Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر... قائد الأركان يتحدث عن الرئيس المقبل كأنه يعرف هويته

رأت أطراف في كلام أحمد قايد صالح مؤشراً "غير مريح" يتناقض مع تعهداته السابقة

رئيس الأركان الجزائري أحمد قايد صالح (أ.ف.ب)

صنع حديث قائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح عن الرئيس المقبل الجدل في البلاد. إذ سارعت جهات سياسية إلى اتهام المؤسسة العسكرية بفرض رئيس الجمهورية المرتقب، في ما بدا كأنه استمرار لممارسات النظام السابق.

وبينما رأت أطراف في الحراك أن قائد الأركان أبرز من خلال حديثه عن الرئيس المقبل أن الحرب على الفساد والفاسدين والعصابة وأذرعها يجب أن لا تتوقف، وأن المؤسسة العسكرية ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه التلاعب بمستقبل الجزائر والشعب الجزائري، قال الإعلامي المهتم بالشأن السياسي حكيم مسعودي إن خطاب قايد صالح وحديثه عن الرئيس المقبل مؤشر "غير مريح" لمشروع التغيير الذي يحمله الحراك الشعبي، كون هذا الأخير يتناقض مع تعهداته في كل مرة بالتزام الجيش بأدواره الدستورية وعدم تدخله في السياسة.

وأشار مسعودي إلى أن الحديث عن "المشروع السياسي" للرئيس المقبل يتجاوز حدود الالتزامات الدستورية، ومؤشر خطير على وجود نوايا بتوجيه الرئيس المقبل، خصوصاً أن قائد الأركان تخلص من كل منافسيه.

وخلص إلى أن المؤسسة العسكرية حضّرت البديل المطلوب، ولا ترغب من الحوار غير "الشكلية الفلكلورية".

خريطة المؤسسة العسكرية

أثار قايد صالح جدلاً سياسياً واسعاً وفتح باب التساؤلات على مصراعيه شعبياً، بعد تصريحه بأن رئيس الجزائر المستقبلي سيكون سيفاً على الفساد والمفسدين، مؤكداً أن محاربة الفساد ستتواصل بكل عزم وصرامة وثبات قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها، وأنه لا مهادنة ولا تأجيل لمسعى محاربة الفساد.

واعتبر قايد صالح أن بعض الأطراف تحاول التشويش على العدالة والتشكيك في أهمية محاربتها الفساد، بحجة أن الوقت غير مناسب ويتعين تأجيل ذلك إلى ما بعد الانتخابات، مجدداً تعهداته بمرافقة مسار الشعب في تحقيق آماله وتطلعاته المشروعة. وهي تصريحات استغربتها أطراف سياسية، وقالت إن قائد الأركان تحدث بيقين عن الرئيس المقبل، كأنه يعرف هويته.

وفي السياق ذاته، أوضح الناشط السياسي سعيد بن رقية أن تصريحات قائد الأركان لا تعني أنه هو من سيختار الرئيس الجديد، إنما بحكم المعطيات والتحولات فإنه لن يكون هناك مكان لرئيس فاسد. وأضاف أن المؤسسة العسكرية تواجه النظام الفاسد وتقوم بتصحيح المسار، ما جعلها المؤسسة الدستورية الوحيدة القائمة والقوية.

رسالة مشفرة

صنفت جهات التصريحات ضمن إطار التهديدات الموجهة إلى الطبقة السياسية، التي فشلت في الجلوس إلى طاولة حوار من أجل الاتفاق حول حل للخروج من الأزمة الراهنة. إذ إن قيادة الأركان وجهت رسالتها إلى أن استمرار تشتت المعارضة سيفتح الباب أمام تقديم الرئيس الجديد تجنباً لتضييع مزيد من الوقت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال عبد العزيز رحابي، المكلف بتنسيق ندوة المعارضة المزمع إجراؤها في 6 يوليو (تموز) المقبل، إن هدف هذه الندوة يتمثل في "المساهمة في تأمين مشاركة واسعة من أجل الخروج من الأزمة، التي طال أمدها والتي لا يجد لها أحد مخرجاً".

وأضاف رحابي أنه "لا يعرف لقيادة الجيش نوايا غير التعبير عن إرادتها في البقاء في الإطار الدستوري، الذي لا يلقى مع ذلك الإجماع، والتوجه إلى انتخابات رئاسية"، مشيراً إلى أنه "في خضم وضعية التحول السياسي الذي نعيشه، لا يمكننا تحقيق إجماع في الوقت الراهن، لأنه ليس من السهل إعادة تشكيل ساحة سياسية فُخخت إرادياً من قبل السلطة السياسية بهدف إضعافها".

"السلطة وضعت خطتها واسم الرئيس المقبل، وتبحث عن طريقة من أجل منحه الشرعية"، يقول القيادي التاريخي في الثورة الجزائرية لخضر بورقعة، مضيفاً أنه "لا يمكن أن نسهم في مهزلة سياسية محسومة من قبل". وأعلن رفضه المشاركة في ندوة المعارضة، لأنها "مسؤولة عن المأساة التي تعيشها الجزائر، وقد رفضها الشارع والشعب".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي