Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ديزني" تحذف بعضاً من محتواها في الشرق الأوسط بعد جدل المقاطعة

اتهامات بممارسة الرقابة الأبوية ومغازلة الجمهور "الخطأ" والمنصة تؤكد التزامها تطبيق القوانين المحلية في كل دولة

فيلم "الأبديون" أثار أزمة إبان طرحه سينمائياً ولا تزال تعرضه منصة "ديزني بلس" في الشرق الأوسط (مواقع التواصل)

نصف تراجع ونصف مهادنة ونصف صمود، إنه حال منصة "ديزني بلس" في الشرق الأوسط، وفقاً لآراء المستخدمين الذين فوجئوا باختفاء بعض من محتوى التطبيق ومنع عرض بعض الأعمال في المنطقة العربية، في حين أنها موجودة بشكل طبيعي في مناطق جغرافية أخرى. عدد من المعلقين رأى في ذلك رضوخاً من المؤسسة لحملات المقاطعة التي لم تتوقف بعد إعلان مسؤوليها زيادة المحتوى الخاص بمجتمع الميم في ما تقدمه، فيما وجد فيه آخرون ارتباكاً وتخبطاً لا يليق بمؤسسة بحجم شركة "والت ديزني" العملاقة التي قدمت على مدى تاريخها إنتاجات لا تنسى.

بالنظر إلى صفحات "ديزني بلس الشرق الأوسط" الرسمية سنجد أن العروض لا تتوقف التي تعد المشتركين الجدد بخصومات كبيرة وتخفيضات في أسعار الاشتراكات، ولكن بالبحث عن تعليق واحد إيجابي على تلك التدوينات سيكون الأمر صعباً للغاية، فالورطة التسويقية التي وضعت المنصة نفسها فيها بعد تصريحات كاري بيرك، مسؤولة المحتوى في الشركة الخاصة بخطة نشر المحتوى الخاص بعالم المثليين، جاءت في توقيت حرج دعائياً، بالتالي التعليقات السلبية الداعية إلى المقاطعة التي تستخف بالعروض هي الأكثر ظهوراً عبر سوشيال ميديا "ديزني بلس" في العالم العربي.
 


ما بين الرقابة الكاملة والتصنيف العمري

شهران تقريباً مرا على انطلاق المنصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسط احتفالات أقامتها المؤسسة من جانبها بينما كان الاستقبال غاضباً ومستهجناً من قبل بعض المتابعين، لكن المفاجأة أن المشتركين الحريصين على متابعة إنتاجات المنصة استيقظوا بين يوم وليلة ليجدوا أن مسلسل بايماكس Baymax المبني على فيلم بيغ هيرو 6، 6Big Hero ، وتدور أحداثه في عالم الخيال العلمي، ويتضمن شخصيات مثلية، قد اختفى من قائمة العروض، ثم منع عرض فيلم لايت يير light year على المنصة الذي يتضمن أيضاً إيحاءات حول المثلية الجنسية، إذ جاء في التبريرات المتداولة والمنسوبة للمؤسسة أن الأمر يخضع لقوانين الرقابة المحلية، وهي التبريرات التي ذكرتها تقارير عالمية عدة بينها ما جاء في ديلي ميل وهوليوود ريبورتر، وذلك بعدما منع الفيلم من العرض في دور السينما بأغلب الدول العربية، فيما عربياً لم تبادر المنصة إلى إصدار بيان رسمي، وتم تداول المعلومات في البداية ضمن إطار التسريبات، فكما هو واضح فإن سبب عدم العرض على المنصة عائد إلى أن محتوى ديزني+ التي أطلقت خدماتها عالمياً في نهاية عام 2019، يتغير من بلد لآخر وأنه يجب أن يتوافق دائماً مع قوانين تلك المنطقة، وهو ما تم تأكيده في تصريحات رسمية من ديزني لـ"اندبندنت عربية"، إذ تشدد المؤسسة على أن عروض المحتوى تختلف عبر البلدان التي تبث فيها المنصة خدماتها، وذلك بناء على مجموعة عوامل، منها أنه يجب أن يتوافق المحتوى المتاح مع المتطلبات التنظيمية المحلية.

وهو أمر غير مفهوم بشكل كامل في ظل إتاحة أعمال أخرى لم تعرض سينمائياً في عدد من الدول العربية بسبب وجود محتوى متعلق بمجتمع الميم أيضاً، وبينها eternals وDoctor Strange 2، فمن غير المفهوم لماذا وقع الاختيار على الأعمال المحذوفة بعينها؟ وبحسب ما علمت "اندبندنت عربية"، فإن التبرير المتداول هنا يتعلق بأن المحتوى الذي يستهدف الجمهور الأصغر سناً الذي يشمل مضموناً يصنف على أنه يحمل حساسية بالنسبة إلى ثقافة المجتمع غير متاح على ديزني بلسDisney +  في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن يتاح المحتوى الموجه للجماهير الأكبر سناً، مع التصنيف العمري المناسب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


سياسة غير عادلة؟

هذا التبرير مردود عليه بأنه معلوم أن آلية عمل المنصات لا تحددها الرقابة المحلية في البلدان التي تبث فيها، بعكس عروض السينما، فالأفق في المنصات أكثر رحابة وليس للجهات الرقابية سلطة على محتواها، والدليل وجود محتوى عبر تلك المنصات مرفوض عرضه سينمائياً تماماً في الدول العربية، ولهذا فهي خدمة يدفع المستخدمون لأجلها مقابلاً مادياً ويتم الاعتماد في محتواها على التصنيف العمري للأعمال، مثلما يجري في كثير من منصات العرض الإلكتروني، إذاً ديزني بلس Disney+ التي قالت الشركة المالكة لها "والت ديزني" إن عدد مشتركيها وصل إلى 221 مليوناً، وذلك بحسب بيان رسمي كشفت عنه في الأسبوع الثاني من أغسطس (آب) الحالي، فاجئت المشتركين الذين اختاروا عن كامل وعيهم مشاهدة محتواها بإخفاء بعض من هذا المحتوى من دون توضيح واف، ومن دون إعلامهم بسياستها بشكل مسبق، وهو الأمر الذي قال عنه الناقد أندرو محسن إنه "نوع من السياسة غير العادلة في ما يتعلق بالتعامل مع مستخدمي المنصة في المنطقة"، لافتاً إلى أن "ديزني بلس تمارس دور الرقيب على مشتركي الشرق الأوسط"، واصفاً حذف بعض من محتواها المتاح في المناطق الأخرى بأنه "سلوك غير مفهوم إطلاقاً". كما أشار محسن إلى أن "من يرغب في رفض المحتوى الخاص بالمنصة فقد اتخذ قراره وقاطعها، ومن اشترك بإرادته فقد كان حراً في اختياره". وأضاف "كان الأجدر بهم أن يعلنوا منذ البداية أن سياسة عرض الأعمال ستختلف من دولة لأخرى وفقاً لأسباب رقابية، ليكون الجميع على دراية بطريقة عملهم".

اللافت أن تصريحات ممثل ديزني لـ"هوليود ريبورتر" تؤكد أن المنصة توفر أدوات الرقابة الأبوية للسماح للعائلات بتحديد ما يشاهده أفرادها، ولكن مع ذلك لا تزال السياسة غير واضحة المعالم بشكل محدد في ما يتعلق بالشرق الأوسط، فهي مزيج بين هذا وذاك، وخليط بين ترك الحرية للآباء ليحددوا ما يشاهده أطفالهم، وبين مبادرة المنصة نفسها بأداء هذا الدور الأبوي، وللتوضيح بصورة أكبر فإن ديزني ترى أنه يمكن للوالدين الاستفادة من أدوات الرقابة الأبوية الشاملة وسهلة الاستخدام، بما في ذلك القدرة على إعداد ملفات تعريفية للأطفال، ووضع شروط محددة للوصول إلى كل ملف، واستخدام "كود" الحماية لأفراد الأسرة الأصغر سناً من الوصول غير المقصود المحتوى المصنف لمن هم أكبر سناً.


مهادنة الجمهور الخطأ؟

مع ذلك لا تزال تحفل مجموعات المستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسئلة من نوعية، هل ديزني بلس تغازل المستخدمين المحتملين في العالم العربي وتحاول طمأنتهم بأن هناك نية لحجب المحتوى المثير للجدل؟ إذ ردت عليه إحدى المشتركات بالتأكيد أنه إذا استمرت ديزني في سياستها المرتبكة فستلغي اشتراكها لأنها ببساطة اختارت المشاهدة للتمتع بمكتبة المنصة العامرة، وبعد ذلك فوجئت بوجود تفرقة بين ما يعرض محلياً وبين المحتوى الكامل الموجود في بقية دول العالم، مستغربة فكرة الحذف الجزئي. وأشارت إلى أنه جرت العادة أن الفئة التي تقود حملات المقاطعة وتطلق مبادرات التعليق بسخرية على منشورات مثل تلك المؤسسات في العالم العربي، هي فئة على الأغلب لا تفضل الاشتراك في كل المنصات عموماً، وبالتالي فهم من غير الجمهور المستهدف أساساً، وهو الرأي الذي أكده عدد آخر من المعلقين الذين اعتبروا أن سياسة المنصة تعتبر عقاباً للمشتركين المخلصين الذين يشاهدون المحتوى عن وعي ودراية واختيار، ويحددون الملائم لهم ولذويهم وفق التصنيف العمري العالمي المعمول به في التطبيقات كافة، ضاربين المثل بـ"نتفليكس" التي على الرغم من كل الانتقادات التي طالت إنتاجاتها وبخاصة التي اتهمت بالتركيز بشدة على عالم المتحولين جنسياً ومزدوجي الميول، لم تبادر إلى حذف موادها.

المزيد من سينما