Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقارير عن "إجبار وذعر" في الاستفتاءات الروسية لضم الدونباس

محققو الأمم المتحدة يخلصون إلى ارتكاب موسكو "جرائم حرب" في أوكرانيا ومخاوف الصراع النووي تتصاعد

أعلن الجيش الأوكراني، الجمعة 23 سبتمبر (أيلول)، استعادة بلدة من القوات الروسية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، تزامناً مع تنظيم موسكو استفتاءات في شأن ضم مناطق عديدة تسيطر عليها في أوكرانيا، في خطوة اعتبرتها الدول الغربية "صورية" وقالت كييف إن التصويت فيها يتم بشكل إلزامي إذ يتعرض السكان لتهديدات بالعقاب في حالة عدم المشاركة.

وقال أوليكسي غروموف، المسؤول في هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية، للتلفزيون، إن "الجيش الأوكراني استعاد ياتسكيفكا".

وتؤكد السيطرة على هذه البلدة الواقعة على الضفة الشرقية لبحيرة أوسكيل، استمرار الهجوم المضاد الذي سبق أن أتاح لكييف استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة في منطقة خاركيف المجاورة.

وأوضح غروموف أن "الأوكرانيين استعادوا أيضاً السيطرة على مواقع جنوب باخموت"، المدينة الرئيسة في منطقة دونيتسك والمستهدفة منذ أسابيع بهجمات روسية.

 

الاستفتاءات الروسية

في غضون ذلك، بدأت روسيا الجمعة تنظيم استفتاء يهدف لضم أربع مناطق تحتلها في أوكرانيا، لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، ما يزيد المخاوف إزاء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر. ويأتي التصويت على إذا ما كانت تلك المناطق ستصبح جزءاً من روسيا بعد أن استعادت أوكرانيا هذا الشهر السيطرة على مساحات شاسعة في شمال شرقي البلاد.

ويبدو أن موسكو تحاول استعادة اليد العليا في الصراع، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط للقتال في أوكرانيا. وبدمج المناطق الأربع، يمكن لموسكو تصوير الهجمات الرامية لاستعادتها على أنها هجمات على أراضيها، مما يثير قلق كييف وداعميها الغربيين. وقال بوتين الأربعاء إن روسيا "ستستخدم كل الوسائل المتاحة" لحماية نفسها، مضيفاً أنه "لم يكن يخادع" عندما قال إنه سيستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت وحدة أراضي بلاده للتهديد.

وكانت السلطات التي عينتها موسكو تبحث تنظيم الاستفتاء في المناطق الأربع منذ شهور، لكن الانتصارات التي حققتها أوكرانيا أخيراً دفعت المسؤولين إلى الإسراع في تحديد موعد لها.

ومن المقرر أن يستمر التصويت في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، التي تمثل نحو 15 في المئة من الأراضي الأوكرانية، من الجمعة حتى الثلاثاء المقبل. كما تم توفير مراكز تصويت في موسكو لسكان تلك المناطق الذين يعيشون حالياً في روسيا.

وقال سيرغي غايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك، إن السلطات الروسية في بلدة ستاروبيلسك منعت السكان من المغادرة حتى يوم الثلاثاء، مع إرسال مجموعات مسلحة لتفتيش المنازل وإجبار الناس على الخروج للمشاركة في الاستفتاء.

واعتبر يوري سوبوليفسكي، النائب الأوكراني الأول المعزول لرئيس مجلس خيرسون، في رسالة عبر تطبيق "تلغرام"، أن "أفضل شيء يفعله سكان خيرسون اليوم هو ألا يفتحوا أبوابهم".

ودانت أوكرانيا والقادة الغربيون والأمم المتحدة هذه الاستفتاءات ووصفوها بأنها غير شرعية ومقدمة لضم غير قانوني، فلا يوجد مراقبون مستقلون، كما أن كثيراً من السكان الذين كانوا يقطنون تلك المناطق قبل الحرب قد فروا منها.

وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تراقب الانتخابات عادةً، إن النتائج لن يكون لها أثر قانوني لأنها لا تتوافق مع القانون الأوكراني أو المعايير الدولية ولأن المناطق غير آمنة.

تقارير عن إجبار وذعر

وقال غايداي إن مدير إحدى الشركات في بلدة بيلوفودسك التي تسيطر عليها روسيا، أخبر الموظفين أن الاستفتاء إلزامي وأن من يرفضون المشاركة سيُطردون وتسلم أسماؤهم إلى جهاز الأمن.

سوبوليفسكي قال بدوره إن "الذعر يهيمن على الحالة النفسية للروس لأنهم لم يكونوا مستعدين لإجراء ما يوصف بالاستفتاء بهذه السرعة. لا يوجد دعم، ولا يوجد ما يكفي من الناس".

واستنكر غايداي الاستفتاءات ووصفها بأنها "انتخابات من دون انتخابات". وقال إن الناس يُجبرون على ملء "قطع من الورق" من دون خصوصية في المطابخ والساحات، مع إغلاق البلدات حتى لا يتمكن الناس من المغادرة لتجنب التصويت.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق على الفور من أنباء الإكراه. وتقول روسيا إن التصويت يتيح الفرصة لسكان المنطقة للتعبير عن آرائهم.

وقال فلاديمير روجوف، وهو مسؤول في الإدارة المدعومة من روسيا في جنوب أوكرانيا، "بدأ التصويت في الاستفتاء على أن تصبح منطقة زابوريجيا جزءاً من روسيا باعتبارها كياناً أصيلاً من روسيا الاتحادية! إننا عائدون إلى الوطن!".

وذكرت تلك الإدارة أن سيارتين تحملان "مخربين أوكرانيين" دخلت المنطقة وتم "التعامل معهم"، حسب ما ذكرت وكالة أنباء "تاس" الروسية. ولم يتسن التحقق من صحة النبأ.

وتقول أوكرانيا إنها لن تقبل أبداً بالسيطرة الروسية على أي من أراضيها. واستغلت روسيا استفتاء من قبل كذريعة لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي.

ويُعتقد أن نتائج الاستفتاء ستكون حتماً لصالح روسيا بأغلبية الأصوات، مثلما حدث في شبه جزيرة القرم في عام 2014.

تبرير الدفاع عن النفس

وفي إشارة إلى حسابات الكرملين الاستراتيجية بخصوص تنظيم الاستفتاءات، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي، إن موسكو ستعتبر من الآن فصاعداً أي هجوم على المناطق الأربع هجوماً على روسيا نفسها.

وأضاف منشور على "تلغرام" الخميس، "التعدي على الأراضي الروسية جريمة تسمح باستخدام كل قوى الدفاع عن النفس"، وأردف قائلاً إن استخدام أي سلاح في ترسانة بلاده ممكن، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية.

وفي هذا السياق، نقلت وكالات أنباء رسمية روسية عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله الجمعة، إن موسكو لا تهدد أحداً بالأسلحة النووية وإن مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ليست في مصلحة روسيا.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن ريابكوف قوله في مؤتمر الجمعة، "نحن لا نهدد أحداً بالأسلحة النووية... معايير استخدامها محددة في العقيدة العسكرية الروسية".

وبموجب العقيدة النووية الروسية، قد يسمح باستخدام الأسلحة النووية إذا شعرت موسكو أنها تواجه "تهديداً وجودياً".

لكن ريابكوف قال إن روسيا لا تسعى إلى "مواجهة مفتوحة" مع الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي ولا تريد أن يتصاعد الموقف. ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله، "نأمل في أن تكون إدارة بايدن على وعي أيضاً بخطر التصعيد غير المنضبط للصراع في أوكرانيا".

سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف قال بدوره الجمعة، إنه يريد أن يصدق أن "موسكو وواشنطن ليستا على وشك الانزلاق إلى هاوية صراع نووي، على رغم كل الصعوبات"، وفق ما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء عنه.

ويصر بوتين على أن روسيا تنفذ "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من القوميين الخطيرين والدفاع عن روسيا من حلف شمال الأطلسي، فيما يقول الغرب إن الحرب محاولة إمبريالية غير مبررة لإعادة احتلال بلد تخلص من الهيمنة الروسية مع تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وقال مصدر مطلع على حسابات وزارة المالية الروسية الجمعة إن روسيا تعتزم إنفاق 34 تريليون روبل (600 مليار دولار) على الدفاع الوطني والأمن وإنفاذ القانون بين عامي 2022 و2025 وذلك بموجب أحدث خطة إنفاق للبلاد.

 

جرائم حرب

في الأثناء، اتهم محققو الأمم المتحدة الجمعة، موسكو بارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى الآن. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.

وعرضت لجنة التحقيق الدولية على مجلس حقوق الإنسان الاستخلاصات الأولية لتحقيقها حول الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الروسية في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي في شمال أوكرانيا وشمال شرقيها.

وأوضح رئيس اللجنة إريك موزه، أنه "استناداً إلى الأدلة التي جمعتها اللجنة، خلصت إلى أن جرائم حرب ارتُكبت" في هذه المناطق الأربع، ذاكراً عمليات القصف الروسية على مناطق مدنية والإعدامات العديدة وعمليات التعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصرح موزه لوسائل الاعلام بأن التحقيقات "أظهرت عدداً كبيراً من جرائم الحرب" ارتكبها الروس، في حين لم ترصد اللجنة حتى الآن سوى حالتي سوء معاملة تعرض لها جنود روس على أيدي القوات الأوكرانية.

وأوضح موزه أن الأمم المتحدة تحدثت عن شبهات بارتكاب جرائم حرب، "لكننا أول بعثة أممية لتقصي الحقائق تخلص إلى أننا وجدنا جرائم حرب" في المناطق اللأربع المذكورة.

وكان مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان فتح تحقيقاً في شأن احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا بعد بضعة أيام من بدء الهجوم الروسي.

وأورد موزه أنه "حتى الآن، لم نعثر على جرائم ضد الانسانية"، مضيفاً "سنواصل تحقيقاتنا. الاستراتيجية الشاملة لهذه اللجنة تقضي بقول ما نحن مقتنعون به، وحتى الآن تلك هي المرحلة التي بلغناها".

وأيد العديد من الدبلوماسيين هذه الاتهامات فيما بقي مقعد روسيا فارغاً. وأوضح موزه أن اللجنة زارت خلال تحقيقاتها في هذه المناطق 27 مدينة وبلدة واستجوبت أكثر من 150 ضحية وشاهداً. وقال، "ذهلنا لعدد الإعدامات في المناطق التي زرناها. وتحقق اللجنة حالياً في هذه الوفيات في 16 مدينة وموقعاً. تلقينا مزاعم ذات مصداقية بشأن حالات إعدام عديدة أخرى نقوم حالياً بتوثيقها".

وتحمل جميع الجثث التي عُثر عليها آثار إعدامات واضحة مثل تكبيل اليدين خلف الظهر وآثار إصابات بالرصاص في الرأس أو قطع العنق. كما ندد موزه باستخدام روسيا "أسلحة متفجرة ذات نطاق تأثير واسع" في مناطق مدنية. وذكر أن شهوداً قدموا روايات متطابقة عن سوء معاملة وأعمال تعذيب تعرضوا لها أثناء اعتقالهم بصورة غير قانونية.

وقال بعض الضحايا أنه بعد اعتقالهم لدى القوات الروسية في أوكرانيا، تم نقلهم إلى روسيا حيث احتجزوا مدى أسابيع في سجون. وتابع، "روى المحاورون أنهم تعرضوا للضرب المبرح والصدمات الكهرباية والعري القسري وأنواع أخرى من الانتهاكات في هذه المعتقلات"، مشيراً إلى أن بعض الضحايا فُقدوا بعد نقلهم إلى السجون الروسية.

كما تلقى المحققون الدوليون إفادات عن أعمال عنف جنسية. وفي بعض الحالات، أرغم أقرباء للضحايا على مشاهدة هذه الجرائم. وراوحت أعمار ضحايا جرائم العنف الجنسي أو العنف على أساس النوع الاجتماعي في الحالات التي تناولها المحققون بين أربع سنوات و82 سنة.

كما وثقت اللجنة حالات تعرض أطفال للاغتصاب والتعذيب والاحتجاز القسري. وقال موزه، "قتل وجرح أطفال أيضاً في هجمات عشوائية بالأسلحة المتفجرة". واضاف، "على الرغم من أن هذه الحالات غير كثيرة، لا نزال نوليها اهتماماً".

لافروف يدافع

وفي مجلس الأمن الدولي، دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الحرب التي تشنها موسكو في أوكرانيا، في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة موسكو من ضم مناطق أوكرانية، ودعا الوزراء الغربيون إلى المحاسبة عن فظائع ارتكبت.

وحضر لافروف إلى القاعة فقط لإلقاء خطابه في اجتماع المجلس المكون من 15 عضواً، والذي حضره نظيراه الأميركي أنتوني بلينكن والصيني وانغ يي، ولم يستمع لافروف إلى خطابات أي شخص آخر.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن المحاسبة في أوكرانيا، "لاحظت اليوم أن الدبلوماسيين الروس يفرون على نحو ملائم مثل القوات الروسية".

ولم يتمكن المجلس الذي كان يجتمع بشأن أوكرانيا للمرة العشرين في الأقل هذا العام من اتخاذ إجراء مهم، لأن روسيا عضو دائم وتتمتع بحق النقض إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين.

واتهم لافروف كييف بأنها تهدد أمن روسيا و"تدوس بوقاحة" على حقوق الروس والمتحدثين بالروسية في أوكرانيا، مضيفاً أن كل ذلك "يؤكد ببساطة أن قرار القيام بالعملية العسكرية الخاصة كان حتمياً".

وقال كوليبا "كمية الأكاذيب القادمة من الدبلوماسيين الروس غير عادية بالمرة".

وقال لافروف إن الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح وتدرب جنودها هي أطراف في الصراع، موضحاً أن "إشعال الغرب مجتمعاً هذا الصراع عمداً لا يزال من دون عقاب".

وتعهد بلينكن بأن تواصل واشنطن دعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها. وقال أمام المجلس، الذي عقد اجتماعه خلال الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العام للأمم المتحدة، "النظام الدولي الذي نجتمع هنا لدعمه يتمزق أمام أعيننا. لا يمكننا ترك الرئيس بوتين يفلت بهذا". ولم يكن لافروف في القاعة لسماع هذه التصريحات.

مخاوف بشأن الاستفتاءات

من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا إن الحديث عن صراع نووي "غير مقبول بالمرة"، وإنه قلق إزاء خطط ما يطلق عليه "استفتاءات".

وقال غوتيريش، "ضم أي دولة أراضي دولة أخرى عبر التهديد أو استخدام القوة هو انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان للمجلس إن هناك "أسباباً معقولة" للاعتقاد بأن هناك جرائم ارتكبت في أوكرانيا تدخل في نطاق الاختصاص القضائي للمحكمة. وتختص المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، بالنظر في قضايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجرائم العدوان.

وفتح خان تحقيقاً في أوكرانيا بعد أسبوع من الهجوم الروسي. وقال إن أولويات تحقيق المحكمة الجنائية الدولية هي الاستهداف المتعمد للأهداف المدنية وتشريد السكان من أوكرانيا، بمن فيهم الأطفال.

وقالت الولايات المتحدة إن تقديرات من مصادر مختلفة ومن بينها موسكو تشير إلى أن السلطات "استجوبت واحتجزت ورحلت قسراً" ما يصل إلى 1.6 مليون أوكراني إلى روسيا منذ بداية الهجوم.

"لا نهاية في الأفق"

ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا وأعضاء آخرون إلى محاسبة روسيا على الفظائع التي يقولون إن موسكو ارتكبتها في أوكرانيا. وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتصف الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان بأنها حملة للتشهير.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، "يجب أن نوضح للرئيس بوتين أن هجومه على الشعب الأوكراني يجب أن يتوقف... وأنه لا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب لمن يرتكبون الفظائع"، مضيفاً أن العالم بحاجة إلى رفض "برنامج أكاذيب" موسكو.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الأولوية لاستئناف الحوار من دون شروط مسبقة، وأن يمارس الجانبان ضبط النفس وليس تصعيد التوتر.

وقال وانغ، "موقف الصين من أوكرانيا واضح... يجب احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها، كما يتعين أخذ المخاوف الأمنية التي لها مبررات لجميع الدول على محمل الجد".

وفي مناسبة منفصلة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، حثت محامية حقوق الإنسان أمل كلوني الدول على دعم مساعي أوكرانيا في الجمعية العامة لإنشاء لجنة تعويضات.

وقالت كلوني وهي ضمن فريق عمل قانوني دولي يقدم المشورة لأوكرانيا، "الشعب الأوكراني يتعرض للنيران ولا نهاية تلوح في الأفق". وأضافت "هم بحاجة إلى أن يعرفوا أنه في يوم من الأيام عندما ينتهي كل هذا يمكنهم إعادة بناء بلدهم وحياتهم"، موضحة أن أوكرانيا قد تحتاج إلى ما يصل إلى تريليون دولار لإصلاح الأضرار التي سببتها روسيا.

الرئيس الأوكراني يدعو الروس إلى "الاحتجاج"

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إلى "الاحتجاج" على قرار التعبئة على الجبهة الأوكرانية الذي أعلنه الكرملين أو "تسليم أنفسهم" لقوات كييف.

وقال زيلينسكي بالروسية في رسالته المصورة التقليدية "قتل 55 ألف جندي روسي في هذه الحرب خلال ستة أشهر... هل تريدون المزيد؟ كلا؟ احتجوا إذاً، ناضلوا، اهربوا أو سلموا أنفسكم" للجيش الأوكراني.

وأضاف، "أنتم شركاء سلفاً في كل جرائم (الجيش الروسي) وعمليات القتل والتعذيب التي تعرض لها الأوكرانيون، لأنكم لزمتم الصمت، لأنكم لا تزالون تلزمون الصمت".

وأعلنت موسكو الأربعاء تعبئة 300 ألف من عناصر الاحتياط مؤكدة أن السلطات الروسية تستعد لتعبئة "ما يصل إلى مليون عنصر".

وتابع زيلينسكي "إنها ساعة الاختيار بالنسبة إليكم، بالنسبة إلى الرجال في روسيا إنه الاختيار بين الموت والحياة، بين أن يصاب المرء بالشلل أو يحافظ على صحته. وبالنسبة إلى النساء في روسيا يكمن الاختيار في خسارة أزواجهن وأبنائهن وأحفادهن إلى الأبد، أو في محاولة حمايتهم من الموت، من الحرب، من رجل واحد"، في إشارة إلى فلاديمير بوتين.

واعتقل أكثر من 1300 شخص الأربعاء خلال تظاهرات عفوية ضد التعبئة في مختلف أنحاء روسيا، بحسب منظمة "أو في دي-إنفو".

المزيد من دوليات