يسعى المسؤولون الفرنسيون والأميركيون إلى احتواء أية تداعيات للوثائق التي عثر عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في حملته على مقر إقامة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فلوريدا.
من بين الوثائق السرية التي وجدها "أف بي آي" بحوزة الرئيس السابق والتي نقلها من البيت الأبيض بشكل غير قانوني بعد مغادرته، وثيقة بعنوان "معلومات حول رئيس فرنسا"، ومصدر المعلومات استخبارات شخصية من أحد مصادر الأجهزة الأميركية في قصر "الإليزيه".
لا أحد يعرف تفاصيل ما تحتويه الوثيقة، لكن باريس وواشنطن تعملان على التوصل إلى ماهية المعلومات التي احتفظ بها الرئيس السابق وما إذا كانت تشكل خطراً أمنياً.
معلومات "بذيئة"
مجلة "رولينغ ستون" الأميركية نشرت تقريراً حول تفاخر دونالد ترمب بين أصدقائه والمقربين منه بأنه يملك معلومات "بذيئة" عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إنه حصل على المعلومات من مصادر استخباراتية أميركية.
وذكرت المجلة أن الرئيس الأميركي السابق مهووس بالحياة الشخصية والأسرار الجنسية لنظيره الفرنسي البالغ من العمر 44 سنة وزواجه ببريجيت البالغة من العمر 69 سنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويواجه ترمب اتهامات بخرق القانون ويخضع لتحقيقات جنائية لنقله وثائق تتضمن أسراراً وطنية بالغة الحساسية إلى سكنه، بعضها يضر بجواسيس أميركيين و"مصادر بشرية سرية" لأجهزة الأمن، وتتعلق التحقيقات الجنائية الجارية بإعاقة عمل العدالة واحتمال انتهاك الرئيس السابق قانون التجسس.
ولا يعرف بعد إن كانت الوثائق عالية السرية المتعلقة بالمعلومات عن القصر الرئاسي الفرنسي مرتبطة بترديد ترمب من قبل أن لديه اطلاعاً على "قاذورات" ماكرون ولا لماذا أخذ معه تلك المعلومات حين غادر البيت الأبيض.
علاقة مضطربة
يشير تقرير مجلة "رولينغ ستون" إلى أن ترمب كان يردد أنه يعرف "السلوك المشين" لماكرون، وكان يقول لمعارفه في "البيت الأبيض" إنه "لا يوجد كثيرون يعرفون أسرار قصر الإليزيه".
ونقلت المجلة عن مصادرها أن الرئيس السابق كان يتحدث باستخفاف عن تفاصيل حياة الرئيس ماكرون وأن من كان ترمب يحكي لهم لم يكونوا متأكدين إذا كان يقول الحقيقة أو لا.
خلال فترة رئاسته، كانت علاقة ترمب بنظيره الفرنسي مضطربة، إذ بدأت بامتداح ترمب لماكرون ووصفه له بأنه "رجلي"، وحين زار ماكرون البيت الأبيض عام 2018 قال ترمب للصحافيين عنه "أحبه كثيراً"، وتخللت زيارة ماكرون الرسمية عناقاً مع ترمب ومظاهر ود واضح. وفي زيارة رسمية إلى فرنسا عام 2017، أبدى ترمب إعجاباً واضحاً بقرينة الرئيس الفرنسي وارتفعت حواجبه وهو يقول لها "شكلك جميل للغاية".
لكن العلاقات بين الرئيسين توترت في العامين الأخيرين من حكم ترمب، وفي اجتماع لـ"حلف شمال الأطلسي" (الناتو) في لندن عام 2019 انفجرت العلاقات بينهما بوضوح، فاختلفا بحدة حول مستقبل الحلف وإيران و"داعش" وغيرها من القضايا، وحين تحدث ترمب بخفة عن إرسال مقاتلي "داعش" إلى فرنسا، رد ماكرون بحدة "لنكن جادين".
مأزق "الولد التافه"
وسمع دونالد ترمب ينتقد ماكرون بشدة في اجتماع مع سفراء الأمم المتحدة، ورد الأخير في مقابلة مع مجلة "ذا إيكونوميست" بعد ذلك مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "تدير ظهرها" لحلفائها الأوروبيين وأن فشل أميركا في القيادة يمثل "الموت الدماغي لحلف الناتو".
لعلنا نتذكر الفيديو الشهير الذي التقطته الكاميرات بشكل غير مقصود من كواليس تلك الاجتماعات لرئيس الوزراء الكندي والرئيس الفرنسي ومعهم رئيس الوزراء البريطاني وهم يسخرون من ترمب، وعلى الرغم من أن الصوت لم يكن واضحاً في الفيديو المسرب، فإن حركاتهم كانت واضحة تماماً.
وكتبت السكرتيرة الصحافية السابقة لـلبيت الأبيض ستيفاني غريشام في مذكراتها أن ترمب كان يصف ماكرون في أحاديثه الخاصة بلقب "الولد التافه"، وعلى الرغم من أن ترمب معروف بلغته غير الدبلوماسية التي تنحدر أحياناً إلى مستويات "حواري نيويورك" الوضيعة، فإن غضبه كان واضحاً جداً من الرئيس الفرنسي خلال الأعوام الأخيرة من حكمه.