أطلق عناصر من حركة طالبان النار في الهواء، الخميس 29 سبتمبر (أيلول)، لتفريق تجمع لنساء نظم أمام السفارة الإيرانية في كابول، دعماً للإيرانيات اللواتي يتظاهرن في بلادهن منذ أيام.
وتظاهرت نحو 25 امرأة مدة 15 دقيقة على الطريق مقابل السفارة الإيرانية وهتفن "نساء، حياة، حرية"، قبل أن تفرقهن طلقات نارية في الهواء أطلقها عناصر في "طالبان" كانوا يقفون أمام المبنى، بحسب ما أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية.
وحاول العناصر أيضاً ضرب المتظاهرات بالعصي، وفق المصدر ذاته.
وهتفت المتظاهرات بشعارات من بينها "إيران تنتفض، الآن جاء دورنا" و"من كابول إلى إيران، قولوا لا للدكتاتورية"، وكن يحملن لافتات كتبن عليها شعارات قبل أن ينتزعها عناصر الحركة من أيديهن.
وجمعت النساء اللواتي أخفين وجوههن خلف نظارات شمسية أو كمامات ما تبقى من اللافتات وحولنها إلى كرات ورقية ورمينها على عناصر "طالبان" الذين كانوا يقفون مقابلهن، فيما أمر العناصر الصحافيين بحذف الصور ومقاطع الفيديو التي التقطوها خلال التجمع.
دعم الإيرانيات
وتنظم تظاهرات في إيران كل مساء منذ الـ 16 من سبتمبر إثر إعلان وفاة الشابة مهسا أميني في المستشفى بعد ثلاثة أيام من توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران، بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس المشددة المفروضة على النساء في البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت إحدى منظمات التظاهرات طالبة عدم الكشف عن هويتها، "نحن هنا لإظهار دعمنا وتضامننا مع الشعب الإيراني والنساء ضحايا طالبان في أفغانستان".
ومنذ عودة "طالبان" للسلطة في أغسطس (آب) 2021، نظمت تظاهرات متفرقة للنساء في العاصمة ومدن أخرى في البلاد على رغم حظرها، وذلك ضد فقدانهن وظائفهن أو للمطالبة بحقهن في العمل، قمع بعضها بقوة كما اعتقلت "طالبان" الناشطات اللواتي دعين إلى التجمعات.
القيود على الأفغانيات
وبعد حرب استمرت 20 عاماً وخروج الجيش الأميركي من أفغانستان، فرض قادة البلاد الجدد قواعد صارمة للغاية على سلوك النساء، خصوصاً في الحياة العامة، وأمروا النساء بارتداء الحجاب الكامل في الأماكن العامة مفضلين ارتداء البرقع.
وسرعان ما استبدلت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزارة شؤون المرأة وأمرت على وجه الخصوص بفصل النساء عن الرجال في الحدائق العامة في كابول، وكذلك أغلقت المدارس الثانوية للفتيات في معظم المحافظات.
وفي الـ 10 من سبتمبر تظاهرت عشرات الفتيات الشابات شرق أفغانستان بعد إغلاق مدارسهن التي أعيد فتحها قبل أسبوع بضغط من الطلاب وزعماء القبائل.
ودان تقرير صادر عن الأمم المتحدة الثلاثاء هذه "القيود الصارمة" على حقوق النساء، خصوصاً منع التعليم الثانوي، داعياً "طالبان" إلى "التراجع فوراً عن قرارها".
ويشدد المجتمع الدولي على أن رفع القيود عن حقوق المرأة شرط أساس للاعتراف بحكومة "طالبان"، وحتى الآن لم تعترف أية دولة بحكومة الحركة.