Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يزور جيب كالينينغراد وسط تصاعد التوتر مع الغرب

كييف تعمل على إعادة تشغيل أحد مفاعلات "زابوريجيا" ومدير "الوكالة الدولية": سلامة المحطة انتهكت مراراً

بدأ بوتين زيارته كالينينغراد عبر لقاء طلبة استأنفوا عامهم الدراسي ورد على أسئلتهم حول مواضيع متنوعة (أ ف ب)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الأول من سبتمبر (أيلول)، إلى كالينينغراد مع تصاعد التوتر حول هذا الجيب الروسي الواقع على شواطئ بحر البلطيق بين بولندا وليتوانيا، العضوين في "حلف شمال الأطلسي"، في ذروة الحرب الأوكرانية، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأ بوتين زيارته كالينينغراد عبر لقاء طلبة استأنفوا عامهم الدراسي، ورد على أسئلتهم حول مواضيع متنوعة، مثل الاقتصاد والفضاء والهجوم الروسي على أوكرانيا، بحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الروسي بشكل مباشر.

وقال بوتين "مهمتنا ومهمة جنودنا وقف هذه الحرب التي تشنها كييف في دونباس (شرق أوكرانيا)، وحماية الناس، وبالطبع الدفاع عن روسيا نفسها".

وأكد أن سكان دونباس، وهي منطقة يعيش فيها عدد من الناطقين بالروسية، "يعتبرون أنهم جزء من الفضاء الثقافي واللغوي" الروسي.

وبموجب العقوبات التي قررها الاتحاد الأوروبي رداً على الهجوم الروسي، أوقفت ليتوانيا في يونيو (حزيران) السماح بمرور بعض البضائع عبر أراضيها في اتجاه كالينينغراد، إلا أنه بعد احتجاجات وتهديدات من موسكو، انتهى الأمر بالاتحاد الأوروبي إلى مطالبة فيلنيوس بالسماح بعبور البضائع الروسية عبر السكك الحديدية باستثناء المعدات العسكرية.

وفي هذا الإطار من التوتر، أعلنت موسكو الشهر الماضي عن نشر أحدث صواريخ فرط صوتية في كالينينغراد.

ماذا عن "زابوريجيا"؟

قال بيترو كوتين رئيس "شركة الطاقة النووية الأوكرانية" الحكومية (إنرجواتوم)، الخميس، إن زيارة بعثة "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" إلى محطة "زابوريجيا" النووية التي تحتلها روسيا لن تعد ناجحة إلا إذا أدت إلى "نزع السلاح" من المحطة.

وأضاف كوتين لـ"رويترز" عند نقطة تفتيش تسيطر عليها أوكرانيا في الطريق للمحطة النووية، أن السلطات الأوكرانية تبذل "قصارى جهدها" لإعادة تشغيل المفاعل الخامس بالمحطة بعد إغلاقه بسبب القصف في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

وقال كوتين إن حقيقة تمكن مفتشين من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" ومدير الوكالة رفائيل جروسي من زيارة المحطة، الخميس، بعد مفاوضات استمرت لأشهر تشكل تقدماً، لكنه أشار إلى أن روسيا حاولت استغلال الزيارة بغرض الدعاية واستبعدت الصحافيين المستقلين من تغطيتها.

وندد كوتين بوجود ممثل من شركة "روساتوم" النووية الروسية التابعة للدولة خلال الجولة التي نظمت لبعثة الوكالة.

وقال "كان الشخص الأساسي (في الجولة) وفي الحقيقة كان مدير (المحطة) معه فحسب".

وأضاف أن الأولوية القصوى لأوكرانيا هي نزع السلاح من المحطة النووية والمنطقة المحيطة بها لتجنب الكوارث.

وتابع "إذا ساعدت هذه البعثة في تحقيق ذلك فسيكون نجاحاً" وعبر عن أمله في أن تكون زيارة وفد الوكالة "خطوة للأمام" صوب تحقيق هذا الهدف.

غروسي: "انتهكت مراراً"

وأعلن المدير العام لـ"الوكالة الدولية للطاقة الذرية" رافاييل غروسي، الخميس، أن "السلامة المادية" لمحطة "زابوريجيا" النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا "انتهكت" نتيجة تعرضها لقصف متكرر.

وفي أعقاب تفقده المنشأة النووية وعودته إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف، قال غروسي للصحافيين "من الواضح أن المحطة وسلامتها المادية انتهكت مرات عدة".

وإذ شدد على أن "هذا الأمر لا يمكن أن يستمر"، لفت إلى أن فريق خبراء الوكالة سيبقى في المنشأة أياماً عدة.

وكان فريق من خبراء الأمم المتحدة وصل إلى مجمع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، اليوم الخميس، لتقييم مخاطر حدوث كارثة إشعاعية بعد تأخر لساعات عدة بسبب قصف بالقرب من الموقع.

وتبادلت روسيا وأوكرانيا في وقت سابق الاتهام بمحاولة إفساد مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة، الواقعة في جنوب وسط أوكرانيا، وهي محطة تسيطر عليها القوات الروسية، لكن يديرها أوكرانيون.

وتتدهور الأوضاع في المحطة النووية، الأكبر في أوروبا منذ أسابيع، إذ تبادلت موسكو وكييف اللوم من حين لآخر في قصف المنطقة المجاورة لها، مما أشعل مخاوف من كارثة إشعاعية على غرار تشرنوبيل.

وشاهد مراسل لـ"رويترز" فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى وصوله في قافلة كبيرة، وسط وجود مكثف للقوات الروسية على مقربة من المكان، وقال مصدر أوكراني مطلع على الوضع إن المهمة "قد تكون أقصر مما كان مخططاً له".

إغلاق مفاعل

وقالت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية "إنرغوأتوم" إن القصف الروسي أدى إلى إغلاق واحد من مفاعلين فقط يعملان في الموقع، بينما قالت موسكو إنها أحبطت محاولة أوكرانية للاستيلاء على المحطة.

وقال مراسل لـ"رويترز" في بلدة إنرهودار القريبة التي تسيطر عليها روسيا، إن قصفاً استهدف مبنى سكنياً، مما أجبر الناس على الاحتماء في أحد الأقبية، ولم يتسن تحديد من الذي قصف المبنى

وقال حاكم منطقة زابوريجيا الذي نصبته روسيا يفجيني باليتسكي، إن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب خمسة فيما قال إنه قصف أوكراني لإنرهودار دمر أيضاً ثلاثة من رياض الأطفال ودار الثقافة، وأضاف أن الكهرباء قطعت عن البلدة في الصباح.

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو تبذل قصارى جهدها لضمان تشغيل المحطة بأمان، ولكي يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إتمام مهماتهم.

وقال رئيس الوكالة رافائيل جروسي للصحافيين في وقت مبكر اليوم الخميس من مدينة زابوريجيا، التي تبعد 55 كيلومتراً عن المحطة إنه على علم بوجود "نشاط عسكري متزايد في المنطقة"، إلا أنه سيمضي قدماً في خطته لزيارة المنشأة ولقاء موظفيها.

وكان مفتشو الوكالة الذين ارتدوا السترات الواقية من الرصاص ويتنقلون على متن سيارات لاند كروزر بيضاء مدرعة تحمل علامات الأمم المتحدة على جوانبها، قد تم توقيفهم عند أول نقطة تفتيش خارج المدينة عقب تقارير القصف.

استفزاز

اتهمت روسيا القوات الأوكرانية بمحاولة الاستيلاء على المحطة النووية، وكذلك بقصف نقطة التقاء وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحطة نفسها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ما يصل إلى 60 جندياً أوكرانياً عبروا نهر دنيبرو، الذي يفصل الأراضي الخاضعة لسيطرة كل جانب، في الساعة 6:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش)، فيما قالت إنه "استفزاز" يهدف إلى عرقلة زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضافت الوزارة أنه تم "اتخاذ تدابير" للقضاء على القوات المعادية تتضمن استخدام الطيران العسكري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المسؤول المحلي الروسي فلاديمير روجوف، في وقت لاحق، إن "حوالي 40" من هؤلاء الجنود الأوكرانيين قتلوا، وأضاف أن القوات الروسية أسرت ثلاثة جنود أوكرانيين خلال الهجوم على المحطة.

ورحب المسؤولون الأوكرانيون بزيارة فريق الوكالة وعبروا عن أملهم في أن تؤدي إلى نزع السلاح عند المحطة، ويقولون إن روسيا تستخدم المحطة درعاً لقصف البلدات، إذ إنها تعلم أنه سيكون من الصعب على قوات كييف الرد على القصف.

كما اتهموا القوات الروسية باستهداف المحطة، وهو ما نفاه المسؤولون الروس.

