Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحراك الجزائري "ينطق سياسة" في الجمعة الـ 19... وحدة وطنية

اعتقلت أجهزة الأمن بضعة متظاهرين قبالة ساحة البريد المركزي

جددت أجهزة الأمن الجزائرية فرض إجراءات أمنية مشددة قبل انطلاق المسيرة الـ19 على التوالي، وكان واضحاً أن هذه الإجراءات تخص العاصمة من دون المحافظات الـ47 الأخرى، في سياق استهداف من تعتقد جهات أمنية أنهم "محرضون على خطاب الكراهية على أساس الهوية"، في وقت بدأ الحراك الشعبي "ينطق سياسة".

واعتقلت أجهزة الأمن بضعة متظاهرين في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، قبالة ساحة البريد المركزي التي سُيجت بإجراءات أمنية مشددة. ولم يتضح إن كان الاعتقال على علاقة بـ"حمل الراية الأمازيغية" أم لدوافع أخرى قد تتصل بـ"إهانة هيئة نظامية"، وهي تهم وجهت الأسبوع الماضي إلى نحو 17 متظاهراً حوكموا ثم أفرج عنهم مع قيد الرقابة القضائية.

وعرفت مداخل العاصمة، لا سيما الشرقية، منذ الصباح، وضع حواجز لقوات الأمن من شرطة ودرك لتفتيش الوافدين ومراقبة المركبات في استمرار لإجراءات أمنية تطبق فجر كل يوم جمعة.

وعُلم أن عناصر الأمن اعتقلوا عدداً من المواطنين عند محاولة تفريق تجمع للمتظاهرين أمام ثانوية خير الدين بربروس، وسط العاصمة. ويترجم ذلك إصرار المؤسسة العسكرية على "التعامل بصرامة" مع المسائل المتصلة بالعلم الجزائري. وهذا لب خطاب ألقاه رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، عشية المسيرة 18 قبل أسبوع.

وتعتقد المؤسسة العسكرية أن الاستقطاب داخل الحراك "عمل منظم" على أساس هوياتي. لذلك، يقول مناصرون لرأيها إن خطاب قايد صالح كان رد فعل على معطيات أمنية تجمعها أجهزة الاستخبارات، ومع ذلك فإن متظاهرين جددوا شعارات تقول إن ذلك الخطاب كان محركاً للاستقطاب داخل مسيرة العاصمة تحديداً.

قايد صالح يتهم فرنسا

للمرة الثانية على التوالي، يعود رئيس الأركان إلى ما يسميه إحباط "مؤامرة 2015". وهذا التاريخ يذكر عسكرياً بإقالة الجنرال محمد مدين (توفيق) في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه. وقال مراقبون إن استعادة فصول هذه المؤامرة في خطابه، الخميس، هو تفسير غير مباشر لكلمته قبل أسبوع.

وقال قايد صالح لعسكريين في أكاديمية شرشال غرب العاصمة، "عليكم أن تدركوا بأننا ومنذ عام 2015، قد استشرفنا خفايا المؤامرة المحاكة ضد الجيش والوطن، أي ضد الجزائر، وذلك من خلال محاولات المتآمرين قتل الأمل في نفوس الجزائريين والتضييق على كل المخلصين من أبناء هذا الوطن، الذين يمثلون خطراً على مصالح العصابة برؤوسها المعروفة وأذرعها المترامية الأطراف وشبكاتها المتسللة في مفاصل مؤسسات الدولة والمجتمع، إذ عملت وتعمل بكل حقد، بل وبكل عمالة مع أطراف معروفة بعدائها التقليدي لبلادنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإن عاد هذا التلميح إلى خطاب قايد صالح، مجدداً، ولثاني مرة أيضاً، فهو يقصد بشكل واضح فرنسا، بوصفها في الحديث السياسي الجزائري صاحبة "العداء التقليدي". وربما يربط بين باريس وجزائريين تدعمهم على أراضيها ويشتغلون على استقلال منطقة القبائل.

ووفقاً للخطاب نفسه، فإن شعارات في الحراك تشكك في خطوات العدالة، ترتبط بهذه "المؤامرة" أيضاً. إذ قال "حتى أن بعض الأطراف المغرضة تحاول التشويش على العدالة والتشكيك في أهمية محاربتها للفساد، بحجة أن الوقت ليس مناسباً الآن لمحاربة هذه الآفة، ويتعيّن تأجيل ذلك إلى ما بعد الانتخابات". وأضاف "يتضح للعيان مصدر الداء بل منبع الوباء، وتتضح بالتالي الأهداف الحقيقية للراغبين في تبني الفترات الانتقالية، أي الوقوع في فخ الفراغ الدستوري. فهم يريدون حماية الفساد من خلال تأجيل محاربته وذلكم هو نهج المفسدين أعداء الشعب والوطن".

"وحدة وطنية… خاوة خاوة"

بعد أسبوع حافل بالنقاشات التي انزلق بعضها إلى تحليلات "تفرقة" غير مسبوقة في تاريخ البلاد، رفع متظاهرون في الجمعة الـ 19 شعاراً لافتاً تكرر كثيراً "وحدة وطنية… خاوة خاوة". فباندفاع أساسه جهوي في كثير من الأحيان، تخاطب جزائريون على وسائط التواصل الاجتماعي على مدار أسبوع بلهجة جهوية، فكان الرد في هتافات المتظاهرين "عربي شاوي قبائلي طارقي شنوي كلنا أبناء الجزائر".

وبعيداً من ذلك، هناك ملاحظة سجلها مراقبون، على الحراك، بأنه بدأ "ينطق سياسة" بعد أسابيع طويلة من المطالب الواسعة والمتفرقة. يأتي ذلك بعد عقد أول لقاء لما سمي "قوى البديل الديمقراطي"، وقبل أسبوع من ندوة "الحوار الوطني الموسع"، التي ستضم عشرات الأحزاب والشخصيات السياسية المقتنعة بحلول "وسطية" في إطار "دستوري" أو من روح الأخير.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي