Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جزائري يتزوج فتاتين في عرس واحد

 أثار الحدث نقاشات حادة في وسائل إعلامية محلية ومواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض

العريس رشيد خلال مغادرته برفقة العروسين (مواقع التواصل الاجتماعي)

أحدث زفاف شاب على فتاتين في يوم واحد جدلاً واسعاً في الجزائر، انتقل من على مواقع التواصل الاجتماعي إلى صفحات الجرائد ونقاشات القنوات التلفزيونية. ثمة من اعتبر الأمر عادياً، فيما رأت أطراف في التصرف تعدياً على الأعراف، وقالت فئات، إن المشهد غير طبيعي والزفاف خلفه سر. 

 
زفاف "استثنائي"
 
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لحفل زفاف وصفوه بـ"الاستثنائي"، يظهر فيه رجل بلباس عريس وبجواره عروسان بفستانين أبيضين، تزوجهما في يوم واحد، بعد أن أرفقت المشاهد ببطاقة دعوة للزفاف، وفيها تدعو عائلة "بويديوة" إلى حضور عرس ابنها رشيد على كل من حنان ومريم، وكان ذلك في محافظة سكيكدة شرق الجزائر.
وانقسمت الآراء بين الترحيب بشجاعة الموقف ورفض الاستخفاف بالمرأة، فيما ظهرت مجموعة من التعليقات تعتبر في الخطوة تعدياً على تقاليد المجتمع، وأخرى تشيد بالرجل "الذي استجاب للشريعة الإسلامية التي تبيح الزواج بأربع نساء"، الأمر الذي فتح نقاشات وتجاذبات لا تزال متواصلة بعد أن أخذت أبعاداً دينية وحقوقية.
 
وللسخرية مكان
 
من جهة ثانية، دخلت جماعة الساخرين على الخط، فعلق أحدهم بأن الرجل الذي تمكن من إقناع امرأتين من الزواج به في يوم واحد، بإمكانه أن يحل مشكلات الجزائر والعالم، بما في ذلك الحرب بين الروس وأوكرانيا وكوريا الشمالية والجنوبية وملف إيران النووي والعلاقات بين الجزائر والمغرب، بينما دعت أخرى المعني إلى عقد مؤتمر صحافي من أجل الإجابة عما يشغل بال الجزائريين بخصوص زفافه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وأشار تعليق إلى أن "ما حصل سابقة أولى في الجزائر، لكن من بين الأسئلة المطروحة، كيف أقنعهما؟ والأهم من ذلك ربي يصلح ويهنئ". أضاف آخر، أن الرجل تزوج بامرأتين في وقت واحد، هاتان قبلتا والوضع أعجبهما، والمجتمع الجزائري حائر ولم يعجبه الحال، أمر غريب.
 
العريس يرد
 
ولم ينتظر العريس رشيد كثيراً للرد على كل التساؤلات والانتقادات والسخريات، وكتب رسالة على "فيسبوك"، يشرح فيها زواجه المزدوج، "لم أكن أعلم أن زواجي سيثير ضجة كبيرة، الحمد لله، لأنني قصدت الحلال وزواجي كان أمام الله وعباده، ولم أقصد أبداً أن أكون مشهوراً أو أسيء إلى النساء أو أي حزب".
واعتبر أن "الموافقة هي أساس هذا الزواج، والجميع على دراية بالصعوبات التي واجهتها في تنظيم حفل زفاف بسيط، حيث إن العثور على مكان أو فندق لإقامة الحفل كان من سابع المستحيلات، أنا شخصياً كل ما اهتممت به هو أن يمر العرس بكل بساطة مع ضغوط اللحظة الأخيرة من تأجير منزل، وتجهيزه...".
وواجه العريس على التعليقات السلبية التي طالته على مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً على أن "الحديث بأنني شخص ثري، ولهذا قبلت الزوجتان الزواج مني، غير صحيح، لأنني لا أملك، مسكني أو عقاري، مثلي مثل كل المجموعات البسيطة، فالثروة هي ثراء الروح وحيويتها".
 
تثليث
 
في السياق ذاته، يعتبر أستاذ علم الاجتماع مصطفى راجعي، أنه زواج غير مألوف وغير تقليدي، وهو أقرب من حيث الشكل إلى تعدد زوجات تم في وقت واحد. وقال، إنه "في العادة يختار الرجل امرأة واحدة للزواج، لكن هذا الشاب اختار زوجتين وكأنه لم يقم بزواج وإنما بتثليث، هذا ليس زواجاً وإنما هو تثليث، أما من وجهة نظر نسوية فهذا نوع من شراء النساء وليس زواجاً".
وأضاف، أن الأمر جديد اجتماعياً، لأنه في العادة يطرح الرجل على زوجته بعد مدة من زواجهما الزواج بثانية، وهذا ما يعرف في الشريعة الإسلامية بتعدد الزوجات، أما أن تقبل فتاة بزوجة ثانية وفي العرس ذاته، فهذا يثير ردود فعل ساخطة في الأوساط النسوية والحداثية.
ويواصل راجعي، أنه تم الترحيب بهذا الزواج في الأوساط السلفية التي ترى أن المرأة دورها في الحياة هي أن تكون زوجة وتقبل من الرجل كل الأدوار في إطار الشريعة التي يتم تفسيرها لدى التيار السلفي المتشدد بأنها تعطي امتيازات للرجال على حساب النساء.
ويوضح أن هذا الزواج يثير أسئلة الملاحظ السوسيولوجي عن النموذج الزواجي في مجتمعنا والتحولات التي يشهدها، خصوصاً في ظل التغيرات في قيم الشباب والتوجه نحو قيم ومعايير سلفية متشددة تشكل مصدر تهديد للعادات والتقاليد وقيم الحداثة، مبرزاً أن هذا الزفاف الثلاثي وليس الزواجي، يجعلنا نطرح أسئلة على الشابتين اللتين قبلتا بالزواج حول نظرتهما للزواج والحب والعائلة، لأن الطبيعة البشرية لن تغير مشاعر الغيرة والرغبة في الحصول على زوج وحيد ومخلص لزوجة واحدة.
ويتابع راجعي، أنه من ناحية العرف الجزائري فهذا تحد للتقاليد، وقد يحب الرجل امرأتين أو ثلاث لكنه يتزوج واحدة، وقد يستمر الرجل في حب نساء أخريات من دون علم زوجته لكن المرأة المتزوجة لا تقبل أن تأخذ العشيقات مكان زوجة.
 
توجيه الشعور العام
 
من جانبه، يرى أستاذ القانون عابد نعمان، أن "ظاهرة التعدد لمسناها في آبائنا وأجدادنا مثنى وثلاث ورباع، بالتالي من حيث المسألة فهي ليست غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا ولها قيمتها الاجتماعية، لكن عملية صناعة المشهد بزفاف ليلة واحدة فهي لم تثبت في تاريخنا العربي الإسلامي، ولا في تاريخنا القريب لدى أجدادنا وجداتنا".
ويعتقد نعمان، أن "هذا المشهد له إيعاز عميق نتحفظ عنه لخطورة الدافع وهو توجيه الشعور العام لشيء آخر وهو إيقاظ الكبت وإحداث ثورة من نوع آخر". وقال، إن المشهد يعتبر مساساً بالحياء العام على الرغم مما تضمنه من مناظر تجميلية تبعد العقل عن التفكير الصحيح والتركيز في ما هو غريب ومثير الفضول، إنه عملية جمع أكثر من أنثى وصناعة مشهد مخالف للطبيعة البشرية وهذا مكمن الخطورة.
اقرأ المزيد

المزيد من منوعات