Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تنتظر زيارة "الطاقة الذرية" لمحطة "زابوريجيا": "في مصلحتنا"

هجوم أوكراني مضاد و"معارك عنيفة" حول خيرسون وزيلينسكي يحث الروس على الفرار

قال الكرملين، الثلاثاء الـ30 من أغسطس (آب)، إنه يأمل في أن تمضي زيارة من المقرر أن تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى محطة "زابوريجيا" النووية قدماً ووصفها بأنها في مصلحة روسيا.

وأضاف الكرملين على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف في اتصال مع الصحافيين أن موسكو تأمل أن تتم الزيارة على النحو المتفق عليه، موضحاً "لنا مصلحة في هذه الزيارة، وننتظرها منذ وقت طويل".

وأفادت الرئاسة الأوكرانية الثلاثاء أن "معارك كثيفة" بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي تدور في "معظم أرجاء" منطقة خيرسون المحتلة في جنوب البلاد حيث تشن كييف هجوماً مضاداً.
وقالت الرئاسة في إحاطتها الصحافية الصباحية "سجل دوي انفجارات عنيفة طوال يوم (الاثنين) وطوال الليل في منطقة خيرسون. وتجرى معارك عنيفة في غالبية أرجاء المنطقة".
وأضافت "شنت القوات الأوكرانية المسلحة هجمات في اتجاهات عدة" مؤكدة تدمير "عدد من مخازن الذخيرة" و"كل الجسور الكبرى" التي تسمح للآليات بعبور نهر دنيبر. وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية على الفرار من هجوم شنته قواته بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب البلاد، قائلاً إن الجيش الأوكراني يستعيد أراضي البلاد على الرغم من أن روسيا قالت إن الهجوم فشل، وفي كلمته الليلية مساء الإثنين الـ29 من أغسطس (آب) الحالي، تعهد زيلينسكي أن تلاحق القوات الأوكرانية الجيش الروسي "حتى الحدود". وقال، "إذا كانوا يريدون النجاة، فإن الوقت قد حان لفرار الجيش الروسي، عودوا إلى منازلكم". وأضاف، "أوكرانيا تستعيد ما يخصها".

الدفاعات الروسية

وقال كبير مستشاري الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أوليكسي أريستوفيتش، إن القوات الأوكرانية اخترقت الدفاعات الروسية في عدة قطاعات من خط المواجهة بالقرب من مدينة خيرسون في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه في الجنوب.

وأضاف أريستوفيتش في مقابلة بالفيديو على "يوتيوب" أن القوات الأوكرانية تقصف العبارات التي تستخدمها موسكو لتزويد جيب من الأراضي التي تحتلها روسيا على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون. 

وأكد مسؤولون في السلطة المحلية التي عينتها موسكو في بلدة نوفا كاخوفكا بجنوب أوكرانيا لوكالة الإعلام الروسية أن القوات الأوكرانية أطلقت، الإثنين، وابلاً من الصواريخ على البلدة، مما تركها بلا ماء أو كهرباء.

وتقع البلدة إلى الشرق من مدينة خيرسون، وهي هدف هجوم مضاد كبير بدأته أوكرانيا.

وقال الجيش الأوكراني إن قواته بدأت، الإثنين، هجوماً مضاداً طال انتظاره بدعم من مساعدات عسكرية غربية، وذلك لاستعادة أراضي الجنوب التي استولت عليها القوات الروسية.

خسائر فادحة

واعترفت روسيا ببدء هجوم أوكراني جديد، لكنها قالت إنه فشل، وإن الأوكرانيين تكبدوا خسائر فادحة. وفي الوقت نفسه، تعرضت مدينة ميكولايف الساحلية الجنوبية لقصف روسي عنيف، وقال رئيس البلدية إن شخصين على الأقل قتلا.

وجاء الهجوم بعد عدة أسابيع من الجمود النسبي في الحرب التي اندلعت عندما تدفقت القوات لروسية عبر الحدود الأوكرانية يوم 24 فبراير (شباط). وتحول الصراع إلى حد بعيد إلى حرب استنزاف في الشرق والجنوب بالأساس، وغلب عليه القصف المدفعي والضربات الجوية.

واستولت روسيا على أجزاء من جنوب أوكرانيا بالقرب من ساحل البحر الأسود، بما في ذلك مدينة خيرسون، في المرحلة الأولى من الحرب.

وقالت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية الأوكرانية، ناتاليا هومينيوك، إن قوات القيادة الجنوبية بدأت عمليات هجومية في عدة اتجاهات في الجنوب، منها منطقة خيرسون التي تقع إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

"دعاية أوكرانية"

وقالت هومينيوك في تصريحات إن أوكرانيا تستخدم أسلحة متطورة قدمها الغرب لضرب مستودعات الذخيرة الروسية وإحداث فوضى في خطوط الإمداد. 

وأضافت أن أوكرانيا استهدفت أكثر من عشرة مستودعات ذخيرة في الأسبوع الماضي، وأنها "أضعفت العدو بلا شك". ورفضت الإدلاء بتفاصيل عن الهجوم المضاد، قائلة إن القوات الروسية في جنوب أوكرانيا ما زالت "قوية إلى حد بعيد".

ورفض حاكم القرم، سيرغي أكسيونوف، تصريحاتها ووصفها بأنها "دعاية أوكرانية".

وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن القوات الأوكرانية حاولت شن هجوم في منطقتي ميكولايف وخيرسون في الجنوب، لكنها تكبدت خسائر كبيرة. وأضافت، "فشلت محاولة الهجوم التي أقدم عليها العدو فشلاً ذريعاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإلى الغرب من خيرسون، قال مسؤولون في مدينة ميكولايف وشهود، إن القصف الروسي أصاب مناطق سكنية، وأودى بحياة شخصين، ودمر عدداً من المنازل. وقال مراسل من "رويترز" في الموقع، إن الضربة أصابت منزل أسرة مجاور لمدرسة، مما أدى إلى مقتل امرأة.

وقال رئيس البلدية أولكسندر سينكيفيتش، إن شخصين لقيا حتفهما، وإن منازل ومؤسسات تعليمية تعرضت للقصف. وقال الحاكم فيتالي كيم، إن 24 شخصاً آخرين أصيبوا.

ووقعت ميكولايف، وهي مركز لبناء السفن وبها ميناء على نهر بوج قبالة البحر الأسود مباشرة، تحت وطأة قصف روسي مكثف طوال الحرب.

السلامة النووية

قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن من المقرر أن يصل إلى كييف فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفقد محطة زابوريجيا النووية. ومن المتوقع أن يبدأ الفريق عمله في الأيام المقبلة.

وصارت المحطة، التي استولت عليها القوات الروسية في مارس (آذار)، لكن لا يزال يديرها موظفون أوكرانيون، خط مواجهة شديد الخطورة في الحرب. وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محيط المحطة النووية، وهي الأكبر في أوروبا.

وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن البعثة ستقيم الأضرار المادية وظروف العمل وستتحقق من أنظمة السلامة والأمن. وستقوم أيضاً "بتنفيذ أنشطة حماية عاجلة"، في إشارة إلى تتبع المواد النووية.

في غضون ذلك، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه سيقود فريقاً من المفتشين إلى محطة زابوريجيا على نهر دنيبرو في جنوب وسط أوكرانيا. وكتب رافائيل غروسي على "تويتر"، "يجب علينا حماية سلامة وأمن أكبر منشأة نووية في أوكرانيا وأوروبا".

وقال مسؤولون معينون من قبل روسيا، الإثنين، إن ضربة صاروخية أوكرانية أحدثت حفرة في سقف مستودع للوقود في محطة زابوريجيا.

كما قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية كانت تحاول مهاجمة محطة الطاقة النووية، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. وأفادت بعدم وقوع أضرار جسيمة، مضيفة أن مستويات الإشعاع طبيعية.

ووصف الكرملين مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها "ضرورية"، وحث المجتمع الدولي على الضغط على أوكرانيا لتقليل المناوشات العسكرية في المحطة.

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوكرانيا إلى سحب العتاد العسكري والجنود من المجمع النووي لضمان عدم اعتباره هدفاً. إلا أن الكرملين استبعد مرة أخرى إخلاء الموقع.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تقوم بعملها بطريقة محايدة سياسياً.

وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني، الأحد، عبر حسابه على "تيليغرام" إن القوات الروسية أطلقت النار على إنرهودار، البلدة الواقعة على ضفاف نهر دنيبرو، حيث تقع المحطة، ونشر مقطعاً مصوراً لرجال إطفاء وهم يخمدون النيران في سيارات مشتعلة.

وتصف روسيا تحركاتها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح جارتها الجنوبية. وترفض أوكرانيا، التي حصلت على استقلالها عندما تفكك الاتحاد السوفياتي الذي كانت روسيا تهيمن عليه في عام 1991، هي وحلفاؤها الغربيون ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها للهجوم.

وقُتل الآلاف وشرد الملايين وتحولت مدن إلى أنقاض جراء الحرب التي تهدد الاقتصاد العالمي بأزمة طاقة وغذاء.

"إخفاقات"

وسط هذه الأجواء، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن روسيا تواجه "إخفاقات كثيرة" مع طائرات مسيرة إيرانية الصنع حصلت عليها من طهران هذا الشهر لاستخدامها في الحرب التي تشنها على أوكرانيا. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن تقدير الولايات المتحدة هو أن روسيا تسلمت طائرات مسيرة من طراز "مهاجر-6"، وسلسلة "شاهد" خلال أيام عدة من هذا الشهر، وتابع أن هذا قد يكون جزءاً من خطة روسية لشراء مئات من هذه الطائرات. وقال، "تقديرنا هو أن روسيا تعتزم استخدام هذه الطائرات المسيرة الإيرانية، التي يمكنها شن هجمات جو - سطح وحروب إلكترونية واستهداف في ساحة المعركة في أوكرانيا".

المزيد من دوليات