مقامرة برشلونة بين صناعة التاريخ والفشل المطلق

فعل نادي برشلونة الإسباني، اليوم الجمعة الـ12 من أغسطس (آب)، الرافعة الاقتصادية الرابعة ضمن برنامجه غير المسبوق للخروج من الأزمة المالية الطاحنة التي كادت تدفعه للإفلاس.

وقبل ساعات معدودة على انطلاق الموسم الجديد للدوري الإسباني غداً السبت، إذ يخوض الفريق الكتالوني أولى مبارياته أمام رايو فايكانو في إستاد سبوتيفاي كامب نو، أعلن النادي عبر موقعه الرسمي وحساباته على منصات التواصل الاجتماعي، بيع 24.5 في المئة من الاستوديوهات الخاصة به "بارسا ستوديوز" إلى شركة "أورفيوس ميديا" في مقابل 100 مليون يورو.

وتأتي هذه الخطوة لإدخال 100 مليون يورو إلى حساب إيرادات النادي في محاولة متأخرة لتسجيل اللاعبين الجدد والمعاد التعاقد معهم، ليكونوا حاضرين مع الفريق منذ مباراته الأولى في الموسم، بعد أن فشلت مساعي النادي في تسجيلهم لدى رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا"، بسبب رفض الرابطة الاعتراف بمصادر بعض الأموال التي تقدم بها برشلونة الأسبوع الماضي.

وكان برشلونة باع نسبة 25 في المئة من حقوق بث مبارياته المحلية لمدة 25 سنة إلى شركة "سيكسيث ستريت" الأميركية في مقابل 607 ملايين يورو، ثم باع 24.5 في المئة من أسهم استوديوهاته إلى موقع socios.com المتخصص في الرسوم المشفرة.

وسعى برشلونة للحصول على موافقة رابطة الدوري الإسباني على إيرادات صفقة بيع حقوق البث، وقدم أوراقاً تفيد بالحصول على 667 مليون يورو، لكن قسم المراجعة في الرابطة أعلن قبول 517 مليون يورو فقط من المدفوعات، متهماً برشلونة بمحاولة تمرير 150 مليون يورو من أموال النادي لتعظيم إيراداته.

وكشفت إذاعة كادينا كوبي الإسبانية أن خوان لابورتا رئيس برشلونة أنشأ شركة تحمل اسم "لوغكسلي" للاستثمارات، بهدف دفع جزء من أموال صفقة البث، وهو ما رفضه الدوري الإسباني.

ويأمل برشلونة في أن توافق الرابطة على اعتماد دخله الإجمالي من الصيف الحالي، كي يتمكن من تسجيل لاعبيه السبعة الجدد قبل بدء مباراة الغد.

وأعاد برشلونة التعاقد مع عثمان ديمبيلي وسيرجيو روبرتو، وضم رافينيا من ليدز يونايتد الإنجليزي في مقابل 58 مليون يورو، وجول كوندي من إشبيلية الإسباني في مقابل 50 مليون يورو، وروبرت ليفاندوفسكي من بايرن ميونيخ الألماني في مقابل 45 مليون يورو، وفرانك كيسي وأندرياس كريستينسن في صفقتين مجانيتين بتعاقد حر.

وبات مشروع برشلونة الجديد الذي يقوده الرئيس خوان لابورتا ومن المستطيل الأخضر المدير الفني تشابي هيرنانديز أمام مفترق طرق، إذ سيكون موسم 2022-2023 ربما الموسم الأهم في تاريخه، والفيصل ما بين صناعة تاريخ غير مسبوق إن نجح في استثمار التدعيمات المميزة، بالتالي تعظيم الاستثمارات التي تمت وبيع بعض أصول النادي، أو الفشل المطلق والبدء في إجراءات قد تقود النادي للإفلاس والتحول لملكية خارجية.

ومع تفعيل الرافعة الاقتصادية الرابعة عبر شركة "أورفيوس ميديا"، برز اسم خاومي روريس من جديد، وهو رئيس الشركة التي قررت إنقاذ برشلونة من عثرته.

ويُعد خاومي روريس أحد أباطرة صناعة الإعلام والترفيه في إسبانيا وأوروبا وصديقاً مقرباً للابورتا وأحد أهم داعميه في رئاسة برشلونة.

وإلى جانب "أورفيوس ميديا" يتولى روريس منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ميديا برو الإسبانية اللي تعد أحد ناقلي الدوري الإسباني، وسبق له لعب أدوار مؤثرة في النادي خلال السنوات الأخيرة، إذ كان من أوائل من حذروا من الأزمة الاقتصادية للنادي في 2020، حينما قال إن هناك فارقاً ضخماً بين المصروفات والإيرادات.

وظل روريس لسنوات أحد أهم الشخصيات المعارضة لساندرو روسيل الرئيس الأسبق للنادي، ورفع ضد روسيل قضية تجسس على بريده الإلكتروني في عام 2016، وكان شخصية محورية في الجبهة اللي أجبرت الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو على الاستقالة من منصبه، قبل عودة لابورتا لمقعد الرئيس في انتخابات شهدت تبرع روريس بـ30 مليون يورو لصديقه.

وقال روريس اليوم بعد إتمام صفقة الشراكة مع برشلونة "وقعنا العقد في الثامنة صباحاً، إذا لم أتدخل لكان شخص آخر فعل ذلك، هذا النادي قوي وجذاب كالمغناطيس، لقد عدنا الآن من سيناريو مخيف تركه لنا بارتوميو ورجاله، لقد تخطينا أزمة لا يستطيع الناس مجرد تخيلها، وهذا الاستثمار يمنحنا فرصة لرؤية الفريق الذي نريده".