Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قيادات من فتح تجد مستقرا لها في غزة لتنفيذ برامجها السياسية

عرضت حركة "حماس" على ناصر القدوة توفير الحراسة وضمان أمنه

القيادي المفصول من حركة فتح ناصر القدوة لدى وصوله إلى قطاع غزة للاستقرار فيها (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

مع تقرب حركة "حماس" من جميع الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية ومحاولتها خلق تحالف سياسي قوي، سعت إلى الترويج لفكرة أن غزة منطقة مناسبة للعمل السياسي ويتوفر فيها المناخ الأمني المناسب لذلك، وإثر ذلك بدأ قياديون بارزون في حركة "فتح" وفصائل أخرى بالوصول إلى المدينة لممارسة النشاط السياسي من داخل القطاع.

وكان آخر من وصل إلى غزة القيادي المفصول من حركة "فتح" ناصر القدوة، إذ بعد عام من توقفه عن ممارسة العمل السياسي ومغادرته الأراضي الفلسطينية على خلفية خلافه مع رئيس السلطة محمود عباس، عاد للقطاع عقب تنسيق مع "حماس" في مسعى إلى استئناف نشاطه السياسي، على رغم أنه لم يعتد على زيارة غزة طوال الفترة الماضية التي سيطرت فيها "حماس" على تلك المنطقة.

وبحسب القدوة، فإنه قرر الإقامة في غزة لمدة طويلة لأنه يعتبر أن فيها جواً من الحرية وبيئة سياسية وأمنية مناسبة لبدء حواره مع الفصائل الفلسطينية وممارسة نشاطه من دون قيود أو تهديد.

ولم يكن القدوة الشخصية السياسية الوحيدة التي وصلت إلى غزة لممارسة عملها التنظيمي، بل سبقه قياديون آخرون من حركة "فتح" وفصائل سياسية أخرى، بالتوجه إلى القطاع، سواء للاستقرار فيه أو لتأدية مهام سياسية ثم العودة لمقار إقامتهم.

قيادات من "فتح" وغيرها

ومن بين القيادات الفتحاوية التي استقرت في غزة النائبان في المجلس التشريعي الفلسطيني ماجد أبو شمالة وعلاء ياغي، إضافة إلى عضو المجلس الثوري للحركة سفيان أبو زايدة، فضلاً عن عودة عدد من كوادر أخرى تابعة للتيار الإصلاحي في "فتح" الذي يقوده القيادي المفصول محمد دحلان.

ومن خارج "فتح" يحرص الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي على زيارة غزة باستمرار من أجل ممارسة نشاطه السياسي وإجراء مباحثات مع "حماس" وفصائل أخرى، لكنه لم يستقر في القطاع، إذ يعود بعد تأدية مهامه إلى مقر إقامته. وفي دليل على عمق علاقته مع "حماس" طلبت منه الحركة إلقاء كلمتها في فعالية مركزية أقيمت في القطاع نصرة للقدس.


أغلب القيادات الفتحاوية المفصولة تفضل العمل من غزة

وفي الواقع، فإن أغلب القيادات الفتحاوية التي اتجهت إلى غزة من أجل استئناف نشاطها السياسي، كانت على خلاف تنظيمي مع الحركة التي تتخذ من الضفة الغربية مركزاً لها، وجرى فصلها أو إيقاف ممارسة نشاطها في الأراضي الفلسطينية على الأثر.

ويعد ناصر القدوة مثالاً على ذلك، إذ فصله رئيس اللجنة التنفيذية في حركة "فتح" رئيس السلطة محمود عباس في مارس (آذار) 2021 على خلفية تشكيل قائمة انتخابية خارج القائمة الرسمية للحركة الخاصة في الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في مايو (أيار) من العام نفسه قبل أن يجري تأجيلها إلى وقت غير محدد. وقصد القدوة غزة من أجل العمل السياسي. ويقول ذلك بشكل صريح "أفكر بالبقاء لوقت طويل في غزة، والإقامة فيها ليست مرتبطة بمسائل شخصية، وإنما بمسائل سياسية، حول مدى إمكانية الاتفاق على إحداث تغيير واسع وعميق، وكيفية إحداث ذلك والتغييرات الضرورية". ويضيف القدوة "لم أعد إلى مقر إقامتي في رام الله منذ 14 شهراً بسبب عدم ضمان ما يمكن أن يحصل لي هناك، لذلك لجأت إلى غزة، وفيها أحظى بمساحة لممارسة العمل السياسي والحوار مع الفصائل، وفي هذه المرحلة أشعر أنه بإمكاني أن أكون في وضع أفضل بوجودي في القطاع، بخاصة من الناحية الأمنية".

"حماس" تعتقد أن غزة بيئة مناسبة للعمل السياسي

وأوضح القدوة أنه وصل إلى غزة بعد تنسيق مع "حماس" التي تعلم أنه عاد لإجراء حوارات معها ولتنفيذ مخططه السياسي، مشيراً إلى أن السلطات المحلية في القطاع عرضت عليه توفير الحماية الأمنية.

أما من جهة "حماس" فإنها تعتبر غزة منطقة مناسبة لممارسة العمل السياسي بحرية، ومن دون أي قيود، إذ يقول القيادي فيها أسامة حمدان إن "جميع القوى والفصائل مرحب بها في غزة التي تعد مكاناً مناسباً للعمل السياسي الحر والتنافس العادل، وعودة مسؤولين من (فتح) أو فصائل أخرى إلى القطاع يعد جزء من محاولتنا لإنهاء الانقسام وخلق شراكة وطنية على أسس سليمة هدفها تحصين المشروع الوطني"، موضحاً أن "الاعتقالات السياسية والممارسات في الضفة الغربية تجعلها مكاناً غير آمن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"فتح" عرضت المصالحة مع القدوة لكنه رفض

من جهة أخرى تشكل عودة القيادي ناصر القدوة إلى غزة تحدياً كبيراً لحركة "فتح"، خصوصاً أنه لا يخفي أن الهدف الأساسي له هو بناء جبهة سياسية موحدة وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية.
وعرضت "فتح" على القدوة العودة لصفوفها، إذ قال عضو اللجنة المركزية فيها جبريل الرجوب إن "أبواب الحركة مفتوحة لعودة القدوة، ونرحب به في أي وقت، وحاولنا معه ذلك بالحب والإقناع، لكنه ذهب إلى مربع آخر".

وفي رده على ذلك، قال القدوة "أريد استعادة (فتح) وليس العودة للوضع الحالي فيها، وهذا يتحقق عبر مصالحات جدية بين جميع الأطراف فيها، أو من خلال عمل مشترك بين عدد كبير من الرموز القيادية في الحركة، ولكن على أسس صحيحة، وبرنامج سياسي ولوائح داخلية، وأنا أسير في الحوار مع رئيس التيار الإصلاحي محمد دحلان، وجميع القيادات المفصولة".

تنفيذ برنامج سياسي من غزة

ويحاول القدوة كبقية قادة "فتح" (من أبرزها تيار دحلان) الذين لجأوا للاستقرار أو العمل في غزة، تنفيذ برنامج سياسي جديد. وفي ذلك الشأن يشير القدوة إلى أنه أعد مبادرة "الإنقاذ الوطني" التي تهدف إلى الحوار مع جميع مكونات النظام السياسي الفلسطيني.
وقبل وصوله إلى غزة ببضعة أسابيع أطلق القدوة "الملتقى الوطني الديمقراطي"، وهو تجمع سياسي يهدف إلى المصالحة الداخلية في "فتح" وتوحيد الفصائل الفلسطينية في إطار "منظمة التحرير" وتنظيم انتخابات بشكل سريع.
ويوضح القدوة أنه يعمل على تجميع قيادات "فتح" حول برنامج سياسي ونظاماً داخلياً وفق أصول العمل الفتحاوي حتى تستعيد الحركة دورها، لافتاً إلى أنه ليس لديه أي خلاف مع مركزية "فتح"، وأن معظم أعضاء اللجنة متوافقون معه، "لكن يتوجب إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية التي أصبحت جوفاء".

المزيد من تقارير