Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البريطانيون لا يريدون حكومتهم: أقيلوا تراس وأعيدوا جونسون

انهيار ثقة الناخبين بالحزب الحاكم يثير ذعر النواب المحافظين من خسارة مدوية للانتخابات المقبلة

حزب المحافظين يتخبط بالاقتصاد البريطاني ويخسر ثقة الناخبين  (أ ف ب)

ستسعى رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إلى استغلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم كي تشرح وجهة نظرها لنواب حزبها في كلمتها الرئيسة بالمؤتمر المقرر عقده الأربعاء المقبل وسيسبقها وزير الخزانة كواسي كوارتنغ بكلمته أمام المؤتمر، الإثنين، بعدما أدت الموازنة التكميلية التي أعلنها قبل أسبوع إلى فقدان ثقة الأسواق بالسياسة الاقتصادية البريطانية، بالتالي انهيار الجنيه الاسترليني وأسعار سندات الخزانة وتوقعات رفع أسعار الفائدة بقوة.

وفي ضوء المقابلات التي أجرتها ليز تراس مع عدد من الإذاعات المحلية بالمناطق ذات الكثافة الانتخابية لحزب المحافظين يتوقع أن تؤكد رئيسة الوزراء عزمها على الاستمرار في سياستها من دون تحديد لتوقعات النمو. وتضمنت الموازنة التكميلية خفض الضرائب على الشريحة ذات الدخول العالية وإلغاء الزيادة في ضرائب الشركات. وينتظر أن تعلن الحكومة خفوض في الإنفاق العام لتمويل خفض الضرائب على الشريحة الغنية، مما يعني تدهور الخدمات العامة أكثر.

لكن أخطر ما ستعلن عنه الحكومة ربما في مؤتمر الحزب هو خفض مدفوعات الدعم للفقراء وذوي الدخل المحدود لتمويل خفض الضرائب على الأثرياء والشركات. وعلى رغم أن معظم نواب حزب المحافظين في البرلمان لا يختلفون مع الخطوط العامة للسياسة الاقتصادية، فإنهم يرون أن رئيسة الحكومة ووزير خزانتها فشلا في طرح تلك السياسات، مما جعل الأسواق تفقد الثقة ببريطانيا، والأكثر أهمية للنواب هو أن ذلك النهج أفقد الحزب ثقة الناخبين بقدرة هذه الحكومة على إدارة البلاد وماليتها العامة.

مؤتمر بلا رموز

بعد أقل من أربعة أسابيع على فوزها بزعامة الحزب ورئاسة الحكومة خلفاً لرئيس الوزراء السابق بوريس جونسون تواجه تراس حقيقة مرة خلال المؤتمر العام للحزب في وقت تظهر أحدث استطلاعات الرأي تقدم حزب العمال المعارض على حزب المحافظين بفارق هائل يصل إلى 33 في المئة.

ولن يكون المؤتمر العام للمحافظين هذا العام مناسبة مريحة لزعيمة الحزب ووزراء حكومتها ليس بسبب انتقادات أعضاء الحزب للفشل الذي هز الأسواق خلال الأيام الماضية ولكن لغياب رموز حزب المحافظين عن المؤتمر، وسيبدو ذلك وكأن قيادات الحزب تبتعد من ليز تراس كي لا تبدو موافقة على سياساتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أهم المتغيبين عن مؤتمر هذا العام هو وزير الخزانة السابق والمنافس الرئيس لليز تراس في انتخابات قيادة الحزب والحكومة ريشي سوناك، كما سيتغيب عن المؤتمر أيضاً سلفها السابق بوريس جونسون ووزير الصحة والخزانة السابق ساجد جافيد وقيادات الحزب المخضرمة مثل ديفيد دافيز وميل سترايد.

لن يقتصر الغياب على قيادات الحزب الحاكم، بل إن كثيراً من أعضاء الحزب لن يحضروا المؤتمر فمن المفارقات أن شعار مؤتمر الحزب الحاكم هذا العام "دفع بريطانيا إلى الأمام"، بينما يتزامن المؤتمر مع إضراب للعاملين في شركات القطارات ستجعل سفر أعضاء الحزب المشاركين في المؤتمر غير ممكن، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفنادق في مدينة برمنغهام حيث يعقد مؤتمر المحافظين، مما سيجعل كثيرين يترددون في الحضور.

وهكذا ستظهر ليز تراس وكأنها تتحدث مع نفسها والفريق الضيق من مؤيديها في الحكومة والحزب، لكن ما ينظر إليه نواب حزب المحافظين هو مدى قدرتها على إيصال رسالة واضحة إلى الجماهير الأوسع من أعضاء الحزب الحاكم، ويخشى هؤلاء من أن فشل رئيسة الوزراء في ذلك سيعني أن هزيمة الحزب الحاكم خلال الانتخابات العامة مطلع 2024 ستكون هائلة.

أقيلوا ليز وأعيدوا بوريس

وتنقل صحيفة "ذا غارديان" عن بعض نواب حزب المحافظين الحاكم قولهم إن "أعضاء الحزب يتفادون حضور المؤتمر كي لا يواجهوا أسئلة الصحافة حول سياسات الحكومة التي "يصعب الدفاع عنها"، ويقول أحد النواب المخضرمين في الحزب إنه يخشى أن تؤدي تصريحات رئيسة الوزراء أو وزير الخزانة إلى مزيد من الاضطراب في الأسواق، مضيفاً "ليس هناك ما أتصور أن كواسي (كوارتنغ، وزير الخزانة) يمكنه التصريح به ويمكن أن يغير التدخل الطارئ من قبل البنك (المركزي) قبل أيام. فكل مرة يتحدث هو أو ليز (تراس، رئيسة الوزراء) تزداد الأمور سوءاً".

زاد عدد نواب الحزب الحاكم الذين يطالبون بإقالة تراس في اليومين الماضيين ولم تعد تلك الانتقادات خلف الأبواب المغلقة بل ظهرت واضحة في تصريحات للصحف ومقابلات إذاعية وتلفزيونية، ويتحدث النواب عن تقديم عدد متزايد منهم خطابات لسحب الثقة من الحكومة، وتنقل صحيفة "آي نيوز" عن نائب محافظ ووزير سابق قوله عن ليز تراس، "انتهى الأمر، هناك كثير من الخطابات (المطالبة بإقالتها) الآن. كل ما علينا الآن هو الابتعاد عنها (ليز تراس) بسرعة ولنعد بوريس (جونسون) ثانية".

وحول خفض الضرائب على الشريحة الأعلى دخلاً يقول النائب في حزب المحافظين ستيف دبل إنه لا يستطيع "شرح تلك السياسة" للناخبين في دائرته، وإن كثيراً من زملائه يواجهون المشكلة ذاتها. أما الوزير السابق، فيعتبر أن "الخطر الأهم الآن هو أي إشارة إلى خفض مدفوعات الضمان الاجتماعي. هذا أمر مخز".

وفي مقابلة مع "بي بي سي" يصرح النائب دبل بأن على الحكومة التراجع عن قرار خفض الضرائب على الأغنياء والشركات واستبعاد أي خفض في مدفوعات الضمان الاجتماعي، مضيفاً "عليها (ليز تراس) التصرف بسرعة. لا أود التخمين بشأن متى؟ نحن الآن متخلفون في استطلاعات الرأي بأكثر من 30 نقطة. وهذا أمر مقلق للغاية، وما لم تتغير السياسة نصبح عرضة لخطر أكبر".

ويتزايد يومياً عدد النواب المحافظين الذين يتوقعون خسارة مقاعدهم البرلمانية في الانتخابات المقبلة ويرون أن سياسة الحكومة الحالية تزيد من فقدان ثقة الناخب البريطاني بحزب المحافظين وتوفر شرعية إضافية لأي حكومة يمكن أن تأتي من المعارضة في الانتخابات بعد نحو عام ونصف العام.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير