Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

74 في المئة من المتداولين بالأسهم الأميركية يتوقعون بدء موجة الركود

محللون يؤكدون أن التضخم وصل إلى ذروته والأزمة في كلف الغذاء والسكن

يتوقع مستثمرون ارتفاع الأسعار (أ ب)

يبدو أن هناك بعض الالتباس حول مسار الأسعار في الولايات المتحدة الأميركية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن التضخم الشهري تراجع في يوليو (تموز) الماضي، بينما ظل على أساس سنوي بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية.

ويطرح هذا سؤالاً مهماً للمستهلكين والمستثمرين على حد سواء: هل بلغ التضخم ذروته أم لا؟ والجواب، وفقاً لمحللي السوق، هو على الأرجح "أجل"، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن نكون، حيث نريد أن نكون.

ووفق البيانات المتاحة، فإن انكماش التضخم يمكن أن يأتي من انخفاض الأسعار في بعض القطاعات دون غيرها، وهذا بالضبط ما يحدث. فقد انخفضت أسعار الطاقة بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، مما أدى إلى انخفاض أرقام التضخم في الصفوف العليا معها، لكن كلف الغذاء والمأوى وكل سلعة أخرى تقريباً آخذة في الازدياد، وهذا مقلق لأنه يعني أن التضخم "اللزج" موجود ومستمر. وقد ظلت أسعار المأوى والرعاية الصحية والتعليم مرتفعة، وتميل هذه القطاعات إلى تعديل أسعارها بشكل أبطأ، لذلك بمجرد ارتفاعها، فإنها تميل إلى البقاء مرتفعة.

يقول مدير محفظة في "إنسايت إنفستمنت"، سكوت رويسترهولز، "نعتقد أن أسوأ تضخم في الطاقة وسلسلة التوريد أصبح وراءنا. مع ذلك، من المرجح أن يساعد استمرار الفئات الثابتة في إبقاء التضخم في نطاق 5.5 في المئة إلى 6 في المئة بحلول نهاية العام، مما يعكس الاتجاهات في جميع أنحاء العالم".

ويتفق مع ذلك المحلل الاستراتيجي في "أليانز" لإدارة الاستثمار، تشارلي ريبلي. فقد قال إنه "على الأرجح أننا وصلنا إلى ذروة التضخم. مع ذلك، فإننا نحذر من أنه بينما يتحسن الاتجاه، فإن لدينا طرقاً طويلة لنقطعها للعودة نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي المستهدف بنسبة تضخم تبلغ اثنين في المئة".

الركود مستمر لمدة عام واحد

يتوقع كل من "مورنينغ ستار" وصندوق النقد الدولي العودة إلى الوضع الطبيعي بحلول نهاية عام 2023 أو بداية عام 2024. وفي أحدث توقعاته الاقتصادية، رجح البنك المركزي الأميركي أنه سيكون ضمن معدل التضخم المستهدف بنسبة اثنين في المئة بحلول 2024. لذلك، فإن زيادات الأسعار تتراجع، ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت للعودة إلى ما يعتبره الاحتياطي الفيدرالي مقبولاً.

وقد استوعبت السوق هذه الأخبار على أنها إيجابية في الغالب. ويتوقع مستثمرون ارتفاع الأسعار، لكن بوتيرة أبطأ، ويرجحون ارتفاعاً بمقدار 50 نقطة أساس في أسعار الفائدة خلال اجتماع سبتمبر (أيلول) المقبل، بانخفاض عن مستوى 75 نقطة أساس كانت متوقعة في تقارير سابقة.

مع ذلك، فإن المحللين ما زالوا لا يعتقدون أن تتجنب الولايات المتحدة الركود، إذ يرى نحو 90 في المئة من المتداولين أن أحدهم قد يكون مرجحاً إلى حد ما، ويتوقع 74 في المئة أنه سيبدأ هذا العام، وفقاً لاستطلاع حديث، لكن لحسن الحظ لا يرى المحللون جدولاً زمنياً ممتداً لألم المستهلك، فيما يتوقع معظم المتداولين أن يستمر الركود أقل من عام واحد، تماماً كما يتوقعون أن ينحسر التضخم بحلول نهاية عام 2023.

