Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين وتايوان تناوران "وجها لوجه" وبريطانيا تدخل على خط الأزمة

بكين لم توقف "توغلاتها" وتتوعد المنادين بالاستقلال وتندد بتصريحات لندن وتايبيه "على أهبة الاستعداد"

تواصل الصين التدريبات العسكرية قبالة السواحل الشرقية والغربية لتايوان، احتجاجاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة الأسبوع الماضي، بينما نددت سفارتها في بريطانيا بتصريحات وزيرة خارجية المملكة في شأن الأزمة الدائرة ووصفتها بـ"غير المسؤولة".

في وقت تعتبر فيه تايوان أن الصين تستخدم التدريبات العسكرية كخطة للتحضير لغزو الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إن نحو 20 سفينة تابعة للبحرية الصينية والبحرية التايوانية ظلت حتى صباح الأربعاء قريبة من الخط الفاصل لمضيق تايوان، وهو منطقة عازلة غير رسمية تفصل بين الجانبين.

وواصلت سفن صينية أخرى القيام بمهمات قبالة الساحل الشرقي لتايوان، بحسب المصدر الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته.

ووعدت الصين الأربعاء، العاشر من أغسطس (آب) الحالي، بألا تترك "أي هامش مناورة لمؤيدي استقلال تايوان" مؤكدة أن "استخدام القوة لاستعادة الجزيرة ما زال مطروحاً كملاذ أخير".

ويأتي هذا التحذير الجديد بعد مناورات عسكرية صينية مكثفة جرت خلال الأيام الأخيرة حول الجزيرة رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه.

واعتبرت بكين زيارة ثالث مسؤولة في هرم السلطة بالولايات المتحدة استفزازاً، بخاصة وأن واشنطن كانت تعهدت بعدم إقامة علاقة رسمية مع الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.

ونشر مكتب شؤون تايوان (الهيئة الحكومية الصينية) كتاباً أبيض، الأربعاء، يشرح بالتفصيل كيف تخطط بكين لاستعادة السيطرة على الجزيرة خصوصاً عبر حوافز اقتصادية.

وجاء في الوثيقة التي تبدو أقرب إلى يد ممدودة للسلطات التايوانية، "نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة للتعاون من أجل تحقيق إعادة التوحيد على نحو سلمي"، لكنها أضافت "لن نترك أي هامش مناورة للأعمال الانفصالية التي تهدف إلى استقلال زائف لتايوان أياً كانت".

وتعتبر الصين تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها ولم تنجح بعد في إعادة توحيدها مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية العام 1949.

وخلال سبعة عقود لم يتمكن الجيش الشيوعي من استعادة الجزيرة التي بقيت تحت سيطرة جمهورية الصين، النظام الذي حكم في الماضي الصين القارية ولا يحكم سوى تايوان اليوم.

وقالت بكين في كتابها الأبيض، وهو الأول حول هذا الموضوع منذ العام 2000، "لسنا ملتزمين بالتخلي عن استخدام القوة"، لكنها أوضحت بعد ذلك أنه "يمكن استخدام القوة كملاذ أخير وفي ظروف قاهرة، وسنضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة استفزازات الانفصاليين أو قوى خارجية إذا تجاوزوا خطوطنا الحمر".

ويتضمن الكتاب الأبيض وعوداً بازدهار اقتصادي بعد "إعادة التوحيد"، إذ تقترح الصين تعزيز العلاقات الثقافية ومجال الضمان الاجتماعي والصحة وتعزيز التكامل الاقتصادي بشكل أفضل عبر سياسات تفضيلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويؤكد النص أنه "بوجود وطن قوي يُعتمد عليه سيكون مواطنو تايوان أقوى وأكثر ثقة وأماناً، وسيحظون بقدر أكبر من الاحترام على الساحة الدولية".

ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تطور النظام السياسي باتجاه الديمقراطية في تايوان بعد أن كان في الماضي استبدادياً، وبدأ الشباب في تايوان، لا سيما خلال السنوات الأخيرة، تطوير هوية مختلفة عن هوية الصين القارية، وشجع ذلك الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال، وهو حزب الرئيسة الحالية تساي إنغ وين التي تولت السلطة العام 2016.

وخلافاً للحكومة السابقة ترفض تساي اعتبار تايوان والبر الرئيس للصين جزءاً من صين واحدة، وهو ما تسبب في توتر شديد مع الصين.

المعارضة التايوانية

وعلى الرغم من التوتر خلال الأيام الأخيرة، توجه السياسي التايواني المعارض أندرو سيا لي يان إلى البر الصيني الرئيس، الأربعاء، ليلتقي هناك رجال أعمال وطلاباً من الجزيرة.

وسيا لي يان دبلوماسي رفيع المستوى ورئيس سابق للهيئة التايوانية المسؤولة عن القضايا المتعلقة بالبر الرئيس للصين، ونائب رئيس الـ "كومينتانغ" وهو حزب تايواني رئيس آخر، لكنه مناهض للاستقلال ويؤيد إقامة علاقات براغماتية مع بكين.

ودان الحزب الرئاسي التايواني الأربعاء الزيارة قائلاً "لم يتم اختيار اللحظة بشكل سيئ وحسب، بل إنها إهانة أيضاً لجيشنا الذي لا يدخر جهداً في حماية بلدنا".

من جهتها، صرحت الرئيسة التايوانية تساي انغ وين أن هذه الزيارة "تبعث برسالة سيئة إلى المجتمع الدولي".

وتعتبر الصين حزب رئيسة تايوان انفصالياً، لكنها ترى أيضاً أن هذه الصفة تنطبق على أي شخص يكافح علناً من أجل الاستقلال أو إضعاف الهوية الصينية للتايوانيين.

وأجرى الجيش الشيوعي أكبر تدريبات عسكرية على الإطلاق حول تايوان خلال الأيام الأخيرة، وتدرب على تطويق الجزيرة بمشاركة طائرات وسفن وإطلاق صواريخ باليستية، وكان من المقرر أن تنتهي هذه المناورات الأحد لكنها استمرت يومي الإثنين والثلاثاء.

وأعلن الجيش الصيني، الأربعاء، أن "كل المهمات جرت على ما يرام"، مشيراً إلى انتهائها، ونشر صوراً ومقاطع فيديو للعمليات التي نفذت خلال اليوم السابق، تظهر فيها طائرات مقاتلة تقلع وتصور الساحل التايواني أو حتى تتزود بالوقود أثناء الطيران.

وعلى الجانب التايواني أجرى الجيش عملياته الخاصة، الثلاثاء، خلال تدريبه لصد هجوم على الجزيرة.

عمليات حصار

وقد مددت بكين أكبر مناوراتها على الإطلاق حول الجزيرة التي تقول إنها تابعة لها إلى ما بعد الأيام الأربعة التي كانت مقررة في الأصل، وتضمنت تدريبات الأسبوع الماضي إطلاق صواريخ باليستية مر بعضها فوق العاصمة تايبيه، ومحاكاة لهجمات بحرية وجوية في الأجواء والمياه المحيطة بتايوان.

وركزت التدريبات وفق قيادة العمليات الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني، على عمليات الحصار وإعادة الإمداد اللوجيستي.

وأصدرت وزارة الدفاع التايوانية، الأربعاء العاشر من أغسطس (آب)، لقطات مصورة تظهر قواتها المسلحة في التدريبات، قائلة إن جيشها "على أهبة الاستعداد للحفاظ على بلادنا آمنة" وإن الصين لم توقف "توغلاتها" في المناطق القريبة من تايوان.

تصريحات بريطانية "غير مسؤولة"

ونددت السفارة الصينية في لندن اليوم الأربعاء بما وصفته بالتصريحات البريطانية "غير المسؤولة"، بعد أن استدعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس السفير الصيني ليقدم تبريراً لتصرفات بكين تجاه تايوان.

واستدعت تراس، الأربعاء، السفير الصيني قائلة إن "السلوك العدواني المتزايد للصين في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان يهدد السلام والاستقرار في المنطقة المحيطة بالجزيرة".

وقالت السفارة الصينية عبر "تويتر" إن السفير "رفض ودان بشدة الخطاب غير المسؤول من جانب المملكة المتحدة في شأن رد الصين المشروع والضروري على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي إلى تايوان" وذلك خلال اجتماع مع مسؤول كبير بوزارة الخارجية البريطانية.

وأضافت أن "تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، ولا يحق لأي دولة أجنبية، بما في ذلك المملكة المتحدة، التدخل في الشؤون الداخلية للصين".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات