Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غوتيريش يحذر من مخاطر "سخط عالمي" بحلول الشتاء

قال في افتتاح أعمال الجمعية العامة إن الحرب في أوكرانيا وتداعيات الاحترار المناخي والتضخم أبرز الأسباب

حذر غوتيريش من تفاقم أزمة القدرة الشرائية بحلول فصل الشتاء (أ ف ب)

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، أمام قادة العالم من أخطار "سخط عالمي في الشتاء"، جراء الأزمات المتعددة التي تواجه البشرية من الحرب في أوكرانيا إلى تداعيات الاحترار المناخي.

وقال غوتيريش في افتتاح فاعليات الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، إن "أزمة القدرة الشرائية تتفاقم والثقة تتلاشى والتفاوتات تتزايد وكوكبنا يحترق"، مندداً بـ"خلل هائل" يعوق التصدي للمشكلات وإيجاد حلول ناجعة لها.

واعتبر الأمين العام أن "هذه الأزمات تهدد مستقبل البشرية ومصير الكوكب". وقال غوتيريش "دعونا لا نخدع أنفسنا. نحن في بحر هائج يلوح في الأفق سخط عالمي خلال الشتاء المقبل".

وعلى رغم هذه الأخطار فإن المجتمع الدولي "مشلول"، وفق غوتيريش الذي لفت إلى أخطار "انقسامات خطرة بين الغرب والجنوب". وأشار إلى أن "الانقسامات الجيوسياسية تقوض عمل مجلس الأمن والقانون الدولي والثقة، لا سيما تلك التي تضعها المجتمعات في المؤسسات الديمقراطية". وأضاف "لا يمكننا أن نستمر على هذا النحو".
ويتعاقب على منبر الأمم المتحدة بعد غوتيريش نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من أنحاء العالم كافة لإلقاء خطابات في هذا الاجتماع السنوي الذي يعقد للمرة الأولى حضورياً بعدما نظم في العامين الماضيين عبر الإنترنت بسبب أزمة وباء "كوفيد-19".

الحرب على أوكرانيا

من بين الأخطار التي تتهدد العالم والتي تطرق إليها الأمين العام الحرب الروسية على أوكرانيا وأعلن، الثلاثاء، عن تنظيم استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا في مناطق عدة تخضع لسيطرة القوات الروسية، مما يشير إلى أن الحرب الدائرة في أوكرانيا ستكون في صلب الحدث الدبلوماسي الأممي.
ويلقي الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي، الأربعاء، كلمة عبر الفيديو بعد حصوله على إذن خاص صوتت عليه الدول الأعضاء الأسبوع الماضي وكذلك في صلب اجتماع لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية، الخميس.
في أحدث تطورات هذا النزاع أعلنت السلطات التي أقامتها موسكو في أربع مناطق أوكرانية، الثلاثاء، أنها ستنظم "استفتاءات" عاجلة حول الانضمام إلى روسيا من 23 سبتمبر وحتى 27 منه.
وعلى هامش فعاليات الجمعية العامة ندد المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، بـ"استفتاءات وهمية وغير مقبولة".
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سنواصل تكثيف جهودنا لإنهاء الحرب (...) على أساس وحدة أراضي أوكرانيا واستقلالها" داعياً من على منبر الأمم المتحدة إلى إيجاد مخرج "مشرف" للحرب هناك.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فاعتبر أن "الاستفتاءات" التي تعتزم موسكو تنظيمها في مناطق انفصالية في أوكرانيا "مهزلة"، مشدداً على أن روسيا هي من "قرر" شن الحرب ومؤكداً أن كييف "تقاوم" متمنياً "وضع حد للحرب" ووصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه عودة إلى "عصر الإمبريالية والاستعمار".

الأمن الغذائي

وفي حين تعترض دول الجنوب على تركيز الدول الغربية انتباهها على أوكرانيا ينظم الأميركيون والأوروبيون، الثلاثاء، اجتماعاً رفيع المستوى حول انعدام الأمن الغذائي وهو أحد تداعيات هذه الحرب التي تعاني منها البشرية.
من جهته صرح الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي "أتيت لأقول إن أفريقيا تحملت بما فيه الكفاية عبء التاريخ وهي لا تريد أن تكون ساحة لحرب باردة جديدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


التغير المناخي

تضاف هذه التوترات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا إلى شعور بالامتعاض لدى دول الجنوب من دول الشمال في مجال مكافحة التغير المناخي فالدول الفقيرة التي تتحمل قدراً أقل من المسؤولية عن الاحتباس الحراري ولكنها أولى ضحاياه تكافح كي تفي الدول الغنية بوعودها بتقديم مساعدات مالية.
وشدد غوتيريش، الثلاثاء، على أن "الوقت حان لتخطي هذه المناقشات التي لا تنتهي" مؤكداً أن "البلدان الضعيفة بحاجة إلى تحرك فعلي".
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة انتقادات للشركات العاملة في قطاع الوقود الأحفوري التي "تستفيد" من أرباح متضخمة من جراء الحرب الدائرة في أوكرانيا ودعا البلدان الغنية إلى فرض ضرائب على أرباح قطاع الوقود الأحفوري من أجل إعادة توزيع جزء منها على البلدان التي تعاني تداعيات التغير المناخي وعلى الشعوب المتضررة من جراء التضخم.

وقبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ كوب27  COP27  في مصر أشار غوتيريش إلى أن "التحرك المناخي أصبح ثانوياً" وتحولت الأولوية إلى أزمات أخرى، داعياً إلى وضع حد "لحربنا الانتحارية على الطبيعة".
وبسبب جنازة الملكة إليزابيث الثانية تعدل جدول الأسبوع فأرجأ الرئيس الأميركي جو بايدن كلمته ليوم الأربعاء (21 سبتمبر)، علماً أنه تقليدياً أول الرؤساء المتحدثين على منبر الجمعية العامة لاستضافة بلاده المقر الأممي.

الملف النووي

والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي موجود أيضاً في نيويورك هذا الأسبوع ليشارك للمرة الأولى في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن المرجح أن يكون الملف النووي مرة جديدة في صلب المناقشات.
والتقى رئيسي، الثلاثاء، ماكرون الذي حثه في الأشهر الأخيرة أثناء مكالمات هاتفية على القبول بالشروط التي طرحها الأوروبيون لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يفترض أن يضمن عدم حيازة طهران على القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها.
وتطرق ماكرون خلال اللقاء إلى الملف النووي بقوله "إن الكرة الآن في ملعب إيران"، كما شدد على "احترام حقوق النساء" في إيران بعد تظاهرات قتل خلالها ثلاثة أشخاص وفق مسؤول إيراني احتجاجاً على وفاة شابة أوقفتها "شرطة الأخلاق".
في المقابل يغيب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.

المزيد من دوليات