أسرع وتيرة نمو في إيجارات المنازل

في الوقت نفسه، يكافح الأميركيون للحفاظ على أسطح منازلهم، حيث نمت كلف الإيجار بأسرع وتيرة لها منذ أكثر من ثلاثة عقود. ويبلغ متوسط كلفة الإيجار الشهري الآن أكثر من 2000 دولار للمرة الأولى على الإطلاق.

ومن المؤكد أن التضخم هو المسؤول عن الأزمة، لكن عاصفة كاملة كانت تختمر منذ فترة طويلة. وقد هرع الأميركيون مرة أخرى إلى المدن مع تخفيف قيود وباء كورونا، ما أدى إلى تفاقم نقص المعروض في المناطق الحضرية التي كانت تواجه بالفعل نقصاً في المساكن. وقفزت معدلات الرهن العقاري بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما أبقى عديداً من المشترين المحتملين عالقين في سوق الإيجارات.

ويستفيد الملاك من نقص العرض والزيادة الهائلة في الطلب ويرفعون الأسعار في جميع المجالات. فقد سهلت نهاية برامج المساعدة في الإيجار في عهد كورونا، ووقف الإخلاء على أصحاب العقارات طرد المستأجرين الذين لا يستطيعون تحمل أسعار أعلى. يرى نحو 5.4 مليون أسرة، أو 40 في المئة من تلك التي لا تدفع إيجاراتها، أنه من المحتمل أن يتم إخراجها خلال الشهرين المقبلين، وفقاً لدراسة مكتب الإحصاء في يوليو (تموز) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع نمو كلفة المعيشة في جميع المجالات، يجد المستأجرون أنفسهم مضطرين إلى الاختيار بين توفير المأوى أو الضرورات الأخرى. وقد وصلت الإيجارات في ولاية مانهاتن إلى مستوى قياسي للشهر السادس على التوالي، حيث ارتفع متوسط الإيجار إلى 4150 دولاراً في يوليو، بزيادة نحو 30 في المئة على العام الماضي.

وفي مدينة نيويورك يطلب الملاك عموماً أن يحصل المستأجرون على راتب سنوي يساوي 40 ضعفاً للإيجار، وهذا يعني أنه من المتوقع أن يحقق المستأجر المتوسط في مانهاتن نحو 166 ألف دولار سنوياً. ومتوسط دخل الأسرة في مدينة نيويورك هو 67000 دولار.

ولا يرى المحللون انتهاء زيادات الإيجار في مدينة نيويورك من دون تدخل الحكومة. يقول الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "ميللر سامويل"، جوناثان ميلر، "يأمل كثير من الناس أنه بعد أن يصل نشاط الإيجار إلى ذروته في أغسطس (آب)، سيكون هناك بعض التحسن في القدرة على تحمل الكلف، لكن الطريقة الوحيدة التي أرى أن ذلك يحدث هو إذا ما تسبب مضرب البيسبول الفيدرالي للاقتصاد في إلحاق مزيد من الضرر في شكل فقدان الوظائف. هذا ليس سيناريو مرغوباً فيه".

حقيبة ظهر ممتلئة لكن المحفظة فارغة

الآباء في جميع أنحاء الولايات المتحدة يتنفسون الصعداء مع استئناف المدرسة، والأطفال مشغولون مرة أخرى خلال ساعات النهار، أي حتى يتلقوا قوائم التسوق الخاصة بالعودة إلى المدرسة.

ونظرت "كلوفر" التي تجمع بيانات الإنفاق من أكثر من 3 ملايين مستهلك، إضافة إلى بيانات تسعير نقاط البيع، في تغيرات الأسعار السنوية للعناصر الأكثر شيوعاً في قوائم التسوق الخاصة بالعودة إلى المدرسة، فوجدت أن علامات الأسعار على البضائع التي تتراوح بين الغراء وأقلام التحديد والأقلام والشريط اللاصق، إلى حقائب الظهر والأحذية الرياضية وحتى الملابس الداخلية، قد قفزت بشكل كبير على مر السنين.

وقد ارتفع سعر الشريط اللاصق بأكثر من 70 في المئة هذا العام. وارتفعت أسعار "شاربيز" و"إلميرر" بنسبة 55 في المئة و30 في المئة على التوالي. وستكلفك أقلام "بيك" نحو 12 في المئة إضافية هذا العام. حتى زوج من الملابس الداخلية من "هانز" سيكلف نحو سبعة في المئة أكثر مما كان عليه في العام الماضي.