوات على إبلاغها ضرورة تقليص الانبعاثات جذرياً.  

وقال ماسلين لصحيفة " اندبندنت " إن "في وسع ماي الوصول إلى أفضل العلماء المتخصصين بشؤون المناخ في العالم. وخلال فترة توليها رئاسة الوزراء، كان في المملكة المتحدة قانونٌ يحتّم تقليصنا لانبعاثاتنا بنسبة 80% بحلول عام 2050 ، كما كانت لديها لجنة تطلعها باستمرار على سبل تحقيق هذا الهدف.. وعلى الرغم من ذلك كلّه، لم تدرك إلا الآن خطر تغيّر المناخ . هذه  في الحقيقة خطوة أقل بكثير مما ينبغي وهي تأتي ربما بعد فوات الأوان.. لم تُعر ماي وحكومتها أي اهتمام لموضوع تغيّر المناخ".

ومن جانبه، انتقدها مايك تشايلدز، رئيس قسم العلوم في شبكة "أصدقاء الأرض" البيئيّة ، لأنها لم تتحرك من قبل في ضوء ملاحظاتها.  وفي تصريح لـ "اندبندنت "، قال " إن كان اليوم الواحد فترة طويلة في عالم السياسة فالعقد فترة طويلة جداً مرّت قبل أن تعي رئيسة الوزراء أثر تغير المناخ الكارثي وهو ما تعترف بأنها شهدته بأمّ عينها".

واضاف "ندرك مخاطر بلوغ الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية، لذا من واجب أي حاكم أن يبذل كل ما في وسعه بأسرع وقت ممكن كي يتدارك هذا الخطر العظيم. ولا يُعدّ التصرف متسرعاً في مجال التخفيف من آثار الفوضى المناخية، مهما جاء على عجل". 

إلى ذلك، كانت ماي قد أعربت عن نيتها توظيف المشاركة في آخر قمة عالمية لها كرئيسة وزراء، من أجل حضّ الاقتصادات الكبرى الأخرى الممثلة في اجتماع أوساكا على السير على خطى المملكة المتحدة في التصدي لحالة الطوارئ المناخية. 

أما البروفيسور ماسلين فقال "ما أوصلها إلى هذه الرؤية المستجدة هو تغيّر العالم من حولها فحركة تمرد الانقراض والإضرابات بسبب المناخ والناشطة غريتا ثانبرغ وحتى قنوات هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي) ونتفليكس كلها تعمل على تغيير الرأي العام إلى درجة جعلت أكثر السياسيين تشبثاً بأفكار محافظة، يدركون في نهاية المطاف أن عليهم أن يكونوا في صف الموقف التاريخي الصحيح".

وفي معرض شرحها تحوّل الاحترار العالمي إلى مسألة تعنيها شخصياً ، قالت  ماي "عندما أمشي بصحبة فيليب في سويسرا نقصد بقعة معيّنة يظهر فيها التراجع السريع للكتلة الجليدية على امتداد العقد الأخير مما جعلني أدرك أهمية موضوع تغيّر المناخ".

وأضافت "إنّ مجموعة الدول العشرين مسؤولة عن 80% من الانبعاثات،  لذا فالمسألة لا تنحصر بما تفعله المملكة المتحدة فقط بل بالعمل الذي يمكننا إنجازه معاً..سأحمل رسالة إلى القادة الآخرين بشأن ضرورة أن يبذلوا جهودهم في هذا الإطار ويسيروا على خطى المملكة المتحدة في التصرّف إزاء هذا الموضوع".

ولفتت ماي التي كانت تتحدث على متن طائرتها الرسمية، إلى "سأتناول في حديثي أهمية استمرارنا في العمل معاً والتعاون والعمل مع الشركاء الدوليين..ويسرّني جداً أن أقول إنه عندما نترجل من الطائرة سيكون هدف بلوغنا صفر انبعاثات بحلول العام 2050 قد أصبح قانوناً في المملكة المتحدة، وهذه مساهمة مهمة لأنها تضمن عدم مشاركتنا في تغير المناخ في المستقبل".

من ناحيته، قال مورتين تايسن أحد الناشطين في مجال المناخ في فرع  منظمة غرينبيس في المملكة المتحدة  إن"من السهل عقد المقارنة بين الوقت الذي استغرقته رئيسة الوزراء كي تدرك مخاطر تغير المناخ والبطء المعهود للكتل الجليدية التي ألهتمها هذه الفكرة".

وتابع "ولكن بعد قبولها أخيراً بالتصدي لهذا التحدي وبوضع هدف رائد عالمياً  فلبلوغ صفر انبعاثات ،من الضروري أن يتحرك خليفتها بسرعة أكبر من سرعة الجليد، لتطبيق السياسات والاستثمارات الحكومية التي نحتاجها من أجل إدارة حالة الطوارئ المناخية التي نعيشها".  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة