Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تساعد الغِرْسَات اللاسلكية من يعانون من الشلل على المشي مرة أخرى؟

استخدم العلماء النبضات الكهربائية لعلاج الشلل النصفي السفلي لعشرات السنين

يعاني أشخاص حول العالم كل دقيقة أو دقيقتين إصابة في الحبل الشوكي، ما ينتج عنه في كثير من الأحوال خسارة للحركة والإحساس لا يمكن علاجها وتكون السبب في تغيير شامل للحياة. ولكن أخيراً قامت مجموعتا أبحاث بتحقيق إنجاز غير مسبوق، من خلال زراعة أجهزة كهربائية مباشرة فوق الحبل الشوكي، وإستطاع الباحثون أن يعكسوا بعض الآثار الناجمة من إصابة العمود الفقري ومساعدة الناس على المشي مرة أخرى من دون الاعتماد على شيء. 
هل يعني ذلك نهاية اعتبار إصابات الحبل الشوكي حالات غير قابلة للعلاج أم أن الطريق ما زالت طويلة قبل أن يمكن اعتبار الكراسي المتحركة شيئاً من الماضي؟ 
منذ أكثر من عشرين عاماً يحاول العلماء استخدام التحفيز الكهربائي لكي يعالجوا ويعكسوا آثار إصابات الحبل الشوكي. زيادة النشاط الكهربائي في الحبل الشوكي تساعد بشكل صناعي في تنشيط الأعصاب التي تقوم بنقل المعلومات بين الأطراف والمخ. 
بينما تكون بعض الأعصاب قد أصابها ضرر دائم بسبب إصابة الحبل الشوكي، توجد بعض الأعصاب السليمة حتى في أكثر مواضع الإصابة شدة في العمود الفقري وتقوم هذه النبضات الكهربائية بإعطائها دفعة. في الشهرين الماضيين تم نشر دراستين تساهمان بشكل كبير في التوسع في تحديد ما يمكن إنجازه باستخدام هذه التكنولوجيا. 
في دراسة قام بها كندال لي وكريستين زاو من مايو كلينيك في الولايات المتحدة، استطاع مريض يعاني من شلل نصفي سفلي كامل المشي لمسافة 100 متر باستخدام مشاية بفضل الأجهزة المزروعة في الحبل الشوكي.
يقوم هذا النوع من الأجهزة المسمى "محفز كهربائي فوق الجافية" بإرسال إشارات كهربائية إلى الأعصاب السليمة في الجزء السفلي من العمود الفقري (يجب أن يكون هذا الجزء سليماً لكي تنجح هذه التقنية).
يستخدم الجهاز مولد نبضات تتم زراعته تحت الجلد ليقوم بإرسال الإشارة المناسبة للقطب الكهربائي المثبت في الجافية، طبقة الحماية للأعصاب في الحبل الشوكي. يعتبر التدخل الجراحي في هذا الإجراء في أدنى حدوده ويمكن للمريض أن يعود إلى المنزل في اليوم نفسه. الحياة مع المحفز الذي تم زرعه داخل الجسم تشبه إلى حد كبير الحياة مع منظم ضربات القلب. 
لقد تم اختبار أجهزة المحفز الكهربائي فوق الجافة على المرضى الذين يعانون من الشلل من قبل ولكن التغلب على هذا النوع من إصابات الحبل الشوكي الكاملة يعتبر نتيجة استثنائية وإنجازاً جديداً باتجاه استعادة الحركة. 
لكن الدراسة أظهرت أن النتائج الجيدة يمكن تحقيقها فقط في حال ما بقيت الأجهزة المزروعة سليمة وتعمل بشكل جيد. هذا القصور تم التعامل معه في الوقت الحالي من خلال دراسة على ثلاثة مرضى يعانون ضرراً جزئياً في الحبل الشوكي وذلك بواسطة باحثين من جامعة إب بي إف إل التقنية في سويسرا. بعد خمسة أشهر من تحفيز الحبل الشوكي وجد المرضى أنهم استعادوا جزءاً من الإحساس والحركة حتى في حالة إغلاق الأجهزة المزروعة في أجسامهم. أحد المرضى تحسنت حالته حتى مع عدم استخدام الجهاز المزروع لدرجة سمحت بتغيير تصنيف إصابته من "سي" إلى "دي" التي يشار بها إلى الإصابات الأقل حدة. 
ويعمل الجهاز في نفس وقت تشغيله الفعلي ليقوم بالتحفيز الدقيق للأجزاء المعنية في الحبل الشوكي وفي الوقت المحدد الذي تحتاج فيه ذلك. ما جعل استخدامه بديهياً بشكل أكبر. النتائج الأولية تبدأ في الظهور خلال أسبوعين فقط ولم تعد هناك حاجة للانتظار لأشهر عدة كما كان معتاداً في عملية إعادة التأهيل.
تطور غير مسبوق
لقد أظهرت هذه الدراسات نتائج غير مسبوقة في علاج إصابات الحبل الشوكي. هذه التطورات تأتي كنتيجة للتقدم التكنولوجي في مجال الأجهزة المزروعة وكذلك فهم متزايد لكيفية تواصل المخ مع أجسامنا والتحكم فيها. 
بعد إثبات المبدأ في ما يخص استخدام تحفيز الحبل الشوكي للأشخاص الذين يعانون شلل النصف السفلي، جاء الآن وقت التوسع في هذه التقنية خارج حدود المختبرات ونقلها إلى العالم الخارجي. سوف يحتاج الباحثون إلى إجراء دراسات سريرية أكبر لمراقبة عدد أكبر من المرضى بداية من إصابتهم الأولية وزراعة الأجهزة في أجسامهم وصولاً إلى نهاية عملية إعادة التأهيل. يجب أن نقوم بتقييم المميزات الكاملة للعلاج وأن نضع المعايير التي يجب على الأطباء أن يتبعوها قبل أن يصبح هذا العلاج متاحاً للجمهور الأوسع.  
ليس من المؤكد بعد إذا ما كان الأشخاص الذين يعانون من إصابات شديدة في الحبل الشوكي يستطيعون أن يستفيدوا من ذلك التحسن في حال إغلاق الجهاز. فعلى وجه الخصوص الأشخاص الذين يعانون إصابات شديدة لدرجة عدم وجود أي أعصاب سليمة على الإطلاق، من المحتمل ألا تكون هذه المقاربة ناجحة معهم لعدم وجود أي إشارة يمكن تعزيزها.  
هذه الحالات سوف تحتاج إلى تقنيات أخرى لمحاولة التغلب على الإصابة ومعالجتها ليشعر المريض بالتحسن.
وعلى الرغم من أننا قد لا نكون قد وجدنا علاجا نهائيا لإصابات الحبل الشوكي حتى الآن إلا أنه يبدو بسبب الأعداد المتزايدة من نتائج مجموعات البحث المستقلة باستخدام مجموعة من الأساليب أننا سوف نصل لذلك اليوم قريبا. 
يوانيس ديميتريوس زولياس هو باحث ما بعد الدكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة ريدينج. وقد نشر هذا المقال لأول مرة في "ذا كونفرسيشن".
 

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات