Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البنوك الأميركية تضاعف مخصصات الديون المعدومة مع موجة التضخم

ارتفاع الأسعار يحرم المستهلكين من شرائح اللحوم ومحللون يتحدثون عن إعصار اقتصادي

ارتفاع الطلب على الدجاج وسط زيادة أسعار اللحم البقري في الأسواق الأميركية  (أ ف ب)

في الوقت الذي رفعت فيه البنوك الأميركية سقف مخصصات الديون المعدومة فإن شرائح اللحم أصبحت غير مطروحة على المائدة، والمتسوقون المرهقون من التضخم يتحولون إلى الدجاج، هذا ما فعله التضخم المرتفع بالفعل في حياة المستهلكين الأميركيين، حيث يتراجع المستهلكون عن شراء شرائح اللحم باهظة الثمن والتحول إلى دجاج أرخص في محال البقالة.

وفق بيان حديث، قالت عملاق تصنيع اللحوم "تايسون"، إن "الطلب على الدجاج قوي للغاية"، بينما تراجع الطلب على قطع اللحم البقري ذات الأسعار المرتفعة. وقالت الشركة إن "متوسط سعر بيع الدجاج نما خلال الربع الأخير في حين انخفض متوسط سعر لحوم البقر والخنازير مع امتناع المستهلكين عن بعض التخفيضات الممتازة". ووفق البيانات، "ارتفعت أسعار اللحوم بشكل كبير في عام 2021، لكن بعض العناصر انخفضت في الأشهر الأخيرة".

وأشارت "تايسون"، إلى أن "طلب المستهلكين على اللحوم ظل قوياً، لكنهم يتحولون عن اللحوم بسبب التضخم المرتفع. وتخطط الشركة لإطلاق خيارات جديدة منخفضة الأسعار وإضافة أحجام حزم جديدة أكبر للمستهلكين الباحثين عن القيمة أو الأسعار المنخفضة".

المستهلكون يقاطعون الماركات المعروفة

ليست "تايسون" هي الشركة الوحيدة التي لاحظت التحولات في عادات الشراء لدى المتسوقين، حيث يتعامل المستهلكون مع أعلى معدل تضخم منذ أكثر من 40 عاماً ويقوم كثير منهم بالمقايضات أو البحث عن بدائل لجميع السلع التي ارتفعت أسعارها بنسب كبيرة خلال الفترة الماضية.

في يونيو (حزيران) الماضي، كشفت شركة "كروغر"، أن المتسوقين ذوي الميزانية المحدودة يشترون عدداً أقل من العناصر في المتاجر، ويفضلون العلامات التجارية لمتاجر "كروغر" الأرخص بدلاً من العلامات التجارية ذات الأسماء المعروفة بارتفاع أسعارها، ويتحولون من شراء لحوم البقر إلى لحم الخنزير بحثاً عن خفض التكلفة.

وفي مايو (أيار) الماضي أكدت شركة "وول مارت"، أن بعض المستهلكين يتحولون من شراء غالونات الحليب إلى نصف غالون، كما تحولوا من غذاء ذي علامة تجارية ولحوم لذيذة ولحم الخنزير المقدد ومنتجات الألبان المنتجة من خلال ماركات معروفة إلى أخرى أقل تكلفة بحثاً عن أسعار منخفضة.

في الوقت نفسه، قالت شركة "ثري هوس فودز"، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال تصنيع العلامات التجارية لمتاجر "وول مارت" وتجار التجزئة الآخرين، إن الملصقات الخاصة أصبحت خياراً أكثر جاذبية للمتسوقين الذين ضغط عليهم التضخم.

البنوك ترفع سقف مخصصات الديون المعدومة

 إذا كان الركود سيصل إلى الولايات المتحدة الأميركية، فعادة ما يكون هناك دليل على الألم في أكبر المقرضين في السوق الأميركية، لكن حتى الآن لا ترى البنوك الكبرى علامات ضعف كبيرة، حتى مع اعترافها بأنها تستعد لأوقات عصيبة في المستقبل.

وأخيراً، كشفت نتائج "جي بي مورغان تشيس"، و"ويلز فارغو"، و"سيتي غروب"، أنه في حين تضررت "وول ستريت" بشدة من الركود العميق في السوق، فإن "ماين ستريت" تتقدم. ولا يزال الإنفاق ببطاقة الائتمان يبدو جيداً، بينما تقوم البنوك بتخصيص مزيد من الأموال لتغطية القروض المعدومة، فإنها لا ترى مشكلات كبيرة حتى الآن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول مارك كونراد، مدير محفظة في "ألجيربيس إنفستمنتس"، "إذا لم تنظر إلى أي شيء آخر، لقد نظرت للتو في أرقام البنوك، فلن تفكر في وجود ركود وشيك"، لكن على الرغم من ذلك، فقد أثار جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة "جي بي مورغان تشيس"، ذعر المستثمرين من خلال التصريحات التي أطلقها الشهر الماضي عندما توقع "إعصاراً" اقتصادياً ناجماً عن الحرب في أوكرانيا، وارتفاع ضغوط التضخم، ورفع أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وأدى الانخفاض في إبرام الصفقات إلى هبوط حاد في مقدار الأموال التي يجلبها المصرفيون الاستثماريون بعد عام 2021 الرائد. وانخفضت عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية في "جي بي مورغان" بنسبة 61 في المئة خلال الربع الأخير. وفي "مورغان ستانلي" تراجعت عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 55 في المئة. وقال ستيفين بيعاز، المحلل في "أرغوس ريسيرش"، "كان من المتوقع أن تكون نقطة ضعف، وقد كانت كذلك. لم يتم إغلاق كثير من الصفقات".

ارتفاع تكلفة تناول الطعام بنسبة 34 في المئة

لكن في أماكن أخرى، بدا النشاط صلباً حيث كشف "جي بي مورغان"، أن الإنفاق ببطاقات الائتمان والخصم ارتفع بنسبة 15 في المئة على أساس سنوي. وفي الوقت الذي ينفق فيه المستهلكون مزيداً من الأموال على الغاز قفزت تكلفة السفر وتناول الطعام بنسبة 34 في المئة".

وقالت جين فريزر، الرئيسة التنفيذية لشركة "سيتي"، "يمكنك أن ترى مدى مرونة المستهلك في الولايات المتحدة من خلال معدلات الدفع المرتفعة والمستوى المنخفض لخسائر الائتمان"، لكن لا يزال هناك أيضاً طلب قوي بين الشركات على القروض، حتى عندما يقول التنفيذيون إن ثقتهم تتضاءل.

لكن الإقراض المنزلي هو استثناء واحد، فقد سجلت "ويلز فارغو"، إيرادات أقل بنسبة 53 في المئة من هذا العمل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما شهد "جي بي مورغان" انخفاضاً بنسبة 26 في المئة.

وارتفعت معدلات الرهن العقاري مع قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع سعره القياسي في محاولة للحد من الأسعار المرتفعة والتضخم الجامح مما يضعف الطلب.

في تقرير حديث، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية في وقت لاحق من هذا الشهر، مما يقلل التوقعات بأنه قد يسعى إلى زيادة أكبر.

وبشكل عام، تبدو الأرقام ثابتة. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الركود غير ممكن. وشعار البنوك الآن هو "الأمل في الأفضل، والاستعداد للأسوأ". يقول "ديمون"، "نعلم أنه إذا كان لديك ركود، فإن الخسائر سترتفع. نحن نستعد لكل ذلك". وأعلن "جي بي مورغان" و"سيتي" و"ويلز فارغو"، أنهم سيخصصون مليارات الدولارات لتغطية القروض المعدومة إذا احتاجوا إلى ذلك، بينما توقف "سيتي" و"جي بي مورغان" مؤقتاً عمليات إعادة شراء الأسهم للحفاظ على السيولة النقدية.

اقرأ المزيد