وقال صحافيون من "رويترز" تابعوا القافلة قبل أن يتلقوا أوامر بالعودة بسبب خطورة الوضع، إنهم شاهدوا ومضات انفجارات في السماء أثناء وجودهم في مدينة زابوريجيا الليلة الماضية.

اللعب بالنار

من جانبه، قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني للصحافيين في كييف "حان الوقت لوقف اللعب بالنار واتخاذ بدلًا من ذلك، تدابير ملموسة لحماية هذا الموقع ومواقع مماثلة أخرى من كافة العمليات العسكرية". وحذّر من أن "أدنى خطأ قد يسبب خراباً سنندم عليه لعقود".

وميدانياً، يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في جنوب البلاد، خصوصاً حول خيرسون، إحدى المدن الأوكرانية الكبرى، التي سيطرت عليها روسيا.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن قواتها صدت في الأيام الأخيرة الهجمات الأوكرانية وكبدت العدو خسائر فادحة.

وأعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير نُشر الخميس، أن القوات الروسية تنقل بشكل قسري مدنيين أوكرانيين، بينهم أشخاص فارون من المعارك، نحو مناطق خاضعة لسيطرتها، منذ بدء الحرب.

ماكرون يدعو إلى مواصلة الحوار

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، إلى مواصلة الحوار مع روسيا، مؤكداً أنه "يجب أن نفترض أنه يمكننا دائماً مواصلة التحدث مع الجميع" خصوصاً "الذين لا نتفق معهم".

وتساءل ماكرون، أمام سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الإليزيه، "من يريد أن تكون تركيا القوة الوحيدة في العالم التي تواصل الحديث مع روسيا؟".

وأضاف "لا ينبغي الاستسلام لأي شكل من أشكال المعنويات الخاطئة التي قد تجعلنا عاجزين"، مشدداً على أن "مهنة الدبلوماسي هي التحدث مع الجميع، وخصوصاً الناس الذين لا نتفق معهم".

وأشار إلى أنه "سنواصل فعل ذلك بالتنسيق مع حلفائنا"، مذكراً بأن "انقسام أوروبا" هو "أحد أهداف حرب روسيا".

الرئيس الفرنسي هو أحد القادة الأوروبيين القلائل الذين تحدثوا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا في الـ24 من فبراير (شباط)، في استراتيجية تعرضت لانتقادات.

ولطالما أكد الإليزيه أنه يتصرف بموافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتراجعت وتيرة التواصل مع بوتين بعد اكتشاف جرائم حرب في أوكرانيا نسبت إلى روسيا، ولاسيما في بوتشا في ضاحية كييف.

يعود آخر اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي إلى الـ19 من أغسطس (آب)، تطرقا خلاله إلى الوضع في محطة زابوريجيا النووية وتنظيم زيارة لفريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشأة.

من جانبه، لعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دور الوسيط بين موسكو وكييف في بداية الحرب. وتم التوصل إلى اتفاق بين موسكو وكييف، في يوليو (تموز) في إسطنبول برعاية أنقرة والأمم المتحدة، على تصدير الحبوب الأوكرانية انطلاقاً من الموانئ المطلة على البحر الأسود.

حرب الغاز

في حرب أخرى موازية، أي حرب الغاز، أعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة الأربعاء أنها أوقفت "بالكامل" شحناتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" بسبب أعمال الصيانة المتوقّع أن تستمر ثلاثة أيام.

وفي وقت تعمل الدول الأوروبية، خصوصاً ألمانيا وفرنسا، على خفض اعتمادها على الغاز الروسي، أعلنت المجر، الأربعاء، اتفاقاً مع غازبروم لتلقّي شحنات إضافية.

دبلوماسيًا، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأربعاء على تعليق اتفاق جرى التوصل إليه في العام 2007 مع روسيا لتسهيل إصدار تأشيرات الإقامة القصيرة بشكل متبادل.

وردّ الكرملين الخميس معتبرًا أنه "قرار سخيف يندرج ضمن سلسلة سخافات".

ممر الحبوب

أكدت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا، الخميس، أن ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود يعمل بشكل اعتيادي، على الرغم من الهجوم المضاد الذي أطلقته كييف جنوب البلاد.

ورداً على سؤال عما إذا كان الممر قد تضرر جراء تزايد حدة القتال، أوضحت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية ناتاليا هومينيوك أن الأمور تمضي بصورة طبيعية.

وأشارت هومينيوك، عبر رابط فيديو، إلى أن "عمل ممرات الحبوب يسير وفق الخطة المتفق عليها سابقاً".

المزيد من دوليات