Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يهدد بحرب نووية... ماذا لو كان جادا في كلامه؟

يكمن الخطر الآن، بعد أشهر عدة من حرب كارثية أودت بحياة الآلاف من شعبه، في أن بوتين قد لا يكون لديه ما يخسره

إن كان أحد يعتقد بأن بوتين لن يستعمل شيئاً غير عادي وقاس فعليه أن يفكر من جديد (غيتي / أ ف ب)

"أنا لا أخدع"، بدت هذه الكلمات الثلاث التي تفوه بها  فلاديمير بوتين في الخطاب الذي وجهه إلى الأمة، الأربعاء الفائت، وكأنها تشتمل على تهديد بكارثة نووية.

سال لعاب مساعديه الإعلاميين الأوفياء عندما تباهى بمخزون روسيا الكبير من "أسلحة الدمار الشامل"، فقد توقعت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير محطة "روسيا اليوم" التلفزيونية المملوكة للدولة، [أننا بلغنا] إما "عتبة انتصارنا الوشيك أو عتبة اندلاع حرب نووية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذاً هل هو يخادع، أم لا؟ الافتراض في الغرب يقول إنه يخادع وإنه مثل نيكيتا خروتشوف قبل 60 عاماً، سيكون أول من يتراجع. جو بايدن، الرئيس الأميركي كان تحدى في الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم خطاب بوتين ذاته بقوله: "سنقف متضامنين ضد عدوان روسيا. هذا شيء محتم وغير قابل للنقاش" فيما أيده في ذلك قادة غربيون آخرون.

ادعى بوتين مراراً وتكراراً  في أعقاب غزو أوكرانيا بأنه لم يكن هناك هجوم عسكري. لذلك لم يجب أن نصدقه عندما يقول إنه لا يخادع؟

حينما سألت السياسية السابقة ناتاليا ناروتشنيتسكايا، وهي واحدة من أنصاره المتحمسين، في برنامج "أخبار القناة الرابعة"، الأربعاء الفائت، ما إذا كان حقاً مستعداً لاستعمال أسلحة نووية، أجابت من دون تردد بـ"لا، لا" مصرة على أنه كان "متزناً للغاية في ما يتعلق بمنع وقوع فاجعة بشرية وكارثة للعالم بأسره... يجب ألا تخافوا بالطبع في ما يتصل بهجوم روسي محتمل".

ومع هذا، يبقى هناك قدر كبير من الخوف بأن استجابة الغرب ربما تنم عن تهاون خطر، أو [أنها كانت] في الأقل محاولة للمكابرة والظهور بمظهر الشجاع، حتى لا يسبب مزيداً من الخوف للناس.

أذكر في يونيو (حزيران) الفائت ما قاله حينها بن والاس، وزير الدفاع حين تأمل في عبارة كان يجري تناقلها في ذلك الوقت وهي أن "بوتين لا يكذب". ولربما بدت تلك العبارة مثيرة للضحك، إلا أن والاس أشار إلى أن الزعيم الروسي قد أوضح نواياه بخصوص أوكرانيا قبل بعض الوقت، ونحن لم نصدقه. وحذر والاس من أن "بوتين يطلق عدداً من التهديدات. لكن في معظم الأحيان ينفذها". وعلى افتراض أن وزير الدفاع لم يغير رأيه، لا بد من أنه يشعر حالياً بقلق شديد.

كانت الدكتورة فيونا هيل، الخبيرة في الشؤون الروسية والعضو السابق لمجلس الأمن القومي الأميركي، تعرب منذ أشهر عدة عن وجهة نظر مفادها بأن بوتين لن يتراجع عن استعمال أسلحة نووية. وقالت هيل لصحيفة "بوليتيكو" في وقت ما من شهر مارس (آذار) الفائت إن "الأمر مع بوتين هو أنه إن كانت لديه أداة ما فهو يرغب في استخدامها. فلماذا تقتني شيئاً إن كنت لا تستطيع استعماله؟"

وأضافت "لذا إذا كان أحد يعتقد بأن بوتين لن يستعمل شيئاً غير عادي وقاس، [فعليه أن] يفكر من جديد. كل مرة تفكر فيها،‘لا لن يفعل، أليس كذلك؟‘ حسناً، نعم، سيفعل ذلك".

يكمن الخطر في أن بوتين ربما لم يعد لديه ما يخسره الآن. فبعد أشهر عدة من حملة عسكرية كارثية قادت إلى مقتل آلاف من أبناء شعبه ومع خروج مواطنين روس شجعان بشكل غير عادي إلى الشوارع للاحتجاج على حربه، ربما أدرك أن الوقت أخذ ينفد منه. ومن يدري ما الذي قد يقوم به عندما يشعر بقرب نهايته؟

دعونا لا نعزي أنفسنا بأن [هجوماً] بسلاح نووي "تكتيكي" في منطقة حرب هو أقل كارثية من هجوم "استراتيجي" قادر على تدمير مدينة. أي هجوم نووي هو كارثة. ولدى مراقبي بوتين نوع من الحدس بأنه يعرف ذلك. آمل أن يكونوا على حق.

كنت قد سألت نينا خروتشيفا، وهي حفيدة خروتشوف، بعد اندلاع الحرب بفترة غير طويلة، ما إذا كانت تعتقد بأن بوتين سيشعل حرباً نووية. كان هناك فاصل طويل من الصمت قبل أن ترد بالقول إنها تأمل ألا يفعل ذلك. كان فاصل الصمت قوياً. لأنه عندما يكون التدمير المؤكد المتبادل احتمالاً حقيقياً، فإن الأمل هو حقاً السلاح الوحيد المتبقي في ترسانتنا.

كاثي نيومان مذيعة ومحررة الشؤون الاستقصائية في "أخبار القناة الرابعة"  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل