Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرشح كويتي يأمل في تسمية "الإخوان المسلمين" بـ"التنظيم المتطرف"

ينطلق برنامج الجريد الانتخابي من 5 مبادرات من بينها المساواة بين الرجل والمرأة وإسقاط قانون "المرئي والمسموع"

المرشح لعضوية مجلس الأمة الكويتي جاسم الجريد (صفحة الجريد على تويتر)

برز من بين الـ289 مرشحاً ومرشحة لانتخابات مجلس الأمة الكويتي في اليوم السادس لفتح باب الترشيح اسم جاسم الجريّد، الشاب الكويتي الذي كان يرافق زوجته التركية، مدربة اليوغا، في "ساحة الإرادة" قبل أشهر من الاستحقاق الانتخابي حين كانا يعترضان على تقييد الحريات.

ويأتي ضمن حديثه إلى "اندبندنت عربية" قوله إن الكويت أصبحت بيئة لتواجد تنظيمات متطرفة تسعى لعزلها عن محيطها الخليجي، كما يتضمن برنامجه الانتخابي بنود السلام مع إسرائيل، وتغيير اسم "الإخوان المسلمين" إلى اسم "تنظيم الإخوان المتطرف"، والزواج المدني، وحقوق الـ400 "مسيحي وبهائي" في بلده، وانسحابات الرياضيين الكويتيين من أمام منافسين إسرائيليين.

ولربما أن مشوار الوصول لكرسي مجلس الأمة (البرلمان) بدأ من "ساحة الإرادة" قبل أشهر حين ظهر الجريد في مقطع فيديو إلى جانب زوجته، بعد قرار حكومي يقضي بوقف جلسات اليوغا، إثر دعوات صدرت عن رجال دين متشددين. وهو قرار اعتبره كويتيون كثر مخالفاً للدستور ومواده التي تكفل الحريات.

ويقول الشاب المرشح الذي بات في أواخر الثلاثينيات من عمره، إن تمكين المرأة ومساواتها بالرجل مدنياً هو أحد أهدافه، "نحن في بلد يعيش فيه 200 مسيحي و200 بهائي، وفيه ديانات أخرى غير مسلمة، بينما قانون الأحوال الشخصية واحد، فلا يمكن لكويتي يحمل هوية وطنية أن يأخذ حقه من الميراث بسبب التمييز في القانون. نريد قانوناً عادلاً لكل من يحمل هوية وطنية".

إسقاط قانون "المرئي والمسموع"

يسعى الجريد أيضاً ضمن برنامجه الانتخابي إلى إسقاط قانون "المرئي والمسموع"، وهو قانون كويتي يجرم أي رأي ينتقد من يجلس في "مجلس الأمة"، ويصفه بـ"القانون السيئ للغاية"، مضيفاً، "كأن السياسي يريد تحصين نفسه تحت قبة عبدالله السالم (مقر مجلس الأمة)، بسبب قانون المرئي والمسموع"، وهو قانون يعتبره الجريد "حالة تاريخية في تاريخ الكويت منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ويجب إسقاطه".

موضوع إسرائيل

من جهة أخرى، قد يبدو الحديث عن إسرائيل مثيراً في الخليج، لكن الجريد الذي توجه إلى وسائل الإعلام والناخبين بحديث انتقد فيه انسحابات الرياضيين الكويتيين من أمام الفرق الإسرائيلية، مضى بالقول إنه يذهب إلى "مبادرة السلام" التي أطلقها العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2002، وضمن بنودها الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان السوري، والجنوح إلى السلام العادل، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وتناول الجريد منتقدي هذا الرأي فقال إنهم "يميلون إلى (حزب الله) و(داعش) والتشدد الديني غير المتعايش أو تنظيم الإسلام السياسي المستقل بمصالحه لنفسه (الإخوان)، أو الحرس الثوري الإيراني، ويهاجمون من يريد مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. إنهم يحاربون الرجل الذي ينبذ أي تطرف وقتل في المنطقة، وينادي بخليج قوي متماسك ذي مصير واحد ونهضة واحدة".

وشدد الجريد على أن ضمن أهدافه السعي إلى إيجاد ثغرة قانونية لإيقاف منصات إرهابية تتخذ من الكويت حاضنة لها بهدف عزلها عن محيطها الخليجي، "بخاصة تنظيم الإخوان المتطرف".

وعن الفرق بين الإخواني والليبرالي الكويتي، قال الجريد إن "الليبرالي الكويتي يسعى براغماتياً من أجل صالح الدولة، بينما الإرهابي الإخواني يسعى لتأمين صالح تنظيمه الخاص".

ولـ"الإخوان" الذين يصفهم الجريد بـ"التنظيم المتطرف"، "مركز مالي قوي جداً، ويتمتعون بنفوذ يصل ليجعلهم يقفون وراء الانسحابات الرياضية من أمام منتخبات إسرائيل، وتشكيل خلايا إرهابية".

ويبدو أن الحروب التي واجهها الجريد، المرشح الجديد لعضوية مجلس الأمة، ليست حديثة العهد، إذ بدأت منذ أول انسحاب لفريق كويتي من المشاركة ضد فريق إسرائيلي، حين صدر قرار منع نشر مواقفه من جريدة كويتية شهيرة بسبب انتقاده قرار الانسحاب، ودعوته إلى اعتماد المبادرة العربية للسلام مع تل أبيب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"لا أخشى القبيلة"

كذلك، يتضمن برنامج الجريد الانتخابي، "إلغاء الرقابة المسبقة على الإعلام والمسرح والكتب والفنون، وعدم فرض وصايا من خارج القانون، وترسيخ تطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". إضافة إلى دعوته لإقرار الزواج المدني لضمان المناصفة في الحقوق بين الزوج والزوجة، إضافة إلى وضع خطط مشابهة لخطة رؤية السعودية 2030 تضمن مستقبل مشرق لبلاده.

ويفسر الشاب الكويتي أن بنود برنامجه الانتخابي دفعت منافسيه إلى السعي إلى إقصائه قبل وصوله لإدارة شؤون الانتخابات كممثل عن الدائرة الثالثة، "وهي الدائرة البعيدة عن صراع القبائل، واحتشاد الطوائف التي عادة ما تكون وراء كل مرشح بصرف النظر عن برنامجه وخططه"، كما يقول الجريد واصفاً الدائرة الثالثة بـ"دائرة الفكر والمثقفين".

ولدى سؤاله عن القبيلة وأصواتها، وما إذا كانت تشكل تحد تواجهه قبل وصوله المحتمل إلى مجلس الأمة؟ يقول الجريد، "قد أواجه هذا التحدي لو كنت في الدائرة الأولى أو الرابعة أو الخامسة لأن فيها تحزباً كبيراً، لكنني لكي أنهي هذا النوع من السلوك للناخب وضعت اسمي كمرشح في الدائرة الثالثة، هذه الدائرة لا تعتمد عن القبلية ولا الطائفية، فقد يخرج من المرشحين العشرة فيها، قبلي واحد، وشخص آخر من تنظيم متطرف، وأحياناً يكون هناك ماركسي، وهناك أيضاً شيعة يترشح منهم واحد أو اثنان. في هذه الدائرة خلطة جميلة ومتنوعة، ولهذا سميت دائرة الفكر".

"ليس لدينا ليبرالية حقيقية"

ويواجه الجريد تحديات كثيرة أخرى غير القبيلة، حتى إن فريقاً من الليبراليين يخالفه الرأي، وكان قد نادى بمناظرة بين "الإخوان والليبراليين".

وأجاب عن سؤال "إن كنت لست إسلامياً ولا ليبرالياً إذاً كيف تصنف نفسك؟"، قائلاً، "أنا ليبرالي حقيقي، التيارات الليبرالية عندنا ليست ليبرالية حقيقية، فهي منذ عهد جمال عبدالناصر وما بعده، تؤمن بشعارات اشتراكية وقومية وعروبية تستمد منها رأياً واحداً، هذه ليست ليبرالية. الليبرالية هي الإيمان بالحرية الفكرية".

ضد عودة الغانم رئيساً

"أنا ضد عودة أي أحد من العهد السياسي السابق جملة وتفصيلاً"، هكذا قال الجريد في إجابته عن رأيه في عودة مرزوق الغانم إلى رئاسة مجلس الأمة مع ترشح بقية الأعضاء، لكنه ليس أمراً ذا أهمية برأيه، مضيفاً، "لا يهمني مرزوق، أو غيره، ما يهمني حين أصل إلى المجلس، أن تكون أدوات الرقابة والتشريع بمتناول الجميع من دون تمييز".

يذكر أنه حتى يوم السبت الثالث من سبتمبر (أيلول) الحالي، تلقت إدارة شؤون الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية الكويتية، قبل أربعة أيام من إغلاق باب الترشح، طلبات 289 مرشحاً ومرشحة، من بينهم 271 من الذكور، و18 من الإناث. وتحدد يوم الخميس الـ29 من سبتمبر موعداً لاقتراع الكوتييين واختيارهم 50 نائباً لتمثيلهم في مجلس الأمة الذي تأسس في يناير (كانون الثاني) 1963.

المزيد من تقارير