Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوسيط الأميركي يواجه مشكلة إخماد "شرارة كاريش"

جدل إسرائيلي حول تأجيل استخراج الغاز من الحقل: عراقيل تقنية أم رضوخ لتهديدات نصر الله؟

وصل الوسيط الأميركي هوكستين إلى تل أبيب باقتراح تسوية للخلاف بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية (أ ف ب)

على وقع احتدام الخلاف في إسرائيل بين مسؤولين أمنيين ووزيرة الطاقة كارين الهرار على خلفية تأجيل العمل في حقل "كاريش"، وما إذا كان ذلك بسبب عراقيل تقنية كما ادعت الوزيرة أم خوفاً من تصعيد أمني، وصل إلى تل أبيب، الخميس الثامن من سبتمبر (أيلول)، الوسيط الأميركي آموس هوكستين حاملاً اقتراح تسوية جديد لحل الخلاف بين بيروت وتل أبيب حول الحدود البحرية.

وما إن نشرت صحيفة "معريب" على لسان مسؤولين أمنيين في إسرائيل أنه من غير الممكن استخراج الغاز من حقل "كاريش" في سبتمبر الحالي، حتى خرجت المعارضة السياسية برئاسة بنيامين نتنياهو بحملة تحريض ضد الحكومة ورئيسها يائير لابيد، معتبرةً أن وراء التأجيل مخاوف من تهديدات "حزب الله" ورضوخاً له.

وأثارت الحملة المسؤولين السياسيين في الحكومة لتخرج وزيرة الطاقة للدفاع عن الحكومة، معلنة أن العمل سيتأجل أسابيع لأسباب تقنية وفنية لا أكثر.

وشددت الهرار على أن موقف الحكومة واضح وكذلك تعليماتها بالإسراع في إنهاء العمل ومباشرة استخراج الغاز، لأن في ذلك أولاً وقبل كل شيء مصلحة لإسرائيل، كما أن هناك التزامات مع دول عدة.

وقالت الهرار في تصريحات إذاعية إن "شركة إنرجيان التي فازت بمناقصة استخراج الغاز تعمل على ربط الأنابيب منذ شهر يوليو (تموز) من دون توقف، لكن العمل يصطدم بعقبات فنية بعضها يحتاج إلى وقت لإصلاحه".

ومن دون أن تتطرق الوزيرة لزيارة الوسيط الأميركي والجهود الحثيثة للتوصل إلى اتفاق، أو على الأقل تقدماً في الجولة الحالية للوسيط بين تل أبيب وبيروت، أعلنت الهرار أنه لا علاقة بين تأجيل مباشرة استخراج الغاز والمفاوضات الجارية مع لبنان.

تبديد التوتر

التصريحات التي نقلت على لسان مسؤولين إسرائيليين أسهمت في تبديد التوتر المتصاعد خلال الأسابيع الأخيرة في أعقاب التهديدات المتبادلة بين "حزب الله" والقيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية، كما أن "حزب الله" هدد بعدم السماح لإسرائيل بمباشرة العمل في حقل "كاريش" قبل حصول لبنان على حقه في الغاز، أي التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان في مسألة المياه الاقتصادية، في حين وجهت القيادة الإسرائيلية عبر سياسيين وأمنيين وعسكريين سهامها نحو دولة لبنان أولاً ثم "حزب الله"، مهددة بحرب غير مسبوقة حال تعرض الحقل أو إسرائيل عموماً لهجمات صاروخية أو أية عملية أخرى.

أما القائد الجديد لمنطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين الذي سيتسلم منصبه رسمياً الأحد المقبل، فاستبق توليه المنصب بتهديدات قال فيها "إذا نفذ حزب الله أي عمل ضد إسرائيل فسيجلب لنفسه الويلات وستسقط عليه نيران كثيرة".

وبحسب غوردين فإن أمامه تحديين اثنين، "أولهما الاستعداد للحرب المقبلة، وإذا نشبت فسيكون التحدي الثاني هو الانتصار فيها". ووضع غوردين الحفاظ على الردع الإسرائيلي بعد هذين التحديين.

هوكستين في إسرائيل

وفي ذروة احتدام النقاش الإسرائيلي حول استخراج الغاز وصل الوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى تل أبيب في جولة جديدة من المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين لتسوية النزاع حول الحدود البحرية.

وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات فقد اقترح هوكستين حلاً وسطاً جديداً سيسعى إلى الحصول على موافقة طرفي النزاع في شأنه.

وكانت إسرائيل وافقت، كما أعلن الأسبوع الماضي، على أن يمتد حقل "قانا" اللبناني في المناطق التي يعترف لبنان بأنها إسرائيلية، وفي المقابل يقوم لبنان بفرز حصة من الأرباح لإسرائيل.

وبحسب تقرير نشرته "القناة 12" فإنه في أعقاب هذا التقدم وافقت إسرائيل على تأجيل استخراج الغاز من "كاريش" لأسابيع عدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف مسؤولون إسرائيليون زيارة هوكستين للمنطقة بأنها "بالغة الأهمية وحاسمة" لحل الخلاف حول الحدود البحرية والتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان ومنع أي تصعيد عسكري.

وبحسب مصادر إسرائيلية فستتم إعادة ترسيم الحدود البحرية من جديد حول بئري الغاز "كاريش" الذي تم الانتهاء من بنائه وبات جاهزاً للعمل، و"قانا" اللبناني الذي يقع على بعد خمسة كيلومترات، وهي المسافة الضرورية للمراقبة الأمنية.

وكما يتضح من طرح أمنيين إسرائيليين للموضوع فإن الخلاف بين الجانبين يتمحور حول منطقة تصل مساحتها إلى مئات الكيلومترات المربعة شرق البحر المتوسط، وتوجد فيها مخزونات محتملة من الغاز الطبيعي التي تحقق أرباحاً يمكن أن تبلغ مليارات الدولارات.

ولأن إقامة منصة "قانا" اللبنانية ستمتد داخل المنطقة الإسرائيلية فإن لبنان سيوافق على تعويض إسرائيل مالياً بنسبة مئوية يتفق عليها لاحقاً من الأرباح، والحديث يجري عن نحو 15 في المئة.

جهات أمنية مطلعة على سير المفاوضات ترى أن الفوارق بين الطرفين طفيفة، ولا يوجد ما يمنع التوصل إلى اتفاق قريباً، وبالتوازي يستعد الجيش الإسرائيلي لإمكان التصعيد الأمني في الشمال على خلفية تهديدات حسن نصرالله، وتكرار إطلاق المسيرات نحو حقل "كاريش".